في إطار استخلاص العبر من القصور الإسرائيلي في الحرب الثانية على لبنان، صادقت الحكومة الأمنية المصغرة أمس على إجراء أكبر تدريب في تاريخ"الجبهة الداخلية"لفحص جهوزيتها لمواجهة احتمال تعرض إسرائيل لصواريخ تقليدية وغير تقليدية ايرانية وسورية وفلسطينية من قطاع غزة. ويتوقع أن يشارك في التدريب عشرات آلاف الأشخاص في نشاطات ميدانية مختلفة وفي غرف العمليات والطوارئ الخاصة التي ستقام في المكاتب الحكومية وأذرع الجيش والشرطة والسلطات المحلية والمؤسسات التعليمية والمستشفيات والإطفاء والإسعاف، وذلك بهدف التدرب على هجوم يستهدف الجبهة الداخلية في إسرائيل خلال الحرب. وقالت وسائل الإعلام العبرية أن القيّمين على المناورات التي تحمل اسم"نقطة تحول 2"، ينطلقون من افتراض أنه في أي حرب مستقبلية محتملة مع ايران أو سورية أو"حزب الله"، ستكون"الجبهة الداخلية"في إسرائيل الهدف المركزي لهجمات العدو. وستبدأ المناورات الأحد المقبل في جلسة خاصة تعقدها الحكومة تتخيل خلالها أنها تنعقد خلال الحرب، على أن تعقد الحكومة الأمنية المصغرة اجتماعاً مماثلاً في اليوم التالي. والغرض من الاجتماعين امتحان المستوى السياسي في اتخاذ القرارات في حال طوارئ. ويوم الثلثاء، ستسمع صفارات الإنذار في أرجاء إسرائيل ويتم التدرب في السلطات المحلية وقيادة الجبهة الداخلية على مواجهة هجوم صاروخي. وستقوم طواقم الإنقاذ بمعالجة"مصابين"بالسلاح الكيماوي أو البيولوجي أو غيره، بينما تقوم طواقم الإطفاء بتخليص أشخاص من تحت أنقاض مبان منهارة أو إجلاء سكان"مناطق منكوبة". أما المستشفيات فستتدرب على استقبال عدد كبير من المصابين. وسيتم أيضاً إشراك وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة في التدريب من خلال نقل رسائل من"قيادة الجبهة الداخلية"للجمهور وللإعلام الدولي. وسيتم من خلال التدريب الكبير اختبار"سلطة الطوارئ الوطنية"برئاسة العقيد في الاحتياط موشيه تسوكروم وإشراف نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي بصفته المسؤول عن الجبهة الداخلية. وأقيمت"سلطة الطوارئ"حديثاً في إطار استخلاص العبر من الحرب الأخيرة على لبنان التي كشفت"البطن الرخوة"لإسرائيل - الجبهة الداخلية - وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من شمال إسرائيل وتعرض مئات المنازل إلى التدمير جراء سقوط أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ أطلقها"حزب الله". وأنيطت بالسلطة الجديدة مهمة إعداد الجبهة الداخلية لحالات الطوارئ.