أزمة الجنود الكوريين في روسيا تثير جدلاً.. «البنتاغون»: لا قيود على الأسلحة إذا دخلوا القتال    أمير عسير يُدشّن ويضع حجر أساس 87 مشروعًا مائيًا وبيئيًا بكلفة تجاوزت 5.2 مليارات ريال    كيف تخسر «التصويت الشعبي».. وتفوز برئاسة أمريكا؟    كأس الملك: الشباب أول المتأهلين الى ربع النهائي بثنائية في شباك الرياض    مدرب الاخضر رينارد يحضر لقاء الشباب والرياض    «مكافحة المخدرات» بعسير تقبض على شخصين لترويجهما أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    التوصيات الختامية للقمة العالمية للبروتك    سندالة.. الطريق نحو المُستقبل    وزير الخارجية يستعرض مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة    16 فريقاً يتنافسون على اللقب الأغلى    نائب وزير الخارجية يشارك في المنتدى الإقليمي التاسع للاتحاد من أجل المتوسط    الخريّف: المسؤولية الاجتماعية ركيزة لتحقيق استدامة القطاع الصناعي والتعديني    الابتكار ركيزة أساسية لتحقيق رؤية 2030    انطلاق فعاليات معرض "إبداع 2025" لطلاب وطالبات "تعليم منطقة الرياض"    أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية على مكة    المملكة تحقق قفزة خضراء جديدة بانضمام محميتين للقائمة العالمية    تعليم البكيرية يقيم برامج توعوية عن "سرطان الثدي" في مدارس البنات    الهلال الأحمر بنجران تعلن عن إحصائياتها للربع الثالث من العام الحالي    مجلس الشورى يطالب "الإحصاء" التوسع في الربط التقني اللازم لجمع بيانات الأسعار    «البيئة»: 8 مناطق تسجل هطول الأمطار في 36 محطة والباحة تتصدر ب 17.3 ملم    الأمين العام لمجلس التعاون: لجنة وزراء العدل أسهمت في تعزيز وتقريب القوانين والأنظمة    تشكيل الإتحاد المتوقع أمام الجندل    وزارة الصحة تعتبر التوعية بشأنه أمرًا ضروريًا للحد من انتشاره وآثاره    القيادة تهنئ رئيس جمهورية التشيك بذكرى اليوم الوطني لبلاده    مانشستر يونايتد يُقيل مدربه الهولندي تين هاج    الأردن تدين تصريحات متطرفة لوزير إسرائيلي تدعو لضم الأرض الفلسطينية المحتلة وتوسيع الاستيطان    أمير الشرقية يستقبل سفير الجمهورية القيرغيزية لدى المملكة    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُعلن أسماء الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة    الابراهيم: الشبكة الخليجية سجلت زيادة في نسبة الطاقة المتجددة الى 17%    لأول مرة في الشرق الأوسط..التخصصي ينجح في استئصال بؤرة صرعية عنيدة باستخدام الترددات الراديوية الحرارية    وصول الطائرة الإغاثية ال15 لمساعدة اللبنانيين    "الأرصاد"هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الأنظار تتجه لباريس في حفل جوائز الكرة الذهبية.. فينيسيوس يحسمها.. وغوارديولا ينافس أنشيلوتي كأفضل مدرب    المملكة ودعم الشعب اليمني    "الإحصاء" تنشر مؤشر الرقم القياسي لأسعار العقارات    «ميتا» تكافح الاحتيال بميزة بصمة الوجه    قدمت 51 مليون دولار.. وتقدير بالغ لدورها الإنساني.. المملكة تحشد جهود المانحين للاجئي "الساحل وبحيرة تشاد"    تجسّد العمق التاريخي للمملكة.. اعتماد 500 موقع في سجل التراث العمراني    عبدالرحمن المريخي.. رائد مسرح الطفل في السعودية والخليج    السرطان يصيب هارفي واينستين داخل السجن    كبسولة النمو المالي    شتّان بين الضغائن والخصومات    8 أمور إذا شعرت بها.. غيِّر أصدقاءك فوراً !    إزالة مبانٍ لصالح جسر الأمير ماجد مع «صاري»    مذكرة تفاهم بين محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    5 أطعمة غنية بالدهون الصحية    وكيل الأزهر يشيد بجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    السيولة في الاقتصاد السعودي تسجل 2.9 تريليون ريال    أمير الرياض يستقبل السفير الياباني.. ويعزي الدغيثر    قيمة استثنائية    إنقاذ حياة فتاة بتدخل جراحي    مستشفى الأسياح يدشن مبادرة "نهتم بصحة أسنانك"    «موسم الرياض» يطرح تذاكر منطقة «وندر جاردن»    انتخاب ناصر الدوسري رئيساً للجنة العمالية بسابك    أنا والعذاب وهواك في تكريم عبدالوهاب..!    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    جلوي بن عبدالعزيز يواسي آل سليم وآل بحري    ختام الدورة العلمية التأصيلية للدعاة والأئمة في المالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبادرات المعنوية لن تقضي على أقدم عدوى . يوم عالمي ضد الملاريا : لا علاج لأوبئة الفقراء أما أمراض "الأغنياء" فتتكاثر أدويتها وبحوثها
نشر في الحياة يوم 27 - 04 - 2008

"يقَدّر أن عدوى الملاريا قَضَت على اثنين من كل 3.5 بشري وُلِدوا على سطح الكرة الأرضية، إذا احتُسِب مجموع من قتلتهم تاريخياً. وعلى رغم ذلك، فلا أدوية جديدة لهذا الوباء منذ عقود. ولحدّ اليوم، لم يكتشف العلماء لقاحاً للوقاية منها، ولا طريقة مأمونة وفاعلة للتخلص من البعوضة التي تنقلها وتنشرها". بهذه الكلمات المُرّة تحدثّت البروفسورة دوروثي كاناد-غازار، وزيرة الصحة سابقاً في جمهورية بنين إلى"راديو فرنسا الدولية"، عن"اليوم العالمي الأول لمكافحة الملاريا"في 25 نيسان ابريل الجاري. والمفارقة أن تلك الكلمات جاءت تعليقاً على حدث يُفترض أنه يحمل الكثير من التضامن مع المصابين بذلك الوباء، وهو تبني الأمم المتحدة ما كان يُعرف باسم"اليوم الأفريقي ضد الملاريا"ليصبح يوماً عالمياً بدءاً من العام الجاري. ومن الواضح أن مبادرة معنوية من هذا النوع، على رغم أهميتها، لا تكفي لإضافة وزن فعلي إلى جهود مكافحة أقدم وباء موصوف لدى البشر.
وتبيّن الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة أن الملاريا تقضي على 3000 شخص يومياً. ويصل مجموع مصابيها إلى بليوني شخص، يتوزعون على مئة دولة. ومن المعلوم أن الملاريا من الأوبئة المرتبطة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، إذ تنتشر في الأمكنة الأكثر فقراً وعوزاً. وفي تصريحها عينه، لاحظت الوزيرة السابقة كاناد-غازار أن البلدان التي تنتشر فيها الملاريا بصورة وبائية، تُعاني أيضاً من ضعف في خدماتها الصحية التقليدية والأساسية، إضافة إلى انتمائها إلى الدول النامية. ولفتت البروفسورة الأنظار إلى حقيقة أخرى تتمثّل في التقدّم العلمي الدؤوب في مجال علاج الأمراض التي يُشار إليها باسم"أمراض الحضارة"، والتي تنتشر بقوة في الدول الغنية وبين الفئات الأكثر دخلاً مثل تصلب الشرايين وتضييق الأوعية الاكليلية وضغط الدم المرتفع والبدانة المفرطة وأنوريكسيا العُصابية والسكري وغيرها. وتكاد الأدوية التي تستنبط لعلاج تلك الأمراض، تتكاثر بصورة انفجارية، بحسب تعبيرها. وكذلك تنال تلك الأدوية والبحوث المرتبطة بها تمويلاً متدفقاً، واهتماماً علمياً فائقاً، إضافة إلى اهتمام ضخم من وسائل الإعلام بها. ولاحظت كاناد - غازار أيضاً أن وباء الملاريا يكاد أن يكون"وباء المنسيين". وقرأت في تلك الأمور مفارقة مؤلمة أخرى، وهي أن"أمراض الأغنياء ليست معروفة بصورة واضحة في ما يتعلق بسببها وطرق نشوئها وتطورها، ومع ذلك لا يكف العلماء عن استنباط أدوية لها ويكثفون البحوث التي تسعى لتحسين فهمهم لها. وعلى عكس ذلك، فإن الملاريا معروفة منذ فترة طويلة، ويعرف العلماء بصورة جيدة سببها وهو طفيلي"بلازموديوم"Plasmodium وطريقة انتشارها أي أنثى البعوض من نوع"أنوفليس"Anopheles والسبل التي تتيح للبعوض الناقل التكاثر ونقل عدوى الملاريا ونشرها. ومع ذلك، فلم تكتشف علاجات جديدة منذ فترات طويلة، وكذلك فإن الحديث عن لقاح الملاريا ما زال سراباً. ولا جديد في سبل مكافحة بعوض"الأنوفليس". ولا يتردد الكثير من المنظمات الدولية في"النصح"باستعمال طرق شديدة البدائية مثل اعتماد الأغطية المقاومة للبعوض "الناموسية"، ورش مبيد"دي دي تي"DDT السيئ الصيت. ومن المعلوم أن استعمال"دي دي تي"أدى إلى ظهور أجيال من البعوض تقاومه وهو ما حدث بالنسبة الى الحشرات الزراعية أيضاً ما يجعله ضئيل الفائدة عملياً في مقاومة الملاريا، وكذلك تبيّن أنه يرتبط بزيادة انتشار أمراض غير مُعدية مثل ألزهايمر وسرطان الثدي، بحسب ما ورد في تقارير صحية أخيراً. ومن الأدلة على عدم جدوى سياسة الوقاية باستخدام"الناموسيات"، حتى تلك التي تُشبع بمبيد"دي دي تي"، الزيادة المطردة في نسب الإصابة بالملاريا في بلدان مثل أثيوبيا وفيتنام والبرازيل، حيث توزّع تلك"الناموسيات"بكثرة وبصورة مجانية! انظر الإطار"معلومات أساسية عن الملاريا". وبذا، من المستطاع الوصول الى استنتاج، ومن دون مجازفة كبيرة، بأن تلك الجهود الطيّبة هي أقل قدرة من الهدف الذي تطمح إليه والذي يتمثّل في خفض نسب الإصابة بالملاريا الى النصف، مع حلول عام 2018.
البحث عن"الملكية الفكرية"الضائعة
متى اكتُشف آخر دواء حديث للملاريا؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، يجدر التذكير بأن الكينا استعملت منذ القدم، من خلال لحائها وأوراقها، في علاج الملاريا. وبالنظر الى انتشار تلك العدوى، فقد انتشر العلاج بالكينا ومشتقاتها الى حدّ أن بعض أدوية علاج القلب اكتشف صدفة من الكينا! وفي هذا السياق، من المؤلم القول إن العلاج الأحدث للملاريا هو ذلك الذي صنع في الولايات المتحدة أيام قتال قواتها في فيتنام، التي تكثر في أرضها المستنقعات. ومنذ ستينات القرن الماضي، لم يبتكر دواء يمكن استعماله على نطاق واسع لعلاج ذلك المرض. ولإعطاء فكرة عن الحال الراهنة، توظّف إحدى الشركات العملاقة في صناعة الأدوية 15 مليون دولار في ما يوصف بأنه"مبادرة كبرى"تشمل غانا وكينيا وزامبيا والسنغال. وللمقارنة، فإن الكلفة الاقتصادية المباشرة للملاريا، من خلال نقص الأيدي العاملة، تصل إلى 12 بليون دولار سنوياً، ما يجعل الرقم المرصود للمشروع الدوائي المذكور شديد الضآلة. ويزيد الرقم عينه ضآلة إذا قورن بالمبالغ التي تُدفع للاعبين المحترفين في كرة القدم الذين يجيئون من تلك الدول عينها! وعلى رغم تلك المفارقات المضنية، لا تنفك الشركات العملاقة في الأدوية عن استخدام حقوق الملكية الفكرية، ذريعة لمقاومة جهود بعض الدول النامية في إنتاج أدوية حديثة للملاريا، كحال الشركات البرازيلية مثلاً. ومن المؤلم أيضاً أن"المبدأ الانساني"الذي أُقرّ في"جولة الدوحة 2003"، ضمن قمم"منظمة التجارة العالمية"، لم يجر نقله الى أدوية الملاريا. والمعلوم أن"جولة الدوحة"تلك أدت الى تسليم شركات الأدوية الكبرى بحق الدول النامية في تجاوز حقوق الملكية الفكرية وإنتاج أدوية نوعية مقلّدة"جينيرك"Generic رخيصة الثمن لعلاج مرض"الإيدز".
لا إنتاج لأدوية حديثة، ولا تساهل في شروط أدوية رخيصة لعلاج مرض ينتشر مع الفاقة والعوز والفقر المُدقع، وينحر الآلاف يومياً. تلك هي الصورة عن الملاريا في القرن 21، على رغم الضجيج العالي عن التقدم العلمي المذهل وإنجازاته واكتشافاته وابتكاراته. والأرجح أن الفقر واقع أكثر تعقيداً من مجرد انخفاض في أرقام الدخل. ولعل الاضطرابات التي اجتاحت دولاً للاحتجاج على الجوع، وهو أحد أشد الأشكال مباشرة للفقر، تؤيد ذلك.
اللقاح بات... قريباً؟
لا تخلو صورة الملاريا في مطلع القرن ال21 من بعض الالتماعات المضيئة، على رغم القتامة القوية التي تلفها. وحمل"اليوم العالمي الأول للملاريا"مبادرات معنوية مثل المواقع الشبكية المخصصة لجهود مكافحة الملاريا، وخصوصاً تلك التي تربط بين تلك العدوى ووباء الإيدز وحال الجوع. وصُنعت مُدوّنات تفاعلية للتعبير عن تلك الجهود. واستخدمت مجموعة من المنظمات الدولية مواقع مثل"فايس بوك"وپ"ماي سبايس"، للتعبير عن آرائها وللتواصل مع مراكز البحث والعلاج والوقاية وغيرها. ولعل مؤسسة"المبادرة لقاح الملاريا"Malaria Vaccine Initiative التي تُعرف باسمها المختصر"ام في أي" MVI، هي معقد الآمال راهناً. وفي الموقع المخصص لمؤسسة"ام في أي"، يصف الاختصاصي كريستيان لوك تلك المبادرة بأنها الأولى التي تعطي تفاؤلاً فعلياً، لأن وباءً مثل الملاريا لا يمكن مقاومته من دون لقاح فعّال. وفي نبرة تفاؤلية، يبشّر لوك الى قرب التوصّل الى ذلك اللقاح، مُعلناً وصول الجهود في صنعه الى المرحلة الثالثة وهي التطبيق على مجموعة صغيرة من المتطوعين خلال العام الحالي. ويُشدّد على انها المرة الأولى التي تصل فيها بحوث صنع لقاح للملاريا الى هذه النقطة المتقدمة، التي لا تفصلها سوى خطوة وحيدة عن التوصّل الى لقاح يصل فعلياً الى الوقاية من تلك العدوى الرهيبة. ولذا، يشيد لوك بالجهود التي تبذلها شركة"كلاكسوكلاين"ومختبراتها في مؤازرة جهود صنع لقاح الملاريا"معلناً التنسيق معها في التجارب الأولية التي ستتولاها عشرة مراكز نُشرت في مجموعة من الدول الأفريقية. ولا يرى في التغيير المناخي عائقاً أمام تلك الجهود، بل حافزاً على تشديد الإرادة في تحقيقها. ولا تفوته الإشارة الى جهود أخرى في المجال نفسه، ربما رافقت تلك المبادرة. ولعل تلك النبرة التفاؤلية تجد صدقيتها في الأيام المقبلة. إن أخفقت تلك الجهود، فسيكون مريعاً أن يستمر"وباء الفقر"في حصد الأرواح، فيما العلوم الطبية تحقّق تطوراً لا يصيب بإيجابيته إلا أجساد"من يملكون"، ما يعمّق في الإحساس المُمض بالتفاوت المؤلم بين البشر.
[email protected]
معلومات عن الملاريا
تنتشر الملاريا من طريق أنثى البعوض من نوع"أنوفيليس"، الذي يتكاثر في المناطق المدارية حيث يجتمع ارتفاع الحرارة مع الرطوبة العالية. وتنشط تلك البعوضة، التي يتكاثر الطفيلي في جوفها، ليلاً. وتنجذب الى رائحة الدم في الجسم فتغرس خرطومها الحاد في الجلد لكي تمتص غذاءها الدموي وتفرغ محتويات جوفها من طفيليات الملاريا أولاً، ما يوصل العدوى الى الدم مباشرة.
اشتُُقّ اسم المرض بالإنكليزية من المستنقعات، إذ أصاب الرحّالة الأوروبيين الذين ارتادوا تلك الأماكن، وخصوصاً في أفريقيا وآسيا. ولأن المستنقعات تصدر منها رائحة عفّنة غالباً، سمى الأوروبيون المرض الذي أصابهم فيها باسم"الهواء السيئ". ويشير لفظ"مال"Mal إلى"سيئ"، وپ"إر"Air إلى"هواء"، ويعطي اجتماعهما اسم المرض"ملاريا" Malaria. وتعتبر القردة والغوريلا والشمبانزي مخازن طبيعية لطفيلي الملاريا.
تتضمّن أعراض الملاريا الحمى الشديدة المترافقة مع ارتعاش الجسم وأوجاع العضلات والمفاصل، مع الانهاك الشديد. ومن الممكن أن تؤدي تلك الأعراض الى الوفاة، إن لم تعالج بشكل مناسب. ويتخذ المرض شكلاً حاداً، ويتحوّل إلى مرض مزمن يضرب الطحال والكبد.
تسجل أفريقيا النسبة الأعلى في الإصابات، إذ تحصي"منظمة الصحة العالمية"وفاة طفل كل ثلاثين ثانية في دول ما تحت الحزام الصحراوي في تلك القارة. ويزيد من المأساة، ان تلك الدول عينها تُسجّل النسبة الأعلى في إصابات الإيدز، إضافة إلى معاناتها من التصحّر وإفقار التربة والهجرة الداخلية ونقص المياه وغياب العناية الصحية الأساسية وانخفاض مستوى الدخل وارتفاع معدلات الجوع ونقص التغذية وغيرها. وفي انتظار"سراب"اللقاح، تحاول مجموعة من المنظمات الدولية توزيع أغطية نوم"ناموسيات"مُشبعة بمبيد"دي دي تي"على نحو 200 مليون شخص في المناطق الأكثر تعرضاً للعدوى، ما يساهم في إبعاد البعوض عن أجساد النيام.
ويجدر القول أيضاً إن البعوض يطوّر مقاومة للپ"دي دي تي"بسرعة، كما أن كلفة تلك"الناموسيات"، مع الأدوية، تفوق طاقة الكثير من الشرائح الأكثر تعرضاً لعدوى الملاريا.
يتسبّب بالملاريا طفيلي من فئة"بلازموديوم"، الذي ينقسم الى فئات عدّة، يفوق عددها 120 فئة. وتالياً، لا تمثّل الملاريا عدوى وحيدة النوع. ورصد العلماء أربعة أنواع منها على الأقل، تصيب الإنسان. وأُعطُيَت تلك الأنواع أسماء:"فالسيباروم"Falciparum وپ"فايفكس"Vivax وپ"أوفال"Ovale وپ"ملاريي"Malariae. ويميل"بلازموديوم فالسيباروم"الى ضرب الدماغ بقوة، ما يؤدي الى الوفاة بسرعة.
أدى التغيّر المناخي الى تبدّل في مناطق انتشار الملاريا. فمثلاً، ترافق الزوال التدريجي للثلوج عن قمم جبل"كلمنجارو"الى انتشار البعوض في مناطقه المرتفعة، والتي لم تكن ملائمة لعيش تلك الحشرة بفعل البرد الشديد فيها. وهكذا، أدى الإفراط في استخدام الوقود الاحفوري مصدراً شبه وحيد للطاقة في الأزمنة الحديثة، الى تراكم غازات التلوث وارتفاع حرارة الكوكب، فصعدت الملاريا الى حيث لم تكن لتجرؤ على الوصول في أزمنة سابقة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.