بدأ عدد من الدول في دعم المواد الغذائية الأساسية للتخفيف من وطأة ارتفاع أسعارها عالمياً، تفادياً لموجة جوع واضطرابات نبّه إليها أكثر من منظمة دولية وحكومات. إذ اتفق وزراء مال ثماني دول إفريقية اجتمعوا في ساحل العاج، على إنفاق 500 مليون دولار في محاولة لخفض أسعار الأغذية، التي أدت إلى توترات في دول كثيرة. وأوضحوا أن"نصف هذه الأموال ستتجه إلى صندوق طوارئ لتقليص الأسعار، فيما ستُستثمر بقية الأموال في بنك التنمية في غرب إفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة لدعم المشاريع الزراعية المحلية". وأكد وزير المال في ساحل العاج تشارلز كوفي ديبي"ضرورة دعم إنتاج الغذاء لمواجهة الزيادة على الطلب". وفي أميركا اللاتينية، تعهد زعماء أربع دول لاتينية، هي فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا وكوبا، اجتمعوا في كاراكاس، بتأسيس صندوق بقيمة 100 مليون دولار لإنتاج مزيد من المواد الغذائية. وأعلنوا العمل على"دعم أسعار السلع الأساسية، مثل الرز والبقول والقمح في محاولة لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية". ورصدت أفغانستان، التي تعد إحدى أفقر بلدان العالم، 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية من الدول المجاورة، واضطرت الى ذلك نتيجة تضررها بشدة من ارتفاع أسعار الغذاء، وشهدت تظاهرات احتجاجاً. وتعتمد في شكل كبير على واردات القمح والدقيق، وتضررت مع تقييد باكستان التي تواجه مشكلاتها الخاصة بالغذاء، تدفق الدقيق الى جارتها. وعزا المتحدث الرئاسي همايون حميد زاده، الزيادة في الأسعار المحلية الى ارتفاع الأسعار العالمية للسلع الغذائية. وأعلن:"سنتأكد من توافر مواد غذائية كافية في أسواقنا لتجنب أزمات إنسانية". لكن مواطنين أفغان كثراً، لم تؤثر فيهم هذه التصريحات وحملوا الحكومة مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء الضروري. ويذكر ان أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 25 مليون نسمة يعيش تحت خط الفقر. وأوضح برنامج الغذاء العالمي، أن أسعار القمح"ارتفعت في أفغانستان بمعدل وسط 60 في المئة العام الماضي، مع بلوغها 80 في المئة في بعض المناطق". واستبعد"فرص انخفاضها". وقدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو، ان احتياجات أفغانستان الإجمالية من واردات القمح في 2007 ? 2008 ، ب 550 الف طن من بينها 100 ألف معونات غذائية. ولفتت الى أن تقديرها الموقت لإنتاج افغانستان من الحبوب في 2007 ، يزيد على 4.6 مليون طن أي أكثر من متوسط الإنتاج ويزيد على الحصاد الفقير نسبياً في 2006 ، والبالغ 3.9 مليون طن. وأشارت المنظمة الى أن"أرباح زراعة الخشخاش الذي يُنتج منه الأفيون لا تزال أعلى بكثير، على رغم ارتفاع سعر القمح، فضلاً عن ان الحوافز الفورية للمزارعين للتحول الى زراعة المحاصيل قليلة". وتنتج افغانستان 93 في المئة من الإنتاج العالمي للافيون، والذي يصنع منه الهيروين بعد معالجته ويصدر الى أنحاء العالم.