طائعاً مختاراً توقف الزميل الأستاذ احمد الشعلان عن كتابة زاويته اليومية في صحيفة"الحياة"، بعد تجربة ناجحة على مدى سنوات الطبعة السعودية من"الحياة"، ويعزّ علي أن يفارق الصديق احمد مشوار الركض اليومي، فقد كان أنيساً دائماً للموقّع أدناه على صفحات الصحيفة كل يوم، ومزعجاً أحياناً حينما يصطاد مبكراً فكرة كانت على البال. اتسمت كتابة الزميل خلال تلك الفترة بالنضج والعمق والخصوصية، إذ استطاع رسم لون ورائحة خاصة بما يكتب، وكنت أغبطه على إجازة يومي الخميس والجمعة، فقرر أن يأخذ إجازة طويلة! لكنه - هدانا الله وإياه - لم يتركنا نحن زملاءه الكتّاب في حالنا، ففي مقاله الأخير وهو يعلن المغادرة رمى حجراً، و"الحجر الذي لا يصيب يدوش"، إذ قال انه يرى الصحافة خبراً وترفيهاً، والمعنى في بطن الكاتب يقول إنه لا حاجة للزوايا وبالتالي أصحاب الأقلام، كأنه حصل على عضوية فريق"إذا مت ظمآناً... فلا نزل القطر"، وأخمّن انه لن يستطيع التوقف طويلاً، من خبرة في الكتابة تعتري الكاتب هواجس التوقف وإعادة النظر في الجدوى والنتائج ثم يعود عنها، لا يشمل هذا من يوظفون الكتابة الصحافية للعلاقات العامة، وتختلف طول مدة الحالة من شخص إلى آخر، فإذا وصلنا إلى ذلك اليوم"الموعود"لعل الزميل العزيز يتذكر"الخبر أو الترفيه"لا غير. واقعياً يتحول الكاتب الصحافي، مع وضع الاستثناء الذي ذكرته أعلاه في الاعتبار، إلى مغناطيس يجذب السلبيات والهموم التي تلف محيطه ومجتمعه، فيحاول وهو يحملها الكتابة عنها مضيفاً إليها شيئاً منه، عندما تذكر السلبيات فإن في ذكرها حلولاً لها أو دفعاً للبحث عن تلك الحلول، ألا يرى الزميل في ذلك ترفيهاً ما بعده ترفيه! ومن العجب أن بعض القراء، خصوصاً من المعنيين بالبحث عن حلول للسلبيات التي تشغل المجتمع، يقرأون ما يكتب بأربع عيون ورأسين.. كيف؟ القراءة وقت العمل والمسؤولية تختلف عنها بعد الدوام، قد يوافق على ما ينشر تمام الموافقة ولكن أثناء المساء حيث لا دوام ولا قرار، في الصباح ينقلب الأمر. وفي الوقت الذي نودع، موقتاً، الزميل الأستاذ احمد الشعلان يطيب لي أن احتفي بعودة الزميل الأستاذ داود الشريان للكتابة اليومية في صحيفته"الحياة"بعد انغماس في الفضائيات، والشريان كاتب قدير مشهود له وشهادتي فيه مجروحة، أتمنى للزميلين التوفيق ول"الحياة"وقرائها مزيداً من الآراء أقول الآراء والأخبار، ثم الترفيه... إن وجد، فهو يحتاج إلى بحث مضنٍ! www.asuwayed.com