تبادلت اسرائيل وسورية امس رسائل التهدئة مرفقة بتحذيرات متبادلة من عواقب شن هجوم، وذلك في اعقاب الانباء التي تحدثت عن استعدادات لدى الجانبين ل"حرب وشيكة". وفيما اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان"السلام خيارنا الاستراتيجي، لكن يجب ان نكون يقظين لاي عدوان اسرائيلي"، قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان هارئيل أن لا مصلحة لأي طرف في مواجهة عسكرية، لكنه هدد بأن"ردنا سيكون شديداً ومؤلماً"ضد كل من يحاول المس باسرائيل. راجع ص 5 وتأتي التطمينات المتبادلة بعد الربط بين أنباء عن أجهزة تنصت ايرانية على إسرائيل نُصبت في سورية واستدعاء الأخيرة قوات احتياط ورفع حال التأهب في الجيش، وبين قرار الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل إجراء تدريب واسع للجبهة الداخلية الأسبوع المقبل لفحص جهوزيتها لهجوم صاروخي ايراني أو سوري أو من"حزب الله"، ونيتها إعادة توزيع الكمامات الواقية من أسلحة غير تقليدية على المواطنين تحسباً لصواريخ إيرانية وسورية. كما ربطت هذه المسائل مع قرار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إرجاء زيارته لألمانيا التي كانت مقررة الأسبوع المقبل. في هذه الاجواء، قال وزير الخارجية السوري ان بلاده التي اتخذت السلام"خيارا استراتيجيا"يجب ان تكون يقظة لاي عدوان يمكن ان تقوم به اسرائيل، مشيرا الى ان المرحلة المقبلة ستشهد قيام واشنطن بالضغط على الاتحاد الاوروبي ل"التزام"السياسة الاميركية. ونقلت مصادر مطلعة ل"الحياة"عن المعلم قوله ردا على سؤال خلال غداء عمل اقيم امس بدعوة من سفراء الاتحاد الاوروبي في دمشق:"رغم ان سورية اتخذت السلام خيارا استراتيجيا، يجب ان تكون يقظة لاي عدوان من اسرائيل". وزاد انه يجب ان تكون سورية"مستعدة للدفاع عن نفسها ضد اي عدوان". وكان نائب رئيس هيئة الأركان قلل من فرص وقوع مواجهة عسكرية مع سورية، لكنه وجه تحذيرا إلى"كل من يحاول المس بإسرائيل"، مشددا على أن الدولة العبرية في حال يقظة وجاهزية طوال الوقت، وانها الدولة الأقوى في المنطقة، وأن الرد الإسرائيلي سيكون"شديدا ومؤلما". وسارع النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون صباحا إلى التقليل من احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية على الحدود مع سورية او لبنان، وقال للإذاعة:"بما أن إسرائيل متيقنة جداً من أن ليست لديها نية لمهاجمة سورية، والأخيرة تقول إنها سترد فقط على هجوم إسرائيلي، فإن مخاطر نشوب مواجهة عسكرية ضئيلة جدا". في السياق نفسه، قال رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد:"لا نلمس أي استعدادات خاصة على الحدود الشمالية، وبتقديرنا فإن سورية لا تريد مهاجمة إسرائيل، وحزب الله لا يعتزم إطلاق صواريخ على إسرائيل، أو أن يبادر إلى هجوم على الحدود". وزاد أن باراك لم يلغ زيارته لألمانيا بسبب التوتر إنما"لارتباطات سابقة وجدول أعمال مكثف"، منها كما يبدو مهمة الإشراف على تدريبات الجبهة الداخلية التي تبدأ الثلثاء. لكن أوساطاً في مكتب وزير الدفاع عزت إرجاء الزيارة إلى التوتر على الحدود الشمالية لاسرائيل"خصوصا أن سورية ستكشف خلال ايام نتائج تحقيقها في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية". ونقلت"هآرتس"عن مصادر عسكرية عدم وجود معلومات استخبارية عن نيات هجومية لدى سورية،"لكن رغم ذلك، فإن حال التأهب والاستنفار في صفوف قوات قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لا تزال مرتفعة". واشارت الى تقديرات لدى أوساط سياسية مفادها أن"حزب الله لن ينفذ هجوماً ضد إسرائيل على نحو يفاجئ سورية وإنما سيعلمها مسبقا". إلى ذلك، كشفت صحيفة"يديعوت احرونوت"أن مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ومسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي ستيف هيدلي، أجروا في الأيام الماضية محادثات سرية في واشنطن في"قضايا تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وفي مسائل ذات حساسية عالية تتعلق بحزب الله".