لم يحمل البيان الختامي لمؤتمر "الحوار الفكري الوطني السابع" في السعودية والذي عقدت جلساته في مدينة بريدة عاصمة القصيم،"جديداً"بالنسبة إلى المجتمع السعودي، اذ اكتفى بعرض اللقاءات التحضيرية، وما تمخضت عنه من نقاش، ولم يتضمن توصيات واضحة، أو حتى"رؤى"، على غرار الدورتين السابقتين. لكن بقي الأمل في ان تتحول أهم الاقتراحات التي دوّنت إلى مشاريع في"الاستراتيجية الوطنية للتوظيف"التي أعلنتها وزارة العمل السعودية. ولفت المشاركين ما جاء في نهاية البيان عن ان"المشاركين والمشاركات يرون العمل على تطبيق قرارات مجلس الوزراء الموقر ذات العلاقة بالعمل والتوظيف والتدريب، وتحقيق المواءمة بين مخرجات مؤسسات التعليم والتدريب ومتطلبات سوق العمل، ووضع آلية لتنفيذ ذلك". وعلى عكس لقاءات الحوار الوطني الستة الماضية، اختتمت الدورة السابعة بسخونة، بعدما شهدت الجلسات شبه"انفجار"من وزير التخطيط والاقتصاد الوطني خالد القصبي، رداً على سيل الانتقادات والتساؤلات، ليعلن أن وزارته"ليست جهازاً بوليسياً يطارد الذين لا ينفذون الخطط". وتابع المجتمع السعودي فعاليات الحوار الذي ناقش البطالة وعمل المرأة، إلا ان ليلة أول من أمس كانت مختلفة، اذ شهدت الجلسة السابعة التي عقدت بعنوان:"العمل والتوظيف في خطط التنمية"، حواراً مفتوحاً بين المشاركين ووزير التخطيط. وتركزت مطالبات المشاركين على أهمية إعطاء دور أكبر لبعض فئات المجتمع في وضع الخطط الاستراتيجية والسياسات، مثل الأبناء غير السعوديين من أم سعودية، والتأكيد على تشجيع الاستثمارات الخارجية في المملكة لكونها رافداً واسعاً للتوظيف. وشدد المشاركون على دور الإعلام في إعطاء الصوت لمن لا صوت له، مع أهمية متابعة تنفيذ الخطط والاستراتيجيات في القطاعات المختلفة من وزارة التخطيط، وألا يقتصر دورها على صياغتها، ومشاركة المرأة مع وزارة التخطيط في وضع الخطة الاستراتيجية الوطنية التاسعة. وتطرق المشاركون إلى أهمية تقويم الخطط وتعديلها واستبدالها في حال قصورها، واقتراح خطط طوارئ كبدائل للخطة الاستراتيجية في حال فشلها، وتحدث المؤتمرون عن صعوبة الاستفادة المباشرة من هذه الإحصاءات لأنها لا تحوّل إلى مؤشرات أو أشكال تسهل مقارنتها بغيرها من مثيلاتها في الدول الأخرى، متسائلين عن سبب التفاوت الكبير بين الإحصاءات التي تصدر محلياً وتلك التي تصدر عن الهيئات الدولية. وتضجّر المشاركون من عدم توفير المعلومات المطلوبة في الوقت المناسب والقدر المناسب وبالدقة المناسبة، لافتين إلى ان وزارة التخطيط تعنى بالاقتصاد والتخطيط معاً، لكنها كما يبدو تركز على التخطيط فقط، فلا نسمع لها صوتاً يتدخل بقوة في موضوع الاقتصاد.