ظهرت بوادر "حرب مفتوحة" داخل الحكومة الإيرانية حول سياستها الاقتصادية والمالية، في وقت بدا ان ارتفاع الأسعار يخرج اكثر فأكثر عن السيطرة. وكشف داوود دانيش جعفري وزير الاقتصاد الإيراني الذي أقيل في التاسع من الشهر الجاري، ان خروجه من الحكومة سببه هذه التوترات. كما أرسل وزير العمل محمد جهرومي أمس، رسالة مفتوحة الى الرئيس محمود احمدي نجاد تطالب بعدم تطبيق الإجراءات التي أعلنها حاكم المصرف المركزي طهمسب مزهري للسيطرة على التضخم والارتفاع الهائل لحجم الكتلة النقدية. وكان المصرف المركزي أعلن الخميس، ان معدل الفوائد على القروض المصرفية سيلحق معدلات التضخم الذي بلغت نسبته العام الماضي 18.4 في المئة بحسب الأرقام الرسمية. لكن عدداً من الخبراء جزم بأن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير. وقال جهرومي في رسالته ان"هذه السياسة لا تساعد أبداً في خفض التضخم بل تؤدي الى ارتفاع الأسعار". لكن حاكم المصرف المركزي صرح الى التلفزيون الرسمي مساء السبت، بأن تطبيق هذه الإجراءات"إلزامي". من جهة ثانية، كشفت صحيفة"ذي اوبزرفر"الصادرة في لندن أمس، أن محققين بريطانيين تعرفوا إلى تجار أسلحة بريطانيين زودوا إيران أسلحة، وأثاروا مخاوف مسؤولين في المملكة المتحدة من احتمال أن يكون برنامج طهران النووي حصل على دعم مهم من مصادر بريطانية. وأوردت الصحيفة أن محققي مصلحة الجمارك وجدوا أن سبعة بريطانيين على الأقل تحدوا العقوبات المفروضة على إيران، وزوّدوا سلاحها الجوي و"الحرس الثوري"وحتى برنامجها النووي بأسلحة. واكتشف المحققون أن مجموعة من البريطانيين سعت إلى تصدير معدات لاستخدامها في تحسين أداء الطائرات الحربية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن مصلحة الجمارك تحقق في مزاعم حول استيراد اثنين على الأقل من تجار الأسلحة البريطانيين، معدات للبرنامج النووي الإيراني. وتابعت ان البريطانيين المتورطين بتلك الصفقات يملكون علاقات قديمة بالعالم النووي الباكستاني عبد القدير خان الذي يُعرف بأنه"أبو القنبلة النووية الباكستانية"، واعترف بأنه ساعد كوريا الشماليةوإيران وليبيا في تطوير برامج نووية. في غضون ذلك، نفت إيران اتهامات أميركية وبريطانية بسعيها الى تطوير سلاح نووي، رداً على تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون توحيد الجهود لمنعها من تطوير"قنبلة"، وذلك بتوسيع العقوبات ضدها. وقال محمد علي حسيني الناطق باسم الخارجية الإيرانية ان"موقف الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني حول نشاطات إيران النووية، ليس متوافقاً مع الحقيقة".