يواجه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين الذي جعل من نفسه بطل محاربة تأثير المصالح الخاصة في الكونغرس, سلسلة فضائح تشمل العديد من مستشاريه الناشطين في مجموعات ضغط. واضطر العديد من أعضاء فريق حملة سناتور اريزونا الانتخابية للاستقالة في الأسابيع الماضية. وفي محاولة للحد من الأضرار حدد ماكين قواعد جديدة ترغم ناشطي مجموعات الضغط العاملين في حملته على التخلي عن نشاطاتهم المهنية وكل علاقات تربطهم بدول أجنبية. وفي مطلع الأسبوع، اضطر توم لوفلر أحد رؤساء حملة تمويل جون ماكين, الى التخلي عن مهامه. وكان بين زبائنه العديد من الدول الأجنبية بينها دولة خليجية. وقبل لوفلر اضطر مستشاران مهمان للمرشح الجمهوري هما دوغ غوديير ودوغ دافنبوت الى الاستقالة بعدما كشفت الصحافة انهما قاما بحملة علاقات عامة لصالح المجلس العسكري الحاكم في بورما. وكان دوغ غوديير مكلفاً خصوصاً تنظيم المؤتمر الذي سيعلن رسمياً في مطلع ايلول سبتمبر المقبل، في مينيابوليس جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي. اما دوغ دافنبورت فكان الرئيس الإقليمي لحملة ماكين في خمس ولايات. وبين الناشطين الآخرين الذين أثيرت حولهم شبهات رادي شونمان المستشار الرئيس للسياسة الخارجية للمرشح الجمهوري الذي قام بحملة تعبئة لمصلحة حكومات عدة في الخارج مثل البانيا وكرواتيا ومقدونيا. واللائحة لم تنته بعد. فالمستشار السياسي الرئيس لماكين تشارلي بلاك، يواجه انتقادات لأنه أدار شركة ترويج كان لها زبائن من"أسوأ الطغاة في العالم", بحسب منظمة"موف اون"اليسارية. ويشارك ريك ديفيس مدير حملة المرشح الجمهوري في ادارة شركة قامت بحملة علاقات عامة لمصلحة حزب سياسي أوكراني مؤيد لروسيا. وأعلن ماكين انه لا يعتزم الاستغناء عن خدمات تشارلي بلاك او ريك ديفيس. وذكر بأن بلاك غادر الشركة التي كان يمثل فيها خصوصاً الرئيس الفيليبيني السابق فرديناند ماركوس ورئيس زائير موبوتو سيسي سيكو او حتى زعيم متمردي انغولا جوناس سافيمبي. كما ذكر ماكين بأن مدير حملته ريك ديفيس في عطلة من الشركة التي توظفه. وكان باراك اوباما الخصم الديموقراطي المرجح لماكين في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، انتقد سناتور اريزونا باعتباره"صنيعة واشنطن". ووعد سناتور ايلينوي بتغيير طريقة صنع السياسة في واشنطن وعدم الحكم تحت تأثير مجموعات ضغط. وهناك اكثر من عشرين ألف شخص يعملون ضمن مجموعات الضغط مسجلون في العاصمة الأميركية. وهناك ناشطون يعملون في مجموعات ضغط أيضاً في صفوف مستشاري اوباما لكن بحسب اقواله فإن أياً منهم لا يتلق اي راتب. وتقدر منظمة"أموال الحملة الانتخابية"المستقلة عدد الناشطين ضمن مجموعات الضغط الذين يعملون مجاناً او لا في معسكر ماكين بحوالى 112 شخصاً. وبصفته عضواً في مجلس الشيوخ كان ماكين أحد البرلمانيين الأكثر نشاطاً في مسألة الدفع لتوجيه التهم الى جاك ابراموف الناشط المقرب من الجمهوريين الذي دخل السجن منذ تشرين الثاني نوفمبر 2006. وتميز موقف سناتور اريزونا أيضاً في الكونغرس بسبب اقتراحه إصلاح نظام تمويل الأحزاب السياسية. وفي مطلع نيسان ابريل الماضي، اضطرت هيلاري كلينتون أيضاً للتضحية بالمخطط الاستراتيجي الرئيس لحملتها الانتخابية مارك بن الذي وقع عقداً مع كولومبيا للترويج لمعاهدة تبادل حر كانت انتقدتها المرشحة الديموقراطية.