اقترع الجنوب افريقيون امس في ثاني انتخابات تشريعية تجري في البلاد وسط ترجيحات شبه اكيدة بفوز حزب نلسون مانديلا المؤتمر الوطني الافريقي. ورجحت استفتاءات الرأي العام الاخيرة فوز تابو مبيكي نائب مانديلا بنسبة 60 في المئة على الاقل من اصوات البرلمان الذي سيجتمع في 14 من الشهر الجاري في كيب تاون لانتخاب الرئيس الجديد للبلاد. وربما كانت الانتخابات التشريعية التي جرت امس آخر البصمات التي يتركها مانديلا 80 سنة على جنوب افريقيا وشعبها قبل تسليمه السلطة في 16 الجاري الى الرئيس الجديد الذي يتوقع ان يُعلن فوزه اليوم. إذ ان هيبة مانديلا والاحترام العميق الذي يكنه له غالبية الناس في جنوب افريقيا عامل اساسي في خلو العملية الانتخابية من اي مظاهر العنف. ففي السنوات الاربع التي سبقت اول انتخابات ديموقراطية في جنوب افريقيا عام 1994 قتل اكثر من 15 الف شخص في اشتباكات واغتيالات بسبب الخلافات السياسية، في حين شهدت الانتخابات الثانية التي اقترع فيها الجنوب افريقيون امس قتل شخصين في احدى ضواحي جوهانسبورغ وآخر خلال تجمع سياسي في كيب تاون الاسبوع الماضي. واكدت مصادر سياسية عدة في بريتوريا ل"الحياة" في اتصالات هاتفية امس، ان فوز حزب "المؤتمر الوطني الافريقي" بات مؤكداً، بدليل ان الاحزاب المنافسة له حولت جهدها الاساسي امس من التركيز على الانتخابات الى تنظيم تحالفات لقيادة المعارضة. واضافت المصادر نفسها ان هذه الاحزاب تحاول جمع قواها لمنع الرئيس المتوقع مبيكي من الحصول على ثلثي الاصوات في البرلمان، وهي النسبة التي تسمح له باجراء تعديلات في الدستور. وكان عدد الناخبين المسجلين للاقتراع امس 18 مليون ناخب، واشرف على العملية الانتخابية 220 الف إداري في حوالي 650،14 مكتب اقتراع. كما شارك في العملية الانتخابية 50 حزباً وانتشر اكثر من مئة الف شرطي وجندي في البلاد للحفاظ على الامن. وكان مانديلا من اوائل المقترعين امس وقال خلال الادلاء بصوته "اقترعت لجنوب افريقيا". وكان آخر ظهور علني له قبل الاقتراع الاحد الماضي في تجمع سياسي كبير في جوهانسبورغ ضم عشرات الآلاف من اعضاء المؤتمر الوطني احتشدوا في ملعب لكرة القدم، وقال امامهم: "اناشدكم الاقتراع بالملايين لتسريع عملية انتقال التغيير" في اشارة الى ضرورة حصول "المؤتمر الوطني" على نسبة ثلثي الاصوات لاجراء تعديل على الدستور يسمح بتفكيك الارث الاقتصادي لنظام التفرقة العنصرية الذي سمح بوجود معظم الثروة الوطنية في ايدي الاقلية البيضاء. واقفلت صناديق الاقتراع الثامنة مساء امس ويتوقع ان تظهر النتائج الاولية بدءاً من صباح اليوم.