ادلى الناخبون البورميون بأصواتهم أمس، في المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور الجديد والذي نظم في المناطق التي ضربها اعصار"نرجس"في الثاني من الشهر الجاري. وشمل الاقتراع 47 دائرة في منطقتي دلتا ايراوادي جنوب غرب ورانغون جنوب اللتين تضررتا في شكل كبير من الإعصار الذي اسفر عن سقوط اكثر من 133 الف قتيل ومفقودين و2.4 مليون منكوب. وأعلنت السلطات العسكرية في بورما قبل تنظيم هذا الاقتراع ان 92.4 في المئة من الناخبين وافقوا على الدستور الجديد. وفي سياق عمليات الاغاثة، اعلن مسؤولو مكافحة آثار الكوارث انهم لا يضيعون وقتاً لمساعدة الناجين من الاعصار، بعدما وعدت الحكومة العسكرية الاممالمتحدة بأنها ستسمح بدخول مزيد من عمال مساعدات"من كل الجنسيات"الى اراضيها. وقال لويس ميشيل المفوض الاوروبي لشؤون التنمية والمساعدات الانسانية:"لا نملك وقتاً لإضاعته، لذا من الضروري ان تزود سلطات ميانمار المجتمع الدولي تفاصيل العملية للاتفاق على الفور" وفي جزء من دلتا ايراوادي وبيابون، قال عمال اغاثة ان الاوضاع تبدو مرعبة لسكان القرى بعدما أمرتهم الشرطة بتفكيك الاكواخ الصغيرة المسقوفة بالقش التي بناها كثيرون قرب الطريق الرئيس منذ نجاتهم من الإعصار، وقالت امرأة:"نحن خائفون من البقاء في قرانا السابقة. حتى الكلاب تفزع عندما تهب الريح". وتنظم الاممالمتحدة ودول رابطة جنوب آسيا آسيان اليوم مؤتمراً للدول المانحة في رانغون، علماً ان سلطات ميانمار اعلنت انها تحتاج الى تعهدات تتجاوز 11 بليون دولار. وقالت ستيفاني بنكر الناطقة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان حوالى 60 دولة ووكالة تابعة للمنظمة الدولية وغيرها من الهيئات ستشارك في المؤتمر. وفي الصين، اعلن رئيس الوزراء وين جياباو ان عدد القتلى في الزلزال الكبير الذي هز البلاد في 12 الشهر الجاري تجاوز 60 ألفاً وقد يبلغ 80 ألفاً أو أكثر. وأفادت صحيفة"بكين نيوز"ان حوالى 12 في المئة من الذين قتلوا في الزلزال الذي ضرب اقليم سيشوان جنوب غرب طلاب ومدرسون سقطوا إثر انهيار مدارسهم فوق رؤوسهم. وأوضحت الصحيفة ان اكثر من تسعة آلاف طالب ومدرس قتلوا في الزلزال الذي ألحق اضراراً ب 13451 مدرسة. وأطلقت الحكومة تحقيقاً في ضخامة عدد المدارس التي انهارت، في وقت ظلت مبان أخرى قريبة واقفة مكانها. واعترف وزير الاسكان الاسبوع الماضي بأن خفض النفقات ربما يكون قد لعب دوراً. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى اقليم سيتشوان أمس، للقاء الضحايا ومعاينة آثار الدمار، بعدما كان زار ميانمار المجاورة لتفقد الآثار التي خلفها اعصار"نرجس". والتقى مون رئيس وزراء الصين جياباو، علماً ان المنظمة الدولية اشادت بالجهود التي بذلتها الصين لاحتواء آثار الزلزال، وذلك بخلاف ميانمار. وأعادت الصين افتتاح آخر خط للسكك الحديد تضرر جراء الزلزال ويربط العاصمة الاقليمية تشينغدو بباوجي في اقليم شانزي. على صعيد آخر، نددت الصين بلقاء رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، معتبرة ان لندن تتدخل في شؤونها الداخلية. وقالت وزارة الخارجية ان"المملكة المتحدة رفضت ان تأخذ في الاعتبار قلقنا الكبير، ونظمت لقاء الدالاي لاما مع براون وسياسيين آخرين، ما يشكل تدخلاً في شؤوننا الداخلية".