أكد مقال علمي ان تحاليل أظهرت ان رجلاً أصيب بأنفلونزا الطيور في الصين بعدوى من ابنه الذي توفي بهذا المرض, لكن التقرير لاحظ ان هذه العدوى بين البشر تظل محدودة. وأورد مقال نشر في موقع مجلة"ذي لانسيت"البريطانية المرموقة على الإنترنت أمس، حال الأب المتقاعد البالغ من العمر52 سنة والذي نجا من المرض بعدما التقطته خلال عنايته بابنه الذي توفي في الرابعة والعشرين من عمره. وأشارت منظمة الصحة العالمية الى إصابة 378 شخصاً بأنفلونزا الطيور في العالم, توفي منهم 238 مريضاً. وظهرت الشكوك في هذا النوع المحدود من العدوى بين البشر للمرة الأولى في هونغ كونغ عام 1997, ثم مجدداً في تايلاند وإندونيسيا. وصرح الخبير جيريمي فرار هانوي بأن هذه الحال ليست الأولى من نوعها, لكن التقارب الجيني بين الأب والابن قد يكون مهماً جداً في هذا النوع من الانتقال. وسجلت الإصابتان بفيروس"اتش 5 ان 1"في كانون الأول ديسمبر 2007 في نانجينغ مقاطعة جيانغسو الصينية. وأفاد الوالد انه لم يحتك مباشرة بطيور حية غير انه قدم العناية بلا وسائل حماية من قناع وقفازين لمعالجة الملابس المستعملة او لتنظيف المرحاض, الى ابنه الذي نقل الى المستشفى بعد إصابته بسعال وإسهال حاد. وسرعان ما أعطي الوالد أدوية مضادة للفيروسات اوزيلتاميفير وريمانتادين وتلقى بعد خمسة أيام على إصابته بالمرض, مصلاً من شخص شارك في تجربة لقاح مضاد لفيروس"أتش5أن1". وكانت الفيروسات المعزولة شبه متطابقة لدى الأب والابن, باستثناء عنصر وراثي ضئيل. وأشار واضعو المقال الى"أنها على الأرجح حال عدوى محدودة من شخص الى آخر, وقعت في عائلة لكن هذا لا يعني بالضرورة ان الفيروس اكتسب القدرة على الانتقال بمزيد من الفعالية بين البشر". ومن بين مئة شخص من أقرباء مرضى تمت متابعتهم عشرة أيام, وافق 91 بينهم 77 اعتنوا بهم على منح عينات من الدم. وخلت كافة العينات من فيروس"أتش5أن1". وبين هؤلاء بدأ 78 تناول عقار"اوزيلتاميفير"بصورة احترازية. وبدت على صديقة الابن وطبيبه، عوارض تنفس غير طبيعية, غير ان صور الأشعة الرئوية كانت طبيعية ونتائج فحوصات فيروس"أتش5أن1"سلبية. على صعيد آخر، بدأت الهند إعدام آلاف الدجاج وإجراء فحوصات طبية على السكان في قرى منعزلة في شمال شرقي البلاد قرب حدود بنغلادش بعدما أثبتت الاختبارات على دجاج نافق انه مصاب بأنفلونزا الطيور. وبدأ نحو 100 من العاملين في مجال الصحة ارتدوا أقنعة وملابس واقية، جمع الدجاج والبط من ثماني قرى في منطقة دهالاي في ولاية تريبورا التي شهدت نفوق 3000 طائر الأسبوع الماضي. وقال اجهور ديبارما وزير تنمية الثروة الحيوانية في تريبورا ان"حكومة الولاية جاهزة تماماً للتعامل مع الموقف. لا يوجد نقص في الدواء أو الأطباء البيطريين المدربين أو العاملين في مجال الصحة في المناطق المتأثرة بالعدوى". وصرح بأن السلطات شكلت 21 فريقاً للتحرك السريع لإعدام نحو 20 ألف طائر في المناطق المتضررة لمنع انتشار فيروس"اتش5 ان1"المسبب لأنفلونزا الطيور الى مناطق أخرى. وتقع ولاية تريبورا على حدود بنغلادش حيث انتشرت أنفلونزا الطيور في اكثر من نصف مقاطعات البلاد. وفي الهند ظهر المرض في ولاية غرب البنغال الواقعة في شرق الهند في وقت سابق من هذا العام، واحتوي الفيروس على ما يبدو بإعدام نحو أربعة ملايين طائر. لكن الفيروس ظل يظهر من حين الى آخر. وخسرت تجارة البيض في الهند ملايين الروبيات عقب تفشى أنفلونزا الطيور بعدما أوقفت سريلانكا وبنغلادش ودول أخرى وارداتها من البيض الهندي. كما تأثرت مبيعات الدجاج بدرجة كبيرة في المناطق التي ظهرت فيها أنفلونزا الطيور، لكن الطلب لم يتأثر على مستوى البلاد كلها. وشهدت الهند حيث يعيش ملايين المزارعين الذين يربون الطيور في أفنيتهم، ثلاث بؤر لتفشي أنفلونزا الطيور عام 2006، لكن أمكن السيطرة عليها كلها.