صدر حديثاً الديوان الخامس للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت وعنوانه"قارورة صمغ"عن دار"ميريت"في القاهرة. وكانت مخطوطة الديوان فازت بجائزة الشعر العربي في الصين وصدر عام 2007 عن دار"ندوة بريس"في هونغ كونغ باللغتين الصينية والإنكليزية في كتاب واحد. أهدت الشاعرةُ ديوانها إلى فرجينيا وولف، مشيرة إلى طريقة انتحارها عام 1941:"إلى حجر صغير، في جيبها، وفي عنقي". يضم الديوان قصائد طويلة وقصائد متناهية القصر قد يصل عدد كلماتها إلى خمس مثل قصيدة"هكذا":"هكذا/ كلما ابتعدتُ عنك/ ازددتُ بياضاً"، أو قصيدة"أبي":" مات بالصدمة العصبية/ حين غرق طفلاه أول أمس/ أنا/ ابتلعتني سمكةٌ/ وأخي ابتلعَ كلَّ مياه النهر". في مقابل قصيدة"الشرفة"التي بلغت سبع صفحات، وفيها تصفُ كيف يكون بيت الشاعر: مقعده، سريره، مكتبه، مكتبته الخ، تقول:"البحثُ عن كتابِ الموتى يحتاجُ شهراً/ خُذي"النبيَّ"/ كي تقيسي كَمَّ العتْمةِ في كراساتِ التاريخ،/ وخذي"الأوديسا"/ كي تحسبي كمَّ التشققاتِ في قدميَّ،/ وخذي"رأسَ المال"/ ثم أحصي مِلحَ الأرض/ وامسحي على جبهتي الملوّحةِ/ بكفِّكِ البيضاءْ." وتطعّم ناعوت بضع قصائد نثرية أحياناً بخواتيم خليلية مثل قصيدتي"فول نابت"و?"العودة"، التي جاءت على هيئة مقاطع نثرية على أن ينتهي كل مقطع بسطرين موزونين: "... قبل أن ينْسلَّ الخيطُ الأخيرُ/ من نَوْل المرأةِ التي:/ نسجتْ شرانقَ الانتظارِ ببيتِها/ واستوثقتْ أن الحبيبَ يعودُ./..../ لكن الوردةَ لم تكنْ ذكيةً/ إذ لم توزِّعْ أنشوداتِه الأربعَ/ على عددٍ أكبرَ من الليالي:/ فالمُهْرُ يركُضُ في المروجِ ويشتري/ من كلِّ صَوبٍ/ رغبةً وحكاية". وللشاعرة خمسة كتبٍ عدا مجموعاتها الشعرية الأربع تتوزع بين الترجمات والكتب النقدية ومنها كتاب"جيوب مثقلة بالحجارة"عن فرجينيا وولف، إضافة إلى"الكتابة بالطباشير"الذي قدّم له المفكر محمود أمين العالم.