أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي العام الفلسطيني ارتفاعاً مفاجئاً في شعبية الرئيس محمود عباس عزاه مراقبون إلى مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها أخيراً، فيما كشف تراجعاً لافتاً في شعبية حركة"حماس". وبيّن الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة بين 5 و7 حزيران يونيو الجاري، أن الفجوة اتسعت بين شعبية عباس وشعبية رئيس الحكومة المقالة القيادي في"حماس"إسماعيل هنية، لتصل إلى 12 في المئة، بعدما كان استطلاع سابق للمركز في آذار مارس الماضي رصد زيادة شعبية هنية على شعبية عباس بنسبة واحد في المئة، على خلفية فشل المفاوضات مع إسرائيل في تحقيق أي تقدم ملموس، ومبادرة"حماس"لفتح حدود قطاع غزة مع مصر بالقوة. وسيختار 52 في المئة عباس مقابل 40 في المئة سيصوتون لهنية إذا جرت انتخابات رئاسية اليوم. أما إذا كانت المنافسة بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية فسيحصل الأول على 61 في المئة والثاني على 34 في المئة، وستبلغ نسبة عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية بين عباس وهنية 39 في المئة، فيما ستتدنى إلى 27 في المئة بين البرغوثي وهنية. وكشف الاستطلاع زيادة الفجوة بين حركتي"فتح"و"حماس"من سبع نقاط مئوية في آذار الماضي إلى 12 درجة مئوية في هذا الاستطلاع، ففي حال جرت انتخابات تشريعية جديدة اليوم فإن"حماس"ستحصل على 31 في المئة مقابل 35 في المئة في الاستطلاع السابق، فيما تحصل"فتح"على 43 في المئة بزيادة درجة واحدة. ورأت النسبة الأكبر أن عباس أقدر من حكومة"حماس"برئاسة هنية على التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. لكن المفاجئ هو أن النسبة الأكبر تعتقد أيضاً أن السلطة برئاسة عباس أكثر قدرة من حكومة"حماس"على دفع إسرائيل لتقديم تنازلات أكبر للفلسطينيين، إذ قال 49 في المئة إن السلطة هي الأقدر على التوصل إلى اتفاق، فيما قالت نسبة من 15 في المئة فقط أن حظوظ حكومة"حماس"ستكون أفضل. وقال مدير"المركز الفلسطيني للبحوث"في رام الله الدكتور خليل الشقاقي إن السبب وراء هذه التغيرات قد يعود إلى التحول الذي طرأ على موقف الرئيس عباس من الحوار مع"حماس"وفشل الأخيرة خلال الربع الثاني من هذا العام في فتح معبر رفح كما فعلت في مطلع العام، أو فرض وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أو القيام بعمليات مسلحة كبيرة ضد أهداف إسرائيلية. وأضاف أن"حماس لم تتمكن خلال الربع الثاني من هذا العام من تمييز نفسها عن فتح والرئيس عباس في مجال أخذ المبادرة وفرض الأجندة على إسرائيل كما فعلت في الربع الأول حين ساد إحساس لدى الرأي العام الفلسطيني بأن عباس وحكومته غير قادرين على مواجهة سياسة إسرائيل الاستيطانية أو القيود التي تفرضها على حركة الفلسطينيين في الضفة". غير أن الاستطلاع أظهر أيضاً أن الرأي العام يرى أن"حماس"أكثر قدرة على أخذ المبادرة في كسر الحصار وفي الرد المسلح على إسرائيل. وبين أن نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية ارتفعت في الضفة الغربية من 32 في المئة في آذار الماضي إلى 40 في المئة. لكن النسبة في قطاع غزة أعلى حيث تبلغ 49 في المئة. وقال 57 في المئة إن انتشار أجهزة الأمن في بعض مدن الضفة نجح أو نجح إلى حد ما في فرض النظام والقانون، فيما اعتبر 34 في المئة أنه فشل في ذلك. وفي حين اعتبر 35 في المئة أن هدف الانتشار الأمني هو فرض النظام والقانون، رأى 28 في المئة أن هدفه نزع سلاح المقاومة، فيما أشار 23 في المئة أن الغرض هو تحقيق الهدفين معاً. ووصف 59 في المئة معالجة السلطة الفلسطينية لقضية تهريب الهواتف النقالة من الأردن في سيارة الرئيس السابق للمجلس التشريعي روحي فتوح بأنها"تغطية للفساد"، فيما اعتبرها 28 في المئة"محاربة للفساد".