سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توقيع اتفاقي تعاون تقني ونووي بين الرياض وواشنطن غداة "اليوبيل الماسي" للعلاقات . الملك عبدالله وبوش يبحثان في قضايا المنطقة والاستقرار النفطي وحماية مصادر الطاقة
أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، محادثات في العاصمة السعودية أمس مع الرئيس الأميركي جورج بوش الذي وصل إلى الرياض في ثاني محطات الجولة الأخيرة له في الشرق الأوسط قبيل انتهاء ولايته الرئاسية. وأعلن البيت الأبيض أن الجانبين وقعا أربعة اتفاقات، بينها مذكرة تفاهم حول التعاون في الطاقة النووية السلمية، قالت واشنطن:"إنها ستجعل السعودية نموذجاً إيجابياً لعدم انتشار الأسلحة النووية في المنطقة". وكان خادم الحرمين في مقدم مستقبلي بوش عند وصوله إلى الرياض آتياً من إسرائيل. وأقام الملك عبدالله مأدبة غداء لضيفه الأميركي في مزرعته الخاصة في الجنادرية. وعقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس مؤتمراً صحافياً وسط اهتمام كبير من الجانب الأميركي بالزيارة التي قال البيت الأبيض إنها تأتي في ذكرى مرور 75 عاماً على بدء العلاقات بين البلدين. وتوقع مراقبون أن تكون قمة الملك عبدالله وبوش تطرقت للقضايا الساخنة في المنطقة والعالم. وبحسب وكالة الأنباء السعودية فإن الزعيمين ناقشا التعاون الثنائي بما يخدم مصالح بلديهما، وبحثا في أوضاع فلسطين والعراق ولبنان. وقالت الوكالة: إن المحادثات التي استكملت في وقت لاحق مساء الجمعة اتسمت ب"الشمولية والعمق". ولا يستبعد أن تكون المحادثات تطرقت إلى أوضاع السوق النفطية، خصوصاً أن برميل النفط قفز أمس الجمعة إلى 127 دولاراً و82 سنتاً. ورفعت شركة"غولدمان ساكس"توقعاتها لأسعار النفط خلال النصف الثاني من 2008 إلى 141 دولاراً بدلاً من 107 دولارات بحسب توقعاتها السابقة. وذكرت وكالة"اسوشييتد برس"أمس أن بوش ناشد السعودية زيادة إنتاجها حتى يتأتى خفض أسعار النفط. وكان الرئيس الأميركي تقدم بطلب مماثل للسعودية حين زارها في كانون الثاني يناير الماضي، غير أن الرياض اكتفت بأنها ستزيد إنتاجها حين تبرر الأسواق خطوة من ذلك القبيل. وأضافت أن بوش يدرك أن تلبية طلبه من قبل السعودية أمر صعب، لأن الطلب المتزايد من قبل الصين والهند يستنزف الإمدادات النفطية. كما أن أي زيادة في الإنتاج قد لا تسفر عن هبوط يذكر في سعر البرميل، إذ يرى المحللون أن الارتفاع المطرد في أسعار النفط يقف وراءه الطلب المتزايد وليس التباطؤ في الانتاج. وقال المحلل الأمني لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن انتوني كورديزمان: إن نفوذ الولاياتالمتحدة على الدول المنتجة للنفط تضاءل كثيراً، وهو لا يعرف ما سيحفز السعودية على الاستجابة للنداءات الأميركية، وهي ترى واشنطن غير قادرة على تحقيق نتائج في سلام الشرق الأوسط والعراق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحافيين المرافقين للرئيس الأميركي:"إننا نعول على دور أوبك في الإبقاء على كميات كافية من الإمدادات النفطية، لذلك سيتحدث الرئيس بوش مرة أخرى مع الملك عبدالله في هذا الشأن". وبحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس بوش جرى التوقيع على اتفاق في شأن التعاون التقني بين المملكة والولاياتالمتحدة، وقعه عن الجانب السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وعن الجانب الأميركي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومتي السعودية والولاياتالمتحدة في شأن التعاون في مجال الطاقة النووية ومجالات الطاقة الأخرى، وقعها عن الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وعن الجانب الأميركي الوزيرة رايس. وأعلن البيت الأبيض أن السعودية وافقت على مبادرتين عالميتين، إحداهما لمكافحة الإرهاب النووي، والأخرى لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. واوضح في بيان أن"السعوديين يتحملون مسؤولية خاصة لحماية منشآت الطاقة الرئيسية المهمة عالمياً، والعالم يستفيد من مواردهم الوفيرة من الطاقة". وأضاف البيان أن"اقتصادنا العالمي يعتمد بشكل كبير على الطاقة السعودية. والولاياتالمتحدة مهتمة بشكل خاص بمساعدة السعوديين على حماية البنى التحتية الخاصة بالطاقة في بلادهم من الإرهاب كما اتضح جليا من الهجوم الإرهابي الفاشل على منشآت أبقيق في شباط فبراير 2006". وتابع البيان:"لهذه الغاية، فقد اتفقت الولاياتالمتحدة والسعودية على التعاون في حماية مصادر الطاقة في المملكة عن طريق حماية البنى التحتية الرئيسة وتعزيز أمن الحدود السعودية وتلبية حاجات الطاقة المتزايدة للسعودية بطريقة مسؤولة من الناحية البيئية". وأعلن البيت الأبيض أن"اتفاق التعاون النووي مع السعودية يمهد الطريق لتسلمها يورانيوم مخصباً لمفاعلاتها من دون الحاجة إلى القيام بعملية التخصيب بنفسها كما يفعل الإيرانيون". وأضاف:"إن هذا الاتفاق سيمهد الطريق لحصول السعودية على مصادر آمنة وموثوقة للوقود لمفاعلات الطاقة، وإظهار ريادة السعودية كنموذج إيجابي في المنطقة لمنع انتشار الأسلحة النووية".