هاجم كل من باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية ومنافسه الجمهوري جون ماكين سياسة الآخر الاقتصادية وخطأها وهما يتناطحان في اوهايو وبنسلفانيا قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء القادم. وبعد ان اظهرت استطلاعات الرأي تفوق أوباما على ماكين حاول سناتور أريزونا الجمهوري كسب بعض النقاط في الاقتصاد وظهر برفقة مستشارين اقتصاديين في فندق كليفلاند متعهداً باتخاذ خطوات سريعة لاستعادة الثقة المتراجعة في البورصة الامريكية والحفاظ على الممتلكات العقارية للامريكيين وتوفير فرص عمل في حالة انتخابه رئيسا في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. أما أوباما الذي يتقدم على ماكين في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد وأيضا في عدد من الولايات الحاسمة فقد بدأ ما وصفته حملته "بمرافعته النهائية." وفي كانتون بأوهايو وبيتسبيرج طلب أوباما من مؤيديه البقاء على حماسهم من اجل عودة الديمقراطيين للبيت الابيض. وقال "ليس بوسعنا ان نخفف من سرعتنا او نتقاعس. لا نستطيع ان نفعل ذلك ولو ليوم واحد او دقيقة واحدة بل ثانية واحدة في هذا الاسبوع الاخير." وأضاف "خلال اسبوع واحد.. وهذه لحظة فاصلة في التاريخ.. يمكنكم منح هذه البلاد التغيير الذي نحتاجه." ويختلف كل من المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية - الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين - في وجهات النظر السياسية بطبيعة الحال، ولكنهما متقاربان في نواح عديدة بشكل أكبر مما يعترفان به أمام الشعب. وهذه هي مواقف المرشحين في القضايا الانتخابية الرئيسية: "الاقتصاد" لم يتوقع أي من المرشحين وقوع الأزمة المالية الحالية. فأوباما يوجه انتقادات لماكين لتعليقه آمالا كبيرة على قوى السوق، ويقول إن منافسه تعلم درسا الآن؛ وهو أن النظام المالي الأمريكي كان سينهار لولا تدخل الدولة، وأن الاقتصاد بدأ يدخل في دوامة الركود. أما ماكين فعلى عكس قناعاته السابقة، اضطر إلى دعم عملية تدخل تاريخية غير مسبوقة من جانب الدولة في الأسواق المالية، ولكنه تولى لسنوات الدعوة إلى فرض رقابة أكثر شدة على شركتي التمويل العقاري العملاقتين "فاني ماي" و"فريدي ماك"، وهو مقترح فشل في تنفيذه بسبب مقاومة الديمقراطيين له. ويطالب أوباما بفرض المزيد من الضوابط على عالم المال والتحكم به بشكل أكبر، فيما لم يعلن ماكين عن موقفه بشأن تلك القضية. ويرغب أوباما أيضا في تنفيذ حزمة مالية فورية تقدر بنحو 45مليار دولار. "الضرائب" أوباما يرغب في إلغاء العمل بالإجراءات التي أدخلها الرئيس جورج بوش وتنص على خفض الضرائب على هؤلاء الذين يزيد دخولهم السنوية عن 250ألف دولار، زيادة الضرائب على رؤوس الأموال. بالاضافة إلى ذلك يؤيد أوباما أيضا خفض الأعباء الضريبية على الأسر التي لا تزيد دخولها السنوية عن 150ألف دولار. و يرغب ماكين في الاستمرار في سياسات خفض الضرائب التي اتبعتها إدارة الرئيس جورج بوش، والتي يستفيد منها أيضا كبار الأثرياء والمؤسسات العملاقة. "الصحة" لا تشمل مظلة التأمين الصحي في الولاياتالمتحدة نحو 47مليون أمريكي، وذلك من إجمالي المواطنين البالغ عددهم 300مليون شخص. ويرغب أوباما في إتاحة التأمين الصحي إلى جميع المواطنين بمساعدة الولايات، كما يخطط لفرض تأمين إجباري على جميع الأطفال. وفي المقابل، يرغب ماكين في خفض قيمة الخدمات الصحية مرتفعة الثمن في الولاياتالمتحدة، وبالتالي خفض قيمة التأمين الصحي الخاص. "الإجهاض" يلتزم أوباما بقرار المحكمة العليا الذي يسمح بإجراء عمليات الإجهاض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وهو أمر يمثل أحد خصوصيات المرأة، وفي المقابل، يؤكد ماكين أنه ضد حق الإجهاض من حيث المبدأ. "الطاقة" أوباما يرغب في زيادة الضرائب على أرباح شركات النفط والترويج لمصادر بديلة للطاقة من خلال عمل حكومي. ولا يستبعد أوباما إقامة محطات نووية، كما تراجع عن معارضته السابقة للتنقيب عن البترول قبالة السواحل الأمريكية. أما ماكين، فهو مدافع شديد عن التنقيب عن البترول قبالة السواحل الأمريكية، ويدعم أيضا التوسع بشدة في استخدام الطاقة الذرية، حيث يرغب في إقامة 45محطة جديدة لتوليد الطاقة بحلول عام 2030، كما أنه من المؤيدين للطاقة البديلة، ومنها الرياح والطاقة الشمسية. "العراق" أوباما معارض لحرب العراق منذ بدايتها، فيما كان ماكين مؤيدا لها. وبرغم أن أوباما وعد أوائل العام الجاري بسحب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق خلال 16شهرا في حال انتخابه، إلا أنه خفف كثيرا من موقفه بشأن تلك القضية فيما بعد، حيث لم يعد موقفه يختلف كثيرا عن موقف ماكين حيال تلك القضية. "إيران" يرغب كل من أوباما وماكين في تجنب أن تصبح إيران قوة نووية مهما تطلب الأمر، ولكن أوباما سيؤيد فرض آرائه من خلال محادثات مباشرة مع القيادة الإيرانية ومن جانبه، يرفض ماكين حوارا غير مشروط مع طهران ويقول المرشح الجمهوري إن الحل يكمن في ممارسة المجتمع الدولي ضغوطا كبيرة وحقيقية على سوريا وإيران لتغيرا من نهجيهما". وعلى صعيد آخر، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مجلة "ريدرز دايجست" ونُشرت نتائجه امس الثلاثاء أن نسبة تصل إلى ثلاثة أرباع البريطانيين تقريباً تعتقد أن الولاياتالمتحدة صارت مستعدة للقبول برئيس أسود في البيت الأبيض. ووجد الاستطلاع أن 70% من البريطانيين يفضلون مرشح الرئاسة عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما على منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين، وأن 74% من البريطانيين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة مستعدة الآن لانتخاب أول رئيس أسود في تاريخها. وقال الاستطلاع الذي شمل 17بلداً إن غالبية المشاركين تعتقد أن فوز أوباما سيحسِن صورة الولاياتالمتحدة في الخارج باستثناء المشاركين في جنوب أفريقيا والذين يرون أن فوز ماكين ستكون له آثار إيجابية أكثر. واشار الاستطلاع إلى أن جميع المشاركين من الدول السبع عشرة توقعوا فوز أوباما وبفارق صوتين مقابل صوت واحد في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل