أعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أمس، ان القاضي العسكري الذي يرأس اللجنة المكلفة النظر في قضية المعتقل الكندي في قاعدة غوانتانامو في كوبا عمر خضر أقيل من منصبه الخميس الماضي. وأوضح الناطق باسم الوزارة الكومندان جيفري غوردون ان الكولونيل رالف كولمن، كبير القضاة في اللجان العسكرية الخاصة، اعفى القاضي بيتر براونباك من ملف خضر وعين الكولونيل باتريك باريش بدلاً منه، من دون توضيح الأسباب. أما مكتب اللجان العسكرية فأعلن ان براونباك كولونيل متقاعد في الأصل استدعي للعمل مجدداً في حزيران يونيو 2004، وسيتقاعد مجدداً الشهر الجاري بعد"تفاهم"حصل بينه وبين الجيش. واعتقل الجيش الأميركي خضر في أفغانستان عام 2002 حين كان في ال15 من العمر. وتشتبه واشنطن بأنه عضو في تنظيم"القاعدة"وتتهمه بقتل جندي اميركي عبر إلقاء قنبلة يدوية عليه لدى اعتقاله. ووجهت اليه تهم القتل ومحاولة القتل والتآمر ودعم الارهاب والتجسس، فيما يشدد الدفاع ورجال قانون دوليون على ضرورة معاملته بصفته طفلاً جندياً. وصرح النقيب وليام كوبلر المحامي العسكري الذي يتولى الدفاع عن خضر بأنه أبلغ بتعيين قاضٍ جديد في رسالة الكترونية تلقاها من سطرين، وقال:"فاجأنا القرار الذي خلا من أي تبرير، وهو يثير القلق اذ أنه تزامن مع نشوب خلاف اثر نشر أدلة تشير الى ان براونباك حدد موعداً متأخراً للمحاكمة كي يقدم الادعاء أدلة اضافية الى هيئة الدفاع". وكانت المحكمة العليا الكندية قررت في 23 ايار مايو الماضي السماح لخضر بالاطلاع على معلومات سرية تملكها السلطات الكندية لتعزيز دفاعه أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو، لكنها استثنت وثائق يمكن ان تعرّض الامن الوطني للخطر. وتشكل إقالة القاضي براونباك الإجراء الاخير في سلسلة تحركات تكشف البلبلة في الانظمة القضائية الخاصة التي وضعها"البنتاغون"لمحاكمة المتهمين في اطار"الحرب على الارهاب"، وتلي إقصاء كبير المستشارين القانونيين للجان العسكرية الجنرال توماس هارتمان من قضية أخرى بسبب دعوته الى ملاحقات"مثيرة"لجرائم حرب تغذي خيال الشعب الاميركي. وقال جميل دكوار من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية ان إقالة القاضي براونباك"تبرز مجدداً الثغرات في نظام يفتقد الحياد ويخضع لتأثير السياسة". وأضاف:"يبدو أن البنتاغون لا يريد السماح للقضاة بممارسة عملهم باستقلالية إذا كان الحكم ضد الإدارة". وفي بريطانيا، أفادت منظمة"ريبريف"البريطانية غير الحكومية التي تتولى الدفاع عن عدد من معتقلي غوانتانامو، بأن المعتقل الاثيوبي الاصل بنيام محمد الذي اقام سابقاً في بريطانيا اتهم رسمياً بالتورط في الارهاب. وقالت المنظمة ان ملف بنيام سيحال على القضاء العسكري الاميركي الذي سيبت خلال فترة ثلاثين يوماً في امكان ملاحقته قانونياً. وقال مدير المنظمة كلايف ستافورد سميث:" زرت بنيام في غوانتانامو الاسبوع الماضي، وهو في حالة سيئة"، علماً ان صحيفة"اندبندنت"كشفت اول من امس ان محمد كتب رسالة الى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون للمطالبة بمساعدته في الإفراج عنه لأنه"بريء"، مشيراً الى انه يخشى إدانته بعقوبة الإعدام. واعتبر وزير الأمن الداخلي الاميركي مايكل تشيرتوف ان الاجراءات القضائية بحق المعتقلين في غوانتانامو تأخرت،"اذ كان من الافضل لو طبّقت في عامي 2002 و2003. وفي كندا، استهلت محاكمة مجموعة ارهابية بتهمة التورط بأكبر عملية في كندا منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2002، وذلك بعد سنتين على اعتقال الشرطة 17 شخصاً في حزيران يونيو 2006 بتهمة الانتماء الى خلية تتبنى عقيدة تنظيم"القاعدة"، والإعداد لاعتداءات في تورنتو وأوتاوا يستهدف أحدها البرلمان، ثم مشبوه آخر بعد شهرين. ومثل امام المحكمة شاب لم تكشف هويته لدى اعتقاله لأنه كان قاصراً ويُعتقد أنه شارك في التحضير للاعتداءات التي أحبطتها الشرطة مؤكدة ان المجموعة أرادت الحصول على ثلاثة أطنان من نيترات الامونيوم وأسمدة التي كانت استخدمت في اعتداء اوكلاهوما سيتي في 19 نيسان ابريل 1995 حين قتل 168 شخصاً.