رفضت الحكومة السودانية اتهامات تشادية جديدة بدعم المتمردين الذين شنوا هجوماً أمس على بلدة قرب حدودهما المشتركة، في خطوة تهدد بانهيار سادس اتفاق للمصالحة بينهما وقّع الشهر الماضي في دكار، وتزيد الأوضاع الأمنية والسياسية في دارفور وتشاد تعقيداً. وقالت تشاد إن متمردين مناهضين لنظام الرئيس إدريس ديبي"يعملون بأوامر من حكومة السودان شنّوا هجوماً على بلدة في شرق البلاد بعدما عبروا الحدود في انتهاك لاتفاق السلام"الذي وقع الشهر الماضي، على هامش القمة الاسلامية. وقالت وزارة الدفاع التشادية في بيان:"في انتهاك لاتفاقات عدة موقعة، خصوصاً الاتفاق الموقع في دكار عاصمة السنغال، عبرَ المرتزقة الحدود بأوامر من النظام السوداني لمهاجمة بلدة هدي، لكن قوات الحكومة التشادية صدّت العدو الذي فر". وعلمت"الحياة"ان مستشار الرئيس السودانى الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل علّق زيارة كانت مقررة لنجامينا أمس لنقل رسالة من الرئيس عمر البشير إلى نظيره التشادي ديبي لتفعيل اتفاق دكار، ودعوة الأخير إلى زيارة الخرطوم لاستكمال تطبيع العلاقات، وتنشيط المساعي السودانية للمصالحة بين ديبي ومعارضيه. ونفى مسؤول رئاسي سوداني في شدة الاتهامات التشادية الجديدة. وقال ل"الحياة"إن ما يجري في تشاد صراع داخلي لا صلة للسودان به، بل انه سعى إلى التوسط لمعالجته من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. واكد احترام الخرطوم للاتفاق الذي وقعه البشير وديبي الشهر الماضي على هامش القمة الإسلامية، وينص البند الرابع منه على"التعاون لمنع المجموعات المسلحة من استخدام أراضيهم لزعزعة أي من الدولتين"، موضحاً أن حكومته تنتظر مجموعة الاتصال التي أنشأها الاتفاق لإقامة قوة سلم وأمن لضمان مراقبة العمليات وتأمين الحدود المشتركة. ودعا نجامينا الى عدم استخدام السودان"مشجباً لتعليق ازماتها الداخلية"، ونصحها بالتصدي لها"من دون أن تُقحم جيرانها فيها". وكانت خمسة اتفاقات بين الخرطوم ونجامينا وقّعت خلال ثلاث سنوات في ليبيا والسعودية انهارت، واستمرت العلاقة بين الجارين متوترة. ووقع البشير وديبي"اتفاق دكار"الشهر الماضي الذي وصف بأنه اتفاق جديد لسلام"نهائي"، على رغم انه لا يختلف عن الاتفاقات السابقة باستثناء انشاء"مجموعة اتصال مكلفة متابعة وتنفيذ الاتفاق بنية حسنة ومراقبة أي انتهاكات محتملة".