لم تقدم السفيرة الأميركية الجديدة في القاهرة مرغريت سكوبي أوراق اعتمادها بعد إلى الرئيس حسني مبارك على رغم وصولها إلى القاهرة قبل أسابيع لتحل محل السفير السابق فرنسيس ريتشاردوني، ويفترض أن تقف سكوبي بالقرب من مدخل السفارة في 2 تموز يوليو المقبل لتستقبل المدعوين للاحتفال معها بعيد الاستقلال الأميركي. ورغم أن البعض يرى أن استقبال الوفود الرسمية هو عمل رسمي، خصوصاً إذا كانت المناسبة رسمية، إلا أن آخرين لا يستبعدون أن تقدم سكوبي أوراق اعتمادها قبل ذلك التاريخ ولا يعتقدون أن انشغال الرئيس مبارك، سيحول دون أن تقدم سكوبي أوراقها إليه أو سيمنع إقامة الاحتفال الذي يسبب معاناة شديدة لسكان القاهرة بسبب إجراءات الأمن والازدحام. ويتحدث الأميركيون المقيمون في مصر عن انشغال سكوبي في عمل رسمي بالغ الأهمية تطلب منها خلال الأيام الماضية مكاتبات رسمية وخطابات مع أجهزة رسمية مصرية استلزمت كثيراً من الجهد والوقت. تعيش السيدة سكوبي في حزن منذ فارقها أحد كلبيها بعدما مات مسموماً في حديقة السفارة، وزاد من حزنها قلقها من الأسباب التي جعلت كلبا للسفيرة الاميركية يموت مسموماً. يقول هؤلاء إن حال الانزعاج الشديد لدى السفيرة ألزم جهاز أمن السفارة بالتعاون مع السلطات المصرية بذل جهود حثيثة للتأكد من أن الحادث"قضاء وقدر"وأنه لم يكن مدبرا وأن التدابير الأمنية المتبعة لتأمين السفارة والعاملين فيها والسفيرة نفسها ومنزلها والمقيمين فيه غير قابلة للاختراق, على أساس أن التخطيط لقتل كلب السفيرة، إذا جرى بنجاح، فإنه يعطي مؤشرات على أن ارتكاب الجريمة نفسها ضد الأميركيين العاملين في منزل السفيرة أو السفيرة نفسها يصبح أمراً محتملاً. ولأن سكوبي غير متزوجة حتى الآن، فإنها كانت تملك من الوقت ما يمكنها من الاهتمام بكلبيها وهي فقدت واحداً منهما ولم يعد أمامها سوى آخر ستمنحه بكل تأكيد الاهتمام الكبير وهي بحثت مع مسؤولي الأمن في السفارة الإجراءات التي تكفل حمايته وتضمن ألا يكون مصيره المصير نفسه الذي آل إليه الكلب الآخر. عموماً فإن جثة الكلب التي تسلمها فرع"هيئة أبحاث النمرو الأميركية"في القاهرة لتحليلها وفحص أجزائها الداخلية للوقوف على أسباب وفاة الكلب سافرت مع وحدة من أبحاث البحرية الأميركية الى الولاياتالمتحدة لدفنها ولم يعد للسفيرة سوى الاهتمام بكلبها الآخر، إضافة بالطبع إلى متابعة نتائج التحقيقات في أسباب وفاة كلبها الأول. يقول بعض الأميركيين المقيمين في مصر إن السفير السابق ريتشاردوني كان لاحظ أن بعض موظفي حديقة السفارة يضعون سماً في أطباق صغيرة بجوار أسوار السفارة لقتل القطط الضالة التي كانت تقفز إلى داخل الحديقة على رغم أن ريتشاردوني لم يكن يربي كلاباً أو قططاً. وأن هؤلاء الموظفين عادوا إلى فعلتهم ليريحوا أنفسهم من مطاردة القطط والكلاب الضالة ولا يستبعد البعض أن يكون كلب السفيرة تسلل إلى أحد أركان الحديقة وأكل من السم فمات، لكن السفيرة يبدو أنها غير مقتنعة بعد بذلك السبب وتعتقد أن من المهم التأكد من أن الوفاة قضاء وقدر وأن أحداً لم يخطط للجريمة وأنها في أمان. ويلتمس المسؤولون المصريون العذر من قلق السفيرة التي كانت احتفت بها الصحافة المصرية قبل أن تطأ قدماها أرض مصر حيث شنت ضدها حملة شديدة رداً على كلام قالته سكوبي أمام إحدى لجان الكونغرس حول الأوضاع في مصر اعتبره بعض المصريين تدخلاً في الشؤون الداخلية لمصر. وتأمل سكوبي وفريقها المعاون في حل لغز وفاة كلبها بسرعة لأن جدول أعمالها في القاهرة مزدحم جداً وفي الأولوية منه تحسين العلاقات بين البلدين التي شهدت تدهوراً الشهر الماضي بسبب كلمة الرئيس جورج بوش أمام المنتدى الاقتصادي في شرم الشيخ ولا تحتمل المزيد من التدهور بسبب الغموض حول وفاة كلب السفيرة.