لندن - رويترز - بدا ان ازمة الوقود التي عانت منها فرنسا انتقلت امس، غرباً الى بريطانيا. ففي وقت بدأ العمال الفرنسيون يرفعون الحواجز التي اقاموها على الطرقات احتجاجاً على ارتفاع اسعار الوقود، تعززت مخاوف من تحرك مماثل يقوم به العمال البريطانيون. وجاء ذلك في وقت دخل الحصار الذي يفرضه سائقو الشاحنات والمزارعون البريطانيون على مستودعات النفط في مناطق متفرقة من البلاد، يومه الثالث امس، فيما تسببت عمليات الشراء بشكل مذعور في نقص المعروض المحلي من البنزين. واعلنت الحكومة البريطانية في مواجهة هذه الاحتجاجات الفريدة من نوعها في البلاد، انها لن تجبر على خفض اسعار الوقود التي تعد الاعلى في اوروبا. وظهر التأثير الرئيسي للحصار في شمال غربي انكلترا ونجم عن حصار مصفاة شركة "شل" في ستانلو قرب ليفربول. وقالت مصادر الشركة الانكليزية - الهولندية العملاقة ان البنزين نضب في نحو 30 من المحطات التابعة لها. ويخشى اصحاب السيارات من ان يؤدي استمرار هذا التحرك الى زيادة حدة نقص البنزين. ولكن شركات النفط دعت الى الهدوء. وتعد اسعار النفط البريطانية التي قفزت اكثر من 40 في المئة خلال الفترة من كانون الثاني يناير 1999 الى حزيران يونيو 2000، الاعلى في اوروبا. وتشكل الضرائب والرسوم نحو 75 في المئة من سعر لتر البنزين الممتاز الخالي من الرصاص والذي يبلغ سعره حالياً نحو 0.58 جنيه استرليني 1.21 دولار. ولكن ارتفاع سعر النفط الخام اخيراً، ضغط على السائقين بشكل اكبر. وترفض الحكومة العمالية التي تشير استطلاعات الرأي العام الى تزايد شعبيتها خفض الضرائب، قائلة إن الاسعار المرتفعة ضرورية لتحسين الخدمات الصحية والخدمات العامة الاخرى. والتزم وزير الخزانة البريطاني غوردون براون هذا الخط، منحياً باللائمة على اعضاء "اوبك" بسبب السياسات التي جعلت سعر النفط الخام يرتفع. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية: "اعتقد ان الناس يدركون انه في بريطانيا، القرارات تتخذ في الميزانيات. وهي لا تتخذ نتيجة حصار".