أضافت ريبيكا رومي ستاموس الى اسمها عقب زواجها في 1998 من الممثل الأميركي جون ستاموس الى اسمها ثم حذفته وعادت إلى اسمها الأصلي. بعد انفصالهما عنه في 2004. في البداية لم يسمع بها إلا أهل الموضة لأن ريبيكا كانت عارضة أزياء محترفة جميلة جداً، فارعة الطول مشت على خطى كلوديا شيفر وسيندي كروفورد وليندا إيفانجليستا، إلا أنها تمتعت بفارق ملموس عنهن يمكن تلخيصه في كونها عثرت على دور سينمائي غير حياتها المهنية في شكل جذري. وإذا كانت شيفر وپ"التوب موديل"عموماً قد خضن تجربة التمثيل السينمائي إلا انه لا توجد واحدة بينهن، باستثناء ليتيسيا كاستا، جديرة باستحقاق لقب"ممثلة"بالمعنى السائد. فالدليل واضح على اختلاف مهنة التمثيل جذرياً عن عرض الأزياء فوق المسرح وأمام عدسات المصورين، وكان في إمكان رومين الهولندية الجذور والمولودة في الولاياتالمتحدة، أن تلقى مصير صديقاتها نفسه لولا تدخل القدر بشكل مخرج سينمائي أميركي لامع ملقب بپ"خليفة ألفريد هيتشكوك"، هو بريان دي بالما الذي عثر عليها ومنحها بطولة فيلمه"امرأة قاتلة"إلى جوار النجم الكبير أنطونيو بانديراس. كانت ربيكا قد مثلت من قبل ولكن في أفلام لم تعرف النجاح ولم تطلق بطلتها إلى سماء النجومية، كما ظهرت في مسلسلات تلفزيونية خفيفة متقمصة دائماً شخصية عارضة أزياء جذابة توقع الرجال في حبائلها بسهولة. ونجح فيلم"إمرأة قاتلة"وإشتهرت ربيكا وسرعان ما تلقت العروض المغرية أو ظهرت إلى جوار آل باتشينو في فيلم"سيمون"ومايك مايرز في"أوستين باورز رقم 2"وهيو جاكمان في ثلاثية"إيكس مين"ثم روبرتو دي نيرو في"غودسند". فكيف جذبت رومين أصلاً أحد ألمع السينمائيين مثل دي بالما وجعلته يسند اليها بطولة"امرأة قاتلة"وهو دور صعب تطلَّب من صاحبته مهارات فنية وموهبة فذة تتعدى عملية التمثيل البحت لتمتد إلى شجاعة الظهور في لقطات جريئة جداً. هذا ما تحدثت عنه رومين الى"الحياة"إضافة إلى تفاصيل أخرى من حياتها، أثناء زيارتها العاصمة الفرنسية باريس لترويج الحلقات التلفزيونية الجديدة التي تشارك في بطولتها"بيتي الدميمة". أنت نجمة سينمائية مرموقة على المستوى الدولي، فما الذي جعلك توافقين على تولي بطولة حلقات"بيتي الدميمة"في التلفزيون؟ - بدأتُ في التلفزيون قبل أن تخطفني الشاشة الفضية، وأشعر دوماً بحنين الى هذه التجربة الأولى في مهنة التمثيل، غير أن سيناريو مسلسل"بيتي الدميمة"يتميز بمستوى من الجودة في نوعيته تضارع أقوى السيناريوات السينمائية التي قرأتها أو شاركت في بطولتها. ثم أن العمل في التلفزيون أصبح من الأمور المألوفة بالنسبة الى أكبر نجوم ونجمات هوليوود، وآخر دليل على كلامي مسلسل"أضرار"الذي تؤدي بطولته غلين كلوز وهي إحدى أكبر الممثلات الحاليات في السينما. وأنا لا أكتفي بالعمل التلفزيوني بل أعمل أيضاً في السينما، وأخر أفلامي عنوانه"ليك سيتي"الذي سينزل إلى الصالات في العام الحالي. كنتُ قبل إحترافك التمثيل إحدى أشهر"التوب موديل"العالميات، فكيف دخلت هذا الميدان وما هي حكايتك مع الموضة أساساً؟ - ولدتُ وكبرت في مدينة صغيرة في ولاية كاليفورنيا ولم أعرف عن الموضة أي شيْء أكثر مما كنت أراه على شاشة التلفزيون هناك، وكنت أحلم كلما شاهدت نجمات عرض الأزياء وهن يرتدين أجمل الأزياء التي تبتكرها الدور الباريسية مثل كريستيان ديور وإيف سان لوران وجيفانتشي وشانيل، لكنني لم أتخيل لحظة واحدة إمكان دخولي إلى هذا العالم البعيد عني كل البعد. وعندما بلغت الخامسة عشرة وعدتني أمي برحلة إلى نيويورك إذا نجحت في امتحان أخر السنة في المدرسة، وبقيت طوال العام الدراسي أنتظر هذه اللحظة فلم أكن قد رأيت هذه المدينة الضخمة ولا خرجت من قريتي أبداً. ونجحت في الامتحان فتحقق الحلم وقضيت لحظات جميلة في"بيغ أبل"التفاحة الكبيرة كما يسمونها، مع والدتي، وهناك التقيت بالصدفة في القطار رجلاً قال لي ولأمي أنه مصور يحترف التقاط صور الموضة، وعرض علي الوقوف أمام عدسته لأنني، كما قال، جميلة جداً، وفعلت ذلك بموافقة أمي طبعاً، ثم راح الرجل يعرض النتيجة على وكالة كبيرة متخصصة في الموضة، فطلبت مني مديرتها البقاء في نيويورك واحتراف عرض الأزياء والوقوف أمام عدسات مجلات الموضة الكبيرة هناك. إلا أن أمي رفضت العرض وأعادتني معها إلى قريتنا لأكمل تعليمي ولم أستطع فعل شيء سوى الخضوع لأوامرها، خصوصاً أننا كنا نعيش وحدنا في البيت ما جعل علاقتنا حميمة للغاية. حزن والدتي وعادت الوكالة تتصل بنا وتصر على قدومي إلى نيويورك مؤكدة إنها ستباشر تعليمي المدرسي إلى جانب ممارستي مهنة عرض الأزياء. وهذه المرة شعرت والدتي بكوني أرغب فعلاً في خوض التجربة فوافقت وحاولت أن تخفي علي حقيقة شعورها والحزن الذي كان انتابها حينما أدركت إنها فقدتني الى حد ما. ولم أفهم شخصياً هذا الأمر إلا بعدما سافرت إلى نيويورك وباشرت العمل هناك، إذ انتابني الإحساس الغريب نفسه بكوني خطفت من أحضان أمي، وبكيت كثيراً على رغم سعادتي بممارسة عرض الأزياء. وهل تعلمت العرض أم إن الوكالة جعلتك تمارسينه فوراًَ؟ - تعلمته في مدرسة بإشراف الوكالة أسوة بإتمامي تعليمي المدرسي العادي، ثم وقفت فوق المسرح وقدمت الموديلات لحساب الدور الأميركية الكبيرة. ومع مرور الوقت لم أنجح في الدمج بين تعليمي وعملي فتركت المدرسة قبل الحصول على شهادتي الثانوية، لكنني عوضت عن هذا النقص لاحقاً عندما أدركت مدى أهمية العلم في حياة الإنسان ولم أكتف بالشهادة الثانوية بل التحقت بالجامعة ودرست الفلسفة. ما حكايتك مع المخرج بريان دي بالما؟ - مثلت في أفلام سينمائية صغيرة من نوع المغامرات وفي مسلسلات تلفزيونية أميركية ناجحة حيث أديت شخصية عارضة أزياء تدير رؤوس الرجال. وشاهدني دي بالما بالصدفة في حلقة فوق الشاشة الصغيرة في الوقت الذي كان يحضر فيلمه"امرأة قاتلة"، فطلب من مديرة أعماله ترتيب موعد معي علماً أنه كان يفتش عن بطلة لفيلمه من دون جدوى منذ أكثر من سنة. وعندما التقينا فسر لي أنه يبحث عن امرأة جميلة بطريقة غير عادية، قادرة على الحب وارتكاب جريمة في آن واحد بلا تردد أو إحساس بالذنب، وطلب مني ارتجال بعض المواقف ففعلت، ويبدو أنني أقنعته بموهبتي الدرامية فمنحني بطولة الفيلم. والطريف عند دي بالما أنه لا ينظر إليك وهو يحدثك أبداً وكأنه يعجز عن مكافحة خجله الطبيعي، وخصوصاً أمام امرأة جميلة، وهذا شيء غريب بالنسبة الى مخرج سينمائي من طرازه. كيف واجهت اللقطات الجريئة في الفيلم؟ - واجهتها بصعوبة كبيرة لأن دي بالما أصر على كون شخصيتي السينمائية في فيلم"امرأة قاتلة"تتصرف في كل مواقف الحياة بشكل مجرد تماماً من الحياء وأبسط قواعد الأخلاق، فهي تقتل وتمارس الحب وتكذب وتسرق وكأنها آلة وليست امرأة من لحم ودم، وأنا بطبيعة الحال لا أشبهها في حياتي، فسعيت لأتخيل كيف يتسنى ان أتقمص هذه الشخصية بمجرد أن أسمع كلمة"أكشن"أمام الكاميرا، وهنا مكمن الصعوبة. وأعتقد، حسب النتيجة المرئية فوق الشاشة إنني عثرت على الحيلة الذكية التي جعلتني أتغير في غمضة عين، وتتلخص في نسيان نفسي والعودة في عقلي إلى أيام الطفولة، أي النظر إلى كل الأمور على أساس أنها لعبة وحسب. هكذا تخيلت نفسي صبية ألعب بالحياة والموت من دون أن أعرف حقيقتهما. هل تطمعين بمزيد من النجومية بفضل كل الأفلام التي تظهرين فيها؟ - لا، وأعرف إن الشهرة غير سهلة وليست في متناول الجميع، وكم من مبتدئة في التمثيل أو في الموضة وفوق صفحات المجلات لم تنجح في ما بعد، بينما وصلت أنا إلى مرتبة تحسدني عليها زميلاتي السابقات في مهنة عرض الأزياء، بفضل السينما طبعاً. ما أطمع فيه هو شهرة مختلفة وربما أكثر جدية وليس المزيد من النجومية. هل تختارين أدوارك بأسلوب غريزي عفوي أيضاً أم بدافع أخر؟ - أنا أقع في غرام السيناريو أولاً ولا يهمني دوري بالتحديد، لذلك مثلت في عمل جيد مثل"إيكس مين رقم 3"ولكن في دور متوسط الحجم بعدما كنت قد ظهرت تقريباً في كل لقطة من الجزءين الأول والثاني، بينما رفضت البطولة أخيراً في فيلم لم تعجبني حبكته اطلاقاً. ما هي أحلى ذكرياتك المهنية في السينما على رغم مشوارك القصير؟ - فيلم"غودسند"بسبب تضمن حبكته علاقة وطيدة بيني وبين طفل صغير، خصوصاً إنني أعشق الأطفال، ثم إن مخرجه نيكولاس هام عرف كيف يحسن التصرف معي ومع الممثلين عموماً أثناء التصوير خصوصاً الصبي الذي أدى شخصية إبني في الفيلم علماً أن إدارة الأطفال أمام الكاميرا من أصعب ما قد يتعرض له أي مخرج في هذه المهنة. وأعترف بأن الفيلم جعلني أكتشف في نفسي حب التمثيل الدرامي وفتح شهيتي على أداء المزيد من الأدوار غير المبنية على مظهري بل على قدراتي الفنية وحسب، وهذا أروع ما يمكن أن تعيشه ممثلة ما. هل تفكرين في العمل المسرحي؟ - لا لأنني أعتبر نفسي ممثلة سينمائية، والمسرح يخيفني بعض الشيء فأفضل تركه لأصحاب الشهادات من خريجي مدارس الدراما.