أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً أمس بالتقدم الذي أحرزته تونس على صعيد التسامح والتعليم والحريات. وقال أمام طلاب المعهد العلمي التونسي إن"كل شيء ليس مثالياً في تونس كما هو ليس مثالياً في فرنسا، ويبقى الكثير للتحسين أو الاستكمال". لكنه تساءل:"أي بلد يتمكن من المفاخرة بمثل هذا التقدم خلال نصف قرن على صعيد التقدم والتسامح والعقلانية؟". وتطرق ساركوزي في اليوم الأخير من زيارة الدولة التي قام بها إلى تونس وانتهت أمس، إلى مشروعه لوحدة المتوسط، مشيراً الى أن الخلافات بين دول المتوسط ينبغي ألا تعيق المشاريع التي ستنطلق في إطار الاتحاد المتوسطي. وقال إن المشاريع يجب أن تأتي قبل المصالحة، مشيراً تحديداً إلى الخلافات التي تسود بين دول المتوسط مثل الجزائر والمغرب، وبين اليونان وتركيا. وأوضح ساركوزي أن فرنسا وألمانيا تقترحان أن تكون كل دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، وأن يُعاد صوغ مسار برشلونة لتنظيم المسؤوليات في شكل متساو بين الضفة الشمالية للمتوسط والضفة الجنوبية مع رئاسة مشتركة دورية من الشمال والجنوب وأمانة عامة دائمة يتم تشكيلها بالتساوي من موظفين من الجنوب والشمال. وقال إنه يريد جعل مشروع تنظيف البحر المتوسط"التحدي الكبير لهذا الاتحاد"لأن الحفاظ على البحر المتوسط مهم لكل شعوب المنطقة المتوسطية، وأن من لا يشارك في ذلك سيتحمل مسؤولية فشل كبير. وشدد على ضرورة تجنيب البحر المتوسط ما يشهده البحر الميت أو ما شهده بحر أرال. وأوضح أنه يعزم اطلاق المشاريع المتوسطية في قمة الاتحاد المتوسطي التي ستعقد في باريس في 13 تموز يوليو. وقال الرئيس الفرنسي إنه مدرك أن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يبقى في خلفية اتحاد المتوسط، لكن ينبغي ألا يوقف مسيرة هذا الاتحاد، مؤكداً أنه ينبغي التوصل إلى حل لهذا الصراع من خلال إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش وتتضمن غزة، إذ لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية من دون غزة، مع ضمان أمن اسرائيل، في المقابل. وقال:"ألا يكفي الكثير من الأوجاع والدمار والخراب بين اسرائيل والفلسطينيين... ألا يكفي هذا الكم من القتلى وهذه الحرب المستمرة... ماذا ننتظر إذن حتى نتوحد في المتوسط؟". وأضاف:"ليس هناك أي سبب لننتظر أكثر... المؤمنون بالقضاء والقدر تركونا ننتظر لكنهم فشلوا". وقال:"الوقت يلعب ضد السلام". ودعا ساركوزي اسرائيل إلى وقف الاستيطان، قائلاً إن أولاد فلسطين لهم تطلعات مشروعة مثل أولاد تونس وأولاد فرنسا، ومن هذا المنطلق ينبغي ايجاد حل نهائي لهذه المسألة على الأسس المعروفة حل الدولتين. وقال إنه سيقول ذلك خلال خطابه أمام الكنيست في زيارته لإسرائيل في حزيران يونيو المقبل. إلى ذلك، قال مصدر رفيع في الرئاسة الفرنسية إن مشروع تزويد فرنسا دول المغرب العربي بالطاقة المدنية النووية لا علاقة له البتة بالمفاعل النووي الكوري الشمالي الذي قصفته إسرائيل في سورية. وقال المصدر إن ما قامت به سورية"لا علاقة له بالشفافية"، مؤكداً تورط كوريا الشمالية وشبكتها النووية في المفاعل السوري المزعوم، علماً أن دمشق تنفي أن يكون الموقع المدمّر منشأة نووية. ورداً على سؤال حول ما إذا كان حوار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع نظيره السوري وليد المعلم"مفيد"، قال المصدر إن"كل ما يقوم به السيد كوشنير مفيد، ولكن أشكّ في أن يكون أي حوار كافياً لحل المشاكل مع سورية".