يبدو أن النجاح الذي حققته أعمال سينمائية تناولت الأحياء العشوائية في مصر السنة الماضية، شجع شركات الإنتاج على نقل هذا النجاح إلى الأعمال التلفزيونية الدرامية. من هنا تعج خريطة الموسم الدرامي المقبل بمسلسلات تتناول المناطق العشوائية والأزمات التي يعاني منها أهلها. ويتوزع أبطال هذه المسلسلات بين من يبحث عن حلمه الضائع، ومن يحاول إثبات ذاته، ومن يعاني من صعوبة تدبير نفقات الزواج... ولكن هل ينجح صناع تلك الأعمال في تجسيد حياة أهل هذه المناطق والمهمشين فعلاً؟ أم أن المسألة مجرد متاجرة بمآسي هؤلاء البشر؟ يأتي في مقدمة الأعمال التي تسلط الضوء على المهمشين في المجتمع المصري مسلسل"هيما... أيام الضحك والدموع"، من بطولة أحمد رزق وعبلة كامل، وتأليف بلال فضل وإخراج جمال عبد الحميد. عن هذا المسلسل يقول مؤلفه بلال فضل انه لا يتناول العشوائيات في شكل عام، لكنه يركز على ظروف ومشكلات جيل الشباب، من خلال الشخصية الرئيسة في العمل"هيما"الشاب الذي يسكن في منطقة حي الوراق الشعبية، ولا يجد عملاً بعد ان يتخرج من الجامعة، فيحاول أن يحافظ على أحلامه، ويحقق طموحاته، ولو بشكل مختلف عن تلك التي كان يخطط لها منذ البداية. ويشير فضل إلى أن المسلسل يختلف عن الأعمال التي تناولت العشوائيات من قبل، إذ يستعرض موقف أهالي منطقة الوراق الفقراء ووقوفهم ضد محاولات بعض رجال الأعمال سلبهم حقوقهم، وإقامة مشاريع سياحية عليها. ويجسد شريف منير في مسلسل"قلب ميت"من تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج مجدي أبو عميرة دور شاب يدعى رضا أبو شامة ينتمي الى منطقة عشوائية، ويقع في غرام نادلة غادة عادل تسكن في غرفة متواضعة في حي شعبي، مسلطاً الضوء على المشكلات التي تعترض الراغبين في الزواج. ويؤكد منير أن مثل هذه الأدوار تستهويه بشدة، ويوضح أنه يعرف جيداً طبيعة مشكلات أهالي هذه المناطق وما يعانون منه، ويحاول نقلها الى الشاشة. ويسلط مسلسل"بعد الفراق"من تأليف اشرف محمد واخراج شيرين عادل، وبطولة خالد صالح وهند صبري في أول تجربة درامية لها في التلفزيون المصري الضوء على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها قاطنو قرية بسيطة مهمشة هي"قرية الصيادين". وتجسد هند دور"سكرة"، وهي فتاة من أسرة متواضعة تضطر للعمل كخادمة في المنازل لتدبر مصاريف يومها، وتربطها علاقة حب ب?خالد صالح الذي يلتحق للعمل بإحدى الصحف الكبرى ويصبح صحافياً مهماً، فيرفض الزواج منها بما انه بات يفوقها شأناً. أمام هذا الواقع تحاول"سكرة"إثبات نفسها وتحقيق طموحها وتبحث عن الثروة والوجاهة الاجتماعية. وتراهن شيرين عادل على نجاح هند صبري في هذه الشخصية، مشيرة إلى أنها سبق وجسدت بنجاح شخصية فتاة متواضعة مغلوب على أمرها في فيلم"مواطن ومخبر وحرامي"للمخرج داوود عبدالسيد. وتوضح أن دورها في المسلسل يختلف عنه في الفيلم، إذ تحاول هنا تحقيق طموحها وإشباع حلم الثراء في داخلها، لتتغلب على ظروفها الاقتصادية والاجتماعية السيئة بدافع الحب وتحقيق الذات. كذلك تجسد داليا البحيري شخصية شروق، التي تبيع الفل على الطرقات، ضمن أحداث مسلسل"بنت من الزمن ده"من تأليف محمد الغيطي وإخراج سامي محمد علي، وبطولة عزت أبوعوف وهالة فاخر وأحمد سعيد عبدالغني وباسم السمرة ومحمد كامل وعمرو محمود يس وتيتيانا. ويتناول المسلسل قاطني المناطق العشوائية، مسلطاً الضوء على بعض القضايا المرتبطة بهذه الفئات مثل"أولاد الشوارع"، و?"البطالة"، وسواهما من القضايا الاجتماعية.