استنكرت طهران البيان الختامي الذي أصدره قادة مجموعة الثماني وهاجموا فيه برامجها النووية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني:"من المؤسف ألا تلتفت مجموعة الثماني إلى الجوانب القانونية لبرامج إيران النووية، كتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعاوننا المستمر معها". وأضاف أن"بيان مجموعة الثماني يفتقر إلى الأسس المعترف بها من الناحيتين القانونية والدولية". وأشارت مجموعة الثماني إلى احتمال توقيع مزيد من العقوبات إذا لم توقف إيران برنامج تخصيب اليورانيوم تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن. وأكد الناطق تمسك إيران بموقفها، قائلاً:"لن يكون هناك تعليق لعمليات التخصيب بأي شكل"، مضيفاً:"لكننا سنواصل العمل من خلال القنوات الديبلوماسية من أجل إيجاد تسوية تحافظ على حقوق إيران وتزيل المخاوف الغربية". وقال حسيني إن نائب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي لاريجاني، جواد وعيدي سيلتقي اليوم نائب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، من أجل الإعداد للجولة المقبلة من المحادثات الإيرانية - الأوروبية. ولم يكشف حسيني عن مكان المحادثات التي يرجح عقدها في فيينا أو بروكسيل. في غضون ذلك، أعلن حسيني عزم بلاده أن تبحث مع روسيا في اقتراح رئيسها فلاديمير بوتين حول الدرع الصاروخية الأميركية. وقال:"روسيا طرحت مواقف أذربيجان والعراق وتركيا وهذا الموقف ما زال قيد البحث"، وأضاف أن"إيران ستتابع هذا الموضوع في إطار محادثاتها مع موسكو وستتبادل وجهات النظر مع الجانب الروسي"، معتبراً أن"الروس يرفضون أساساً ما يطرح من قبل أميركا وأنهم قلقون". وعما إذا كان"حان موعد إعادة النظر في العلاقات مع روسيا"، قال:"إيرانوروسيا لديهما مجالات كثيرة للتعاون المشترك". جاء ذلك فيما استنكر حسيني تدشين البحرية البريطانية الغواصة النووية الجديدة"أستوي"، ورأى فيها"تهديداً جاداً للسلام والأمن"الدوليين، واتهمها بأنها تؤدي الدور"الأكثر تخريباً"في الحوار النووي حول ملف طهران. وقال حسيني:"هذه الغواصة الهجومية هي نموذج أول لسلسلة ستستخدمها بريطانيا في السنوات المقبلة، وستشكل في ظل الصواريخ المتطورة المدمرة وأجهزة التجسس تهديداً جاداً للسلام والأمن الدوليين، لا سيما لمنطقة الشرق الأوسط". إغلاق شركة بريطانية جاء ذلك في وقت أُغلِقت فيه شركة بريطانية بعد اتهامها بأنها تحاول بيع كميات يورانيوم من النوع الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية في السوق السوداء إلى إيران والسودان. وذكرت صحيفة"ذي أوبزرفر"البريطانية أن ضباط مكافحة الإرهاب وجهاز الاستخبارات الخارجية أم آي 6 فتحوا تحقيقاً في مؤامرة بريطانية واسعة النطاق لتزويد إيران بمواد يمكن استخدامها في برنامجها النووي. ووُجه الاتهام إلى رجل بمحاولة"نشر أسلحة دمار شامل". وجاء ذلك بعد تحقيقات استمرت لنحو 20 شهراً شاركت فيها وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية أم آي 5 وهيئة الجمارك. وأدت التحقيقات إلى اقتفاء أثر بريطانيين تمكنوا من الحصول على يورانيوم يمكن استخدامه في الأسلحة النووية في السوق السوداء من روسيا. وتوقع المحققون أن تكون كميات من اليورانيوم التي في حوزتهم خصصت للتصدير إلى السودان ومنها إلى إيران. وما زال بعض البريطانيين الذين يُعتقد بأنهم على صلة ب"إرهابيين إسلاميين في الخارج"لا يزالون قيد المراقبة، ويعتقد المحققون أيضاً بأنهم تمكنوا من كشف أول دليل على أن مناصرين لتنظيم القاعدة قادوا مهمات هدفت إلى توفير قدرات ذرية لهم. وأشارت الصحيفة إلى أنها علمت اسم الشركة البريطانية التي قامت بهذه المحاولة ولكنها تحفظت عن ذكره لأسباب قانونية. وأُغلقت الشركة فعلاً. وأعلن روجير بيري رئيس اللجنة البرلمانية التي تراقب تصدير الأسلحة أن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فإن هناك أسئلة مثارة دائماً ليس فقط بالنسبة إلى اليورانيوم ولكن أيضاً معدات خاصة بأسلحة دمار شامل وكيفية السيطرة على ذلك. العلاقات مع نيكاراغوا ووصل رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا إلى طهران في زيارة تستغرق يومين، واستقبله نظيره الايراني محمود أحمدي نجاد الذي أكد له أن"طهران وماناغوا تعملان معاً لبناء نظام عالمي قائم على السلام والعدل". وأوضح أورتيغا أن هذه الزيارة تهدف إلى"تعزيز العلاقات بين البلدين". وتأتي هذه الزيارة رداً على زيارة أحمدي نجاد نيكاراغوا في كانون الثاني يناير الماضي في إطار جولة إقليمية في أميركا اللاتينية، أشاد فيها بحلفائه المناهضين للولايات المتحدة. وتستفيد إيران من دعم فنزويلاونيكاراغوا في نزاعها مع القوى الغربية الكبرى حول برنامجها النووي. وبحسب أحمدي نجاد، فإن الدولتين"لديهما إمكانات مهمة يمكن لكل منهما وضعها بتصرف الآخر في طريق الاستقلال والحرية". وأكد أيضاً أن هناك"رابطاً عميقاً جداً بين إيرانونيكاراغوا منذ الثورة في نيكاراغوا". وأثناء زيارته إلى ماناغوا، وعد أحمدي نجاد بتقديم مساعدة اقتصادية كبيرة لهذه الدولة الصغيرة في أميركا الوسطى، مؤكداً أنهما يواجهان"أعداء مشتركين". وعن احتمال إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة, قال أورتيغا أنه ينبغي"أن تكون هناك علاقات قائمة على احترام متبادل". نشر فكر نجاد على صعيد آخر، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عبد الرضا شيخ الإسلام، إنشاء مجلس لنشر فكر الرئيس واعماله. وعيّن شيخ الإسلام أعضاء المجلس لتحديد ومراقبة نشر فكر أحمدي نجاد وأعماله. ويضم المجلس حوالى 15 عضواً، من بينهم الناطق باسم الحكومة غلام حسين إلهام ووزير الثقافة محمد حسين صفر هاراندي، والمستشار القريب من أحمدي نجاد، مجتبى سماره هاشمي.