عاشت الفضاءات السينمائية الجزائرية في ديوان رياض الفتح، أعالي العاصمة الجزائرية، وهي على التوالي فضاء ابن زيدون ، الكوسموس، وقاعة محمد وينات الى جانب قاعة المؤتمرات الصحافية فرانس فانون في الفترة من 20 الى 27 آذار مارس المنصرم على وقع حدث سينمائي مهم، لم تشهده الجزائر منذ الاستقلال ولا خلال سنوات مجد السينما الجزائرية. وهو عبارة عن"بانوراما السينما"التي عرضت فيها غالبية الأفلام التي أنتجت طيلة تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007. إشارة الانطلاق لهذه التظاهرة، التي تعتبر النشاط الأخير في البرنامج العام لفعالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، أعطتها في تاريخ20 آذار وتحديداً في قاعة ابن زيدون وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي التي ألقت كلمة الافتتاح أمام جمهور غفير من المدعوين والمشاركين، أكدت فيها على ضرورة النهوض بالقطاع السينمائي الجزائري. كما دعت أسرة السينما الجزائرية الى العمل لمساعدتها بذلك"خدمة للثقافة الجزائرية". وتم بالمناسبة تنظيم تكريم لفقيد السينما الجزائرية محمد بوعماري بعرض أحد أفلامه والمعنون بپ"الخطوة الاولى". كما أعلنت أسماء رؤساء لجان التحكيم المشكلة للمناسبة، وهم المخرج الجزائري محمد شويخ رئيس للجنة التحكيم في الأعمال الطويلة، الناقد السينمائي المغربي احمد بوغابة رئيس للجنة التحكيم في الأفلام التلفزيونية والأفلام القصيرة من دون ان ننسى ذكر المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي كرئيس قسم الأفلام الوثائقية وأوكلت اليهم مهمة اختيار الأفلام الفائزة بغالبية اختصاصاتها وتم الإعلان عن القائمة الاسمية للفائزين في آخر التظاهرة. وبلغ عدد الأفلام المشاركة في مجمل الأصناف 68 فيلماً من بين 77 مبرمجة للإنجاز في إطار البرنامج العام لتظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، بحسب ما كشف رئيس دائرة السينما والسمعي البصري لمحافظة الجزائر عبدالكريم ايت اومزيان، خلال الندوة الصحافية عشية انطلاق الفعالية السينمائية. في سياق متصل لم يخف المتحدث أنه تم تأجيل الفعالية في العديد من المرات بسبب التأخر الذي عرفته مدة التصوير لبعض الأعمال، اذ كان من المرتقب تنظيم التظاهرة في كانون الأول ديسمبر فتأجل الى شهر كانون الثاني يناير ثم شباط فبراير، ثم وأخيراً تم التأكيد على تنظيمها في ال20 من الشهر الفائت. وللمناسبة أعد برنامج ثري فإلى جانب العروض السينمائية التي احتضنتها القاعات الثلاث المذكورة سابقاً أقيمت، ندوتان الأولى من تنظيم الجمعية الجزائرية لمنتجي السمعي البصري حملت عنوان"السينما و التراث"ناقش فيها المشاركون إشكالية التراث وعلاقته بالسينما، أما الثانية فأشرفت على تنظيمها، على مدى يومين، جمعية المخرجين والمهنيين الجزائريين، وتناولت موضوع"التصوير السينمائي الجزائري". تجدر الإشارة أن فعالية بانوراما السينما شهدت عروضاً شرفية لأفلام طويلة وقصيرة نذكر منها فيلم الوثائقي"انتم الذين ستصدرون حكمكم في شأننا"للمخرجين نور الدين اينوغي وبوعلام قريتلي، والذي يتناول حقبة من الثورة الجزائرية أي من أحداث 1945 التي شهدت مقتل 45000 الف شهيد من مختلف الأعمار، على أيدي الاستعمار الفرنسي حتى إعداد بيان الفاتح من تشرين الثاني نوفمبر 1954 والذي كان بمثابة إشارة لانطلاق الثورة. كما شهدت قاعة ابن زيدون في اليوم ما قبل الأخير عرضاً شرفياً لفيلم ثوري يحمل عنوان"أرخبيل الرمال"للمخرج غوتي بن ددوش. أخيراً استطاعت هذه الفعالية أن تحرك المشهد السينمائي الجزائري بعد فترة سبات دامت اشهراً، أي منذ اسدال الستار على تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية. كما لفتت الانتباه إرادة وزيرة الثقافة الجزائرية السيدة خليدة تومي إلى جانب السينمائيين الجزائريين الذين ابدوا رغبتهم في المضي إلى الأمام بقطاع السينما الجزائري وبالتالي تجاوز العقبات والمشاكل التي تعرقله والتي أدت به إلى الحضيض بعد فترة مجد عاشها طيلة السبعينات.