سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هجمات ضد "الأجانب" خرجت عن السيطرة وامتدت من جوهانسبورغ إلى كيب تاون . "العنف العنصري" يجتاح موطن مانديلا مجدداً : أفارقة يستهدفون منازل وأرزاق لاجئين من القارة
خرج العنف المعادي للمهاجرين في جنوب أفريقيا عن السيطرة، وانتقل إلى كيب تاون ثاني أكبر مدن البلاد التي تعتبر ركيزة للاستقرار الاقتصادي في القارة السمراء. ولم تحل الاعتقالات الواسعة التي أطلقتها السلطات دون تردي الوضع، وبرزت مخاوف من أن تشوه الاضطرابات صورة جنوب أفريقيا كدولة رائدة في القارة، تحتضن المجلس الأفريقي المناهض للتمييز العنصري. وعبرت منظمات أفريقية ودولية عن صدمتها لما يحصل في بلاد نيلسون مانديلا المناضل التاريخي ضد العنصرية. ولليوم الثاني عشر على التوالي، استمرت الهجمات على مدن الصفيح، حيث استهدفت حشود غاضبة لاجئين من زيمبابوي والصومال ونيجيريا وموزمبيق، نهبت محالهم التجارية ومنازلهم، وذلك على رغم استدعاء الرئيس الجنوب أفريقي ثامبو مبيكي الجيش لمساندة الشرطة في التصدي للعنف المتنقل. وأُجلي مئات المهاجرين الأفارقة ليل الخميس - الجمعة من مخيم قرب كيب تاون، عاصمة السياحة في البلاد، كما تعرضت للنهب محال تجارية يملكها صوماليون في منتجع الكنيسة على الشاطئ الجنوبي الغربي. وقال الناطق باسم الشرطة المحلية بيلي جونز:"لا نعلم تحديداً عدد المحال التي نهبت"، وأضاف أن صومالياً قتل ليلاً، فيما لم تعرف تحديداً إذا كانت الوفاة مرتبطة بأعمال العنف. وأسفر العنف منذ اندلاعه عن مقتل 45 شخصاً وشرّد أكثر من 25 ألفاً من منازلهم، بحجة ان هؤلاء المهاجرين استولوا على الوظائف في ذروة البطالة، كما ساهموا في انتشار الجرائم. وأفادت الشرطة أن 550 شخصاً اصيبوا في الهجمات التي اعتقل خلالها 519 شخصاً. وأعلنت موزمبيق أن اكثر من عشرة آلاف من مواطنيها فروا عائدين الى وطنهم. وأضاف الناطق باسم الشرطة في كيب تاون ان اجتماعاً عاماً عقد في مدينة الصفيح دونون، على بعد نحو عشرين كيلومتراً جنوبالمدينة، تحول منطلقاً لهجمات، اذ بدأت"مجموعات من الناس المشاركين في الاجتماع بنهب محلات يملكها تجار من زيمبابوي وأجانب آخرون"من موزمبيق وغيرها ممن هربوا من أعمال العنف في بلادهم. وأوضح جونز انه الحادث الاول من نوعه في محيط كيب تاون، مشيراً إلى أن"بعض الأشخاص هوجموا لكن المحلات التجارية خصوصاً تعرضت للنهب". ودانت جمعية حقوق الإنسان الأفريقية رادهو التي تتخذ من دكار مقراً لها،"العنف الأعمى"، مشيرة في بيان إلى أن"من الصعب فهم كيف يتحول مسرحاً لأحداث مماثلة، بلد حظي بدعم كل الشعب الأفريقي في حربه ضد التمييز العنصري، واستضاف المؤتمر العالمي ضد العنصرية وإرهاب الأجانب في عام 2001". وعبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ للهجمات التي"يتعرض لها فارون يبحثون عن ملجأ آمن في جنوب أفريقيا"، وحضت الناطقة باسم المفوضية جنيفر باغونيس على ضمان حق الزيمبابويين في اللجوء الموقت الى هذه البلاد . وأعلنت موزمبيق حال طوارئ لمساعدة مواطنيها الفارين من الهجمات في جنوب أفريقيا، وحذرت من أن"الرحيل سيزداد سوءاً"فيما لا يزال آلاف ينتظرون في مخيمات لنقلهم إلى ديارهم. وأطلقت السلطات الجنوب أفريقية حملة اعتقالات واسعة ضد المهاجمين، لكنها حذرت من أنها تتوقع مزيداً من العنف في نهاية الأسبوع. وفي العاصمة جوهانسبورغ، انضم الجيش الى الشرطة للمساعدة في منع الهجمات على المهاجرين الأفارقة. وساند الجنود عناصر الشرطة في عمليات دهم جرت في وقت مبكر من صباح أمس، وطافت مروحيات تابعة لسلاح الجو في سماء مستوطنة الكسندرا، بعدما وافق مبيكي على تدخل الجيش لقمع الاضطرابات التي تنذر بزعزعة أكبر اقتصاد في قارة أفريقيا. وأكد مركز بحوث العنف والمصالحة المحلي، أن كثيرين من الفارين من منازلهم لجأوا الى الكنائس والجوامع. ويعتقد بان ما بين ثلاثة وخمسة ملايين زيمبابوي يتخذون من جنوب أفريقيا ملاذاً لهم بعدما هجروا وطنهم نتيجة الفقر والعنف.