أعلن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، بعد اجتماع مع رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، ثان شوي في نايبيداو أمس، ان ميانمار وافقت على دخول جميع العاملين الانسانيين الاجانب الى اراضيها، لمساعدة منكوبي الإعصار نرجس. وبعد اجتماع مع شوي استمر اكثر من ساعتين، قال بان لصحافيين، انه"وافق على السماح بدخول كل العاملين الانسانيين مهما كانت جنسيتهم". ورداً على سؤال عما اذا كان هذا الاتفاق يشكل خرقاً في المحادثات التي يجريها حول تكثيف دخول المساعدة بعد اكثر من ثلاثة اسابيع على مرور الاعصار، قال بان:"اعتقد ذلك". وأكد الأمين العام للامم المتحدة:"أجريت لقاء جيداً جداً مع الجنرال تناول خصوصاً العمال الانسانيين"، مضيفاً ان ثان شوي"تبنى موقفاً ليناً بما فيه الكفاية حول هذه المسألة". وعما اذا كان يصدق ثان شوي، قال بان كي مون ان المسؤول الميانماري ادلى بكلامه"امام الكثير من الضباط الكبار". كما وافق رئيس النظام العسكري على استخدام مطار رانغون كمنصة دولية من اجل توزيع المساعدات. ووصل بان الى ميانمار اول من أمس. وسبق أن رفض ثان شوي على مدى ثلاثة اسابيع تلقي اتصالات هاتفية من بان كي مون، كما رفض دخول العمال الانسانيين الاجانب للمساعدة في اغاثة منكوبي الاعصار الذي خلّف 133 الف قتيل ومفقود، بحسب حصيلة رسمية. وتفقد بان كي مون اول من أمس المناطق التي دمرها الاعصار في دلتا نهر ايراوادي جنوب غرب، لكن مسؤولين عسكريين رافقوه في رحلته وخصوصاً في مخيمات المنكوبين. في نيويورك، حذّر السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جان-موريس ريبر من ان بلاده ستعاود الكرّة وتبلّغ مجلس الامن بالكارثة الانسانية في ميانمار، اذا لم تسفر الجهود الديبلوماسية التي يقودها بان كي مون ومساعده للشؤون الانسانية جون هولمز، عن نتيجة. وأضاف:"سننتظر في نيويورك تقارير هولمز وبان كي مون والبلدان الآسيوية لنعرف هل حصل تحسن ملموس على صعيد الوصول الى المتضررين؟". وأوضح:"لم نر تحسناً حتى الآن، وتقود مروحية صغيرة للمرة الاولى عملية باسم برنامج الغذاء العالمي انطلاقاً من رانغون". وذكر:"ننتظر الآن لنعرف هل اثمرت الضغوط التي مارسناها والبلدان الاخرى والأمين العام وهولمز والبلدان الآسيوية". وأكد ريبر ان مزيداً من البلدان، الاعضاء او غير الاعضاء في مجلس الامن، تؤكد تأييدها رفع المسألة الى مجلس الامن. وكان البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ طلب احالة المجلس العسكري في ميانمار على محكمة الجزاء الدولية بتهمة"ارتكاب جريمة ضد الانسانية"اذا استمر في رفض المساعدة الدولية المرسلة الى المنكوبين. وفي قرار غير ملزم ايّده 524 نائباً وعارضه ثلاثة نواب وامتنع 13 منهم عن التصويت، أفاد البرلمان الاوروبي:"اذا استمرت السلطات في ميانمار في منع وصول المساعدة الى الاشخاص الذين يواجهون الخطر، فمن الضروري محاكمتها لارتكابها جريمة ضد الانسانية أمام محكمة الجزاء الدولية". إعادة بناء قرى صينية في الصين، أعلن نائب حاكم اقليم سيشوان لي شينجوين، في مؤتمر صحافي في بكين، ان عدد قتلى أسوأ زلزال شهدته الصين منذ عقود ارتفع الى 55239. ومن المتوقع العثور على مزيد من الجثث مع ازالة الأنقاض من عشرات المدن والبلدات والقرى التي دمرت بالكامل. وأعلن شينجوين ان بلاده ستحتاج الى إعادة بناء بلدات وقرى بكاملها من الصفر، لتأمين مساكن للملايين الذين شردهم الزلزال، في مهمة قد تستغرق ثلاثة أعوام. وقال مسؤولون ان بعض البلدات في منطقة الزلزال في جنوب غربي الصين ستحتاج الى أن تنقل تماماً لأن التضاريس غير آمنة. وبات عمل فرق الاغاثة ملحاً مع اقتراب فصل الامطار الذي سيحل في غضون أسابيع. ولعل مصدر القلق الرئيس للحكومة هو التوابع والامطار الغزيرة التي قد تؤدي الى حدوث كوارث ثانوية مثل السيول والانهيارات الارضية. وقال لي شينجوين:"أعمال إعادة البناء ستواجه كثيراً من الصعوبات في المنطقة حيث خلخل الزلزال الجبال وأوقع أكثر من سبعة آلاف". وتابع:"كما يخشى عمال الاغاثة من أن يؤدي سوء الاوضاع الصحية الى تفشي الامراض". وناشدت الصين المجتمع الدولي تقديم ملايين الخيام للمشردين. كما أرسلت الى المنطقة معدّات ثقيلة ومواد بناء. وقال لي:"سنكافح لتوفير اسكان موقت اقتصادي ومناسب لنحو 98 في المئة من السكان خلال الشهر المقبل". وتابع:"الاولوية في إعادة البناء هي العثور على مواقع مناسبة لسكان الريف لبناء البيوت. سنكافح كي تكون هذه البيوت جاهزة للسكن قبل قدوم الشتاء". وفي تشينجدو، أفادت تقارير بأن سكاناً جوعى احتجزوا بعض قوافل الاغاثة وحدث ذلك في احدى المرات تحت تهديد السلاح. وزار رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو للمرة الثانية منطقة الكارثة وتفقد أمس مستشفيات وخياماً تؤوي نازحين في مقاطعة بيتشوان، وهي من أكثر المناطق تضرراً. وغيّر الزلزال كل المعالم في شمال سيشوان. وفي هونغ جوانغ، في شمال شرقي الاقليم، أدى الزلزال الى انهيار واد ليدفن ثلاث قرى و900 شخص.