تجددت أمس التوترات بين الخرطوم وحكومة إقليم جنوب السودان إثر قرار الأخيرة طرد واعتقال 76 من المراقبين الدوليين والوطنيين الذين يتابعون الإحصاء السكاني، فيما تبدأ اليوم محادثات بين مسؤولين سودانيين وبريطانيين لتطوير علاقات بلديهما، تركز على طلب لندن استضافة مفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور لإنهاء أزمة الإقليم المضطرب. ويبدأ الجانبان السوداني والبريطاني اليوم محادثات رسمية في لندن يناقش خلالها مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل ووزير الخارجية دينق ألور عبر طاولة مستديرة مع وزيري الخارجية ديفيد ميليباند والدولة للتعاون الدولي دوغلاس ألكسندر، تطوير علاقات البلدين ومبادرة بريطانيا استضافة أطراف النزاع في دارفور، كما سيجتمع الوفد مع المجموعة المهتمة بالشأن السوداني من أحزاب"العمال"و"المحافظين"و"الديموقراطيين الأحرار"التي زارت السودان أخيراً، على أن يلتقي إسماعيل وألور غداً الثلثاء رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. وجددت الحكومة السودانية أمس تمسكها بالوساطة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لرعاية مفاوضات بينها وبين المتمردين في دارفور. وقالت مصادر رسمية إن الخرطوم لن تقبل أي اقتراحات تعمل بعيداً عن التنسيق والتشاور مع الوساطة أو تكون بديلاً عنها. من جهة أخرى، قررت حكومة جنوب السودان في اجتماع في جوبا عاصمة الإقليم، طرد مجموعة من مراقبي عملية إحصاء السكان إلى الخرطوم تمهيداً للانتخابات التشريعية والرئاسية التي أقرها اتفاق السلام، بعدما أكدت أن السلطات في الإقليم لم تخطر بمهمتهم وليست لديها معلومات عنهم. واتهم مدير الجهاز المركزى للاحصاء الدكتور يس الحاج عابدين قوات"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي تسيطر على جنوب البلاد بعرقلة عمل فرق الإحصاء في منطقة ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها، وقال إنها أخلّت بالاتفاق وسيطرت على الوحدات الإدارية، ومنعت موظفي الإحصاء من مباشرة عملهم. وطالب الرئاسة بوقف عملية الإحصاء في المنطقة فوراً. وشكا رئيس مفوضية الإحصاء في جنوب السودان أزايا شول من مشاكل قال إنها تعترض سير الإحصاء في بعض الوحدات الإدارية في الاقليم ، مشيراً إلى النزاعات الدامية التي وقعت بين قبائل الدينكا فى ولايتي واراب والبحيرات. وأوضح أن منطقة النزاع"كانت فيها مجموعة من موظفي المفوضية، ما أدى إلى حرق وثائق الإحصاء". وطالبت الأممالمتحدة حكومة الجنوب بتشكيل لجنة للتحقيق في الاشتباكات بين قبائل الدينكا التي أدت إلى مقتل 95 شخصاً وجرح 42 آخرين فى رمبيك أخيراً. ووصف الناطق باسم البعثة الأممية خضر زروق الأحداث بأنها"مؤسفة". وقال إن"من شأنها عرقلة عملية التنمية والاستقرار في الجنوب"، محذراً من"خطورة تجدد النزاعات القبلية في الجنوب". ودعا حكومة جوبا إلى"الإسراع في احتواء الأزمة ووضع تدابير وآليات تمنع تكرار النزاعات القبلية وترسيم دعائم التعايش السلمي بين القبائل". وأعلنت حكومة ولاية البحيرات حظراً للتجوال لمدة يومين في مدينة رمبيك يبدأ من السابعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، بعد تجدد الاشتباكات بين مجموعتين من قبيلة الدينكا. وقالت وزيرة الإعلام في الولاية أقاد أكول إن الاشتباكات وقعت بسبب نزاع على ملكية أبقار.