عاد مشروع الفيلم السينمائي الضخم الذي ترغب الجزائر في إنجازه حول مؤسس دولتها الحديثة ، الأمير عبد القادر الجزائري ، ليثيرالجدل مجددا بين وزارة الثقافة ونواب في البرلمان الجزائري الذي خصص أحد أسئلته الشفوية نهاية الأسبوع للاستفهام حول دواعي ومبررات تأخر وزارة الثقافة ، الجهة الوصية الرسمية على إنجاز الفيلم ، في منح الضوء الأخضر للشروع في تصوير الفيلم الذي كان ضمن المشاريع الثقافية الكبرى للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المبرمجة خلال احتفالية "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007" . واعترفت المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر بالتأخر الحاصل في "تحقيق الحلم رغم وجود إرادة قوية لإنجازه" مشيرة إلى الحرص الذي يوليه الرئيس بوتفليقة شخصيا للفيلم ورغبته في أن يكون "رائعة من روائع السينما الجزائرية ورائعة من روائع السينما العالمية" "ودافعت بشراسة عن الأسباب التي حالت دون إخراج العمل السينمائي الضخم إلى النور منذ أزيد من عقدين كاملين ، ولم تتردد خليدة تومي في وصف الفيلم ب "الموضوع الاستراتيجي ذي المصلحة العامة" ورغبة بلادها في أن نتجز فيلما يليق بسمعة ومكانة وتاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري، فيلما يكون مثلا قالت "مميزا ومتألقا" و"دون مستوى الأفلام العالمية التي أنجزت حول الشخصيات التاريخية" مستشهدة بفيلم عمر المختار لمخرجه الراحل مصطفى العقاد . وكشفت خليدة تومي أن الكلفة الأولية للمشروع حسب العروض المقدمة ، لا تقل عن 5ملايين دينار ( 50مليون أورو) وأن مصالحها شرعت في اتصالات حثيثة مع أكبر المؤرخين والكتاب وأكبر المخرجين السينمائيين العالميين - دون أن تذكر أسماءهم - لجمع "كل المعطيات الضرورية قبل اختيار شركة الانجاز والشروع في تجسيد المشروع" . ولم تتأخر وزيرة الثقافة الجزائرية وهي ترد على اسئلة النواب في الجزم أن قطاعها "لن يخاطر" في إنجاز الفيلم دون "التأكد مسبقا من نجاحه الكامل" وهو النجاح المرهون كما اضافت ب "التصور والاختيار والإعداد الجيد" مجددة التأكيد أن فيلم الأمير عبد القادر "سينجز لكن الحكومة ترفض التسرع" . وكان مشروع فليم الأمير عبد القادر الجزائري واحدا من بين 10أفلام سينمائية كبرى برمج تصوير بعضها والإنطلاق في إنجاز بعضها الآخر خلال فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية رغبة من الجزائر في تسويق أسماء مخرجيها ومبدعيها السينمائيين ومن خلالهم تاريخ شخصياتها النضالي والثوري والثقافي والفكري ، وتردد حينها ان وزارة الثقافة بصدد الاختيار بين عملين هامين تناولا حياة الأمير عبد القادر، الأول عمل تاريخي بمسحة أدبية للكاتب والباحث الجامعي والسياسي بوعلام بسايح وزير الثقافة السابق وكاتب سيناريو الفيلم الملحمة "الشيخ بوعمامة" ، والثاني روائي سردي بحث للكاتب والروائي واسيني الأعرج عنوانه "مسالك أبواب الحديد... كتاب الأمير" الذي تحصل بموجبها الروائي الجزائري على جائزة المكتبيين الجزائريين، بمناسبة معرض الجزائر الدولي للكتاب العام 2006، وجائزة الشيخ زايد للكتاب . وقالت وزيرة الثقافة قبيل انطلاق فعاليات العاصمة الثقافية أن غلافا ماليا هاما رصد لفيلم الأمير عبد القادر - لم تحدده - اقتطع من ميزانية الدولة للعام 2007، استجابة لتعليمات من الرئيس بوتفليقة الذي أوعز بمنحه التمويل الذي يستحقه بلا حساب. بما يسمح بالانطلاق في تصوير الفيلم خلال تظاهرة الجزائر وبالضبط شهر سبتمبر/ أيلول 2007، لكن التظاهرة أسدلت ستارها والفيلم ظل يراوح مكانه في أدراج الوزارة . وسبق للفنان السوري الكبير أسعد فضة ، أن تحدث في العاصمة الجزائر على هامش تكريمه في الطبعة العربية لمهرجان المسرح المحترف العام 2007عن مشروع تعاون فني مشترك جزائري سوري مشيرا إلى "مفاوضات" تجري بينه وبين وزارة الثقافة الجزائرية بشأن إنجاز فيلم سينمائي ضخم حول "الأمير عبد القادر الجزائري" الذي رصد له الرئيس بوتفليقة ميزانية هامة تسمح بإنجاز فيلم يليق بسمعة ومكانة وتاريخ مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري ، حيث لم يخف أسعد فضة أمله في أن يتحقق "حلمه" وقال للصحافة المحلية ردا عن سؤال بشأن الشخصية الجزائرية التي يحلم بتجسيدها سينمائيا مؤكدا "إنها شخصية الأمير عبد القادر" لارتباط جزء من حياة هذا الاسم بالتاريخ السوري، بالأخص ما ارتبط بوقوفه ضد الحرب الطائفية بالشام عام 1860، وقضاء الأمير عبد القادر فترة هامة من حياته في سوريا، ويشهد على ذلك قصره الذي يحمل اسمه بمنطقة دمر غرب دمشق، والذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي 140سنة خلت، سكنه الأمير عبد القادر الجزائري عام 1871مع عائلته ثم سكنه أبناؤه وأحفاده كان آخرهم حفيده الأمير سعيد الجزائري.