أطلق الارتفاع الكبير في أسعار النفط موجة احتجاجات جديدة في أوروبا، طالب منفذوها بخفض الرسوم والضريبة على القيمة المضافة، وهو اقتراح قدمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لكنه لن يلقى موافقة وزراء المال في منطقة اليورو، إذ أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي ان دول الاتحاد"لن تؤيد إجراء تغييرات ضريبية لتخفيف آثار ارتفاع أسعار النفط". ويلتقي وزراء المال في منطقة اليورو ورئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الاثنين المقبل في فرانكفورت، لإجراء محادثات شهرية تتعلق باقتصاد دول منطقة اليورو. وسيكون التضخم الذي يذكّيه ارتفاع أسعار النفط والغذاء، الشاغل الرئيس خلال المحادثات، وسيؤكد خلالها الوزراء التزامهم اتفاقاً أُبرم عام 2005 في مانشستر، في شأن عدم خفض الضرائب المفروضة على الوقود لدى ارتفاع أسعار النفط. وقال يواكين ألمونيا مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية أمس، أن وزراء الاقتصاد والمال وعلى مستوى مجموعة اليورو في مانشستر،"اتفقوا على موقف واضح وسيلتزمونه". ففي 2005 ، ارتفع سعر برميل النفط الى 71 دولاراً مطلع أيلول سبتمبر من نحو 44 دولاراً في بداية ذلك العام، لكن الوزراء اتفقوا على أن خفض ضرائب المبيعات أو الإنتاج"لن يقدم سوى دعم شكلي للطلب على الوقود وسيبعث برسالة خاطئة الى منتجي النفط". الموقف الفرنسي وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي ب"درس تجميد ضرائب المبيعات على منتجات الوقود في حال استمرت أسعار النفط في الارتفاع". واقترح"الاستعانة بالإيرادات الإضافية من ضرائب المبيعات على البنزين لإنشاء صندوق لمساعدة المهنيين الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار الطاقة، مثل الصيادين المحتجين على زيادة أسعار الوقود". واعتبر ان المفوضية الأوروبية"تسرّعت جداً في رفض أفكاره المتعلقة بإنشاء صندوق يُموّل من حصيلة الضريبة على القيمة المضافة". وقال:"إنه اقتراح وأتوقع درسه قبل رفضه". وسعت بريطانيا الى زيادة طفيفة في إنتاج النفط من حقول بحر الشمال، واعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، الذي اجتمع مع المسؤولين الكبار في مجال صناعة النفط لمناقشة العرض والطلب، أن"الحلول لمشكلة ارتفاع أسعار النفط غير سهلة من دون تحرك دولي منسق". وأبدى تفهمه ل"تأثير ارتفاع الأسعار في الأسر"، معتبراً أن"خفض الأسعار لن يكون إلا في استراتيجية دولية". وتعهد بأن تتصدر مسألة التحرك الدولي في شأن أسعار النفط"أولويات قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في اليابان في تموز يوليو المقبل". وأكد المتحدث باسم براون أن سياسة الضرائب في بريطانيا"ستظل مسألة تخص بلاده، على رغم مناقشة الأسعار في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة". وتظاهر سائقو الشاحنات في بلغاريا أسوة بنظرائهم البريطانيين والفرنسيين والصيادين الفرنسيين، في إطار موجة من التظاهرات وإقفال الطرق، احتجاجاً على ارتفاع تكلفة الوقود الذي"يهدد أرزاقهم". واعتبر المحتجون أن الرسوم المرتفعة التي تفرضها الحكومات على الوقود المستورد"مسؤولة عن ارتفاع التكلفة وتتساوى مع مسؤولية ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، ما يعقد المسألة بالنسبة إلى الحكومات في القارة المعتمدة على الطاقة المستوردة". وأوضحت نقابة سائقي الشاحنات في بلغاريا أن الرسوم وضريبة القيمة المضافة،"ساهمت في ارتفاع أسعار النفط عالمياً ورفعت أسعار الوقود في البلاد في شكل لافت"، مطالبة بخفض هذه الرسوم. وتجمع ما يزيد على 150 سائق شاحنة والعشرات من سائقي الحافلات من مختلف أنحاء بلغاريا في قافلة على مشارف العاصمة صوفيا، كما نُظمت احتجاجات مماثلة في مدينة فارنا المطلة على البحر الأسود ومدينة روس الواقعة على نهر الدانوب ومدن أخرى. وأكد وزير النقل بيتر موتافشيف"وجوب إيجاد حل مشترك في الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن"مشكلة النقل ليست في بلغاريا فحسب بل هي أوروبية". وتقلّ الرسوم المفروضة على الوقود في بلغاريا، أفقر دول الاتحاد، عن تلك المعتمدة في دول أخرى في الاتحاد. ورأى موتافشيف ان صوفيا"لا تستطيع تبرير الخفض في الرسوم". ويتوقع أن يُضرب الصيادون الإيطاليون في البحر الأدرياتي اليوم، فيما نظم سائقو الشاحنات الهولنديون احتجاجات أمس. أما في اسبانيا فيسيّر اتحاد الصيادين مسيرات احتجاج في مدريد اليوم، في حين دعت نقابة سائقي الشاحنات الرئيسة إلى الإضراب في الثامن من حزيران يونيو.