قتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من خمسين آخرين في هزة ارتدادية بقوة 6 درجات على مقياس ريختر ضربت مدينة جيانغيو في إقليم سيشوان جنوب غربي الصين أمس، وذلك بعد ستة أيام من أسوأ زلزال شهدته الصين منذ نحو 30 سنة خلف حتى الآن 32477 قتيلاً. وأعاقت الهزة الارتدادية جهود الإغاثة التي تهدف الى إنقاذ اكثر من عشرة آلاف شخص من تحت الأنقاض، علماً ان الإقليم شهد 24 هزة ارتدادية على الأقل تجاوزت قوتها خمس درجات منذ الاثنين الماضي. وأخرج أحد الناجين بعد 139 ساعة من احتجازه تحت أنقاض مستشفى مدمر في منطقة بيشوان، علماً ان 63 شخصاً على الأقل انتشلوا أحياءً أول من أمس. وفي محاولة لمساعدة الناجين من الزلزال، هبطت طائرتان عسكريتان أميركيتان تحملان أغذية ومولدات كهربائية ومواد ضرورية أخرى في سيشوان، ما جعلها المساعدات الأولى التي تقبلها الصين من قوات مسلحة أجنبية. وشكر الرئيس هو جينتاو أثناء زيارة لسيشوان أول من أمس الدول الأجنبية التي قدمت مساعدات لبلاده، على رغم التوترات بين الصين ودول غربية في شأن قمع بكين احتجاجات التيبت في آذار مارس الماضي. وسمحت السلطات الصينية لفرق من اليابان وروسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية إضافة الى تايوان وهونغ كونغ بالمساعدة في جهود الإغاثة، لكنها رفضت عروض مساعدة من بلدان أخرى، فيما تجاوزت التبرعات 858 مليون دولار. وزاد هطول الأمطار من معاناة الكثير من المشردين الذين يقدر عددهم بحوالى 4.8 مليون شخص ويعانون من نقص الأغذية والأدوية والمأوى. وحذرت منظمة الصحة العالمية من ان يؤدي نقص مياه الشرب وافتقاد وسائل الصرف الصحي إضافة الى اكتظاظ بعض المخيمات، الى انتشار الأمراض، لكن وزارة الصحة الصينية أكدت عدم حصول حوادث وبائية أو أخرى طارئة للصحة العامة، مشيرة الى إرسال 5530 طاقماً طبياً مع 550 سيارة إسعاف إلى المناطق المنكوبة،"ما رفع عدد الأطباء في الإقليم الى 34 ألفاً، بينهم 646 يتولون مهمات منع انتشار الأوبئة، فيما بلغت كمية مواد الوقاية التي أرسلت 350 طناً". وتواجه السلطات أيضاً مشكلة احتمال فيضان ثلاث بحيرات تشكلت في بيشوان بعدما سدت الصخور طريق أحد الأنهار، ما أدى الى فرار آلاف من بيشوان. على صعيد آخر، انتقدت الدول الغربية بعد أسبوعين على إعصار"نرجس"الذي ضرب ميانمار وأدى الى سقوط حوالى 134 ألف بين قتيل ومفقود، رفض الحكومة العسكرية إرسال مساعدة مكثفة لمليوني ناجٍ. وتحدثت فرنسا عن ارتكاب"جريمة ضد الإنسانية"، على رغم ان السلطات العسكرية وافقت على استقبال ثمانين طبيباً آسيوياً أول من أمس. وانتقد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون"معاملة"السلطة العسكرية"غير الإنسانية"لمواطنيها، وندد بالوضع الذي"لا يطاق"، داعياً النظام الى الكف عن انتقاء المساعدة الأجنبية، في وقت يفتقر العدد الأكبر من المليوني ناج الى كل شيء. وفي رسالة الى الرئيس الأميركي بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، دعا حائز جائزة نوبل للسلام ديسموند توتو الى تدخل مجلس الأمن، متهماً ميانمار بأنها"أعلنت الحرب عملياً على شعبها"، وبأنها"ترتكب جرائم ضد الإنسانية". وفي غضون ذلك، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية صباح السبت ان السفينة"ميسترال"وصلت ليل الجمعة - السبت قبالة سواحل ميانمار جنوب دلتا ايراوادي، لكنها لم تحصل بعد على موافقة رانغون لتسليم حمولتها الإنسانية. في الولاياتالمتحدة، طلب 43 عضواً في مجلس النواب من بوش التفكير في"عملية تدخل إنسانية"في ميانمار، فيما أكد بوش في رسالة وجهها الى الكونغرس ان تمديد العقوبات سنة"لا يعرقل"المساعدة الإنسانية الأميركية الى شعب ميانمار. وفي بادرة انفتاح خجولة، نظم المجلس العسكري الحاكم للمرة الأولى رحلة بالمروحية لديبلوماسيين وممثلين عن الأممالمتحدة الى مناطق دلتا ايراوادي المنكوبة بالإعصار. وتنتظر الأممالمتحدة نتيجة اجتماع وزاري يعقد اليوم الاثنين في سنغافورة لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان التي تنتمي إليها بورما لاتخاذ قرار حول مكان انعقاد"مؤتمر لجمع الأموال"مقرر في 24 الشهر الجاري ومستوى التمثيل فيه. وكان المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشال دعا المجتمع الدولي أول من أمس الى التوجه الى بورما للتحاور، وقال:"إذا أردتم حلحلة الأمور يجب التحاور. إذا أردتم حشر النظام العسكري في مأزق فلن يخرجوا منه بسهولة"، مندداً"بالخطابات الرنانة".