وقع الرئيسان التشادي ادريس ديبي والسوداني عمر البشير ليل الخميس الجمعة في دكار تحت ضغط دولي اتفاق عدم اعتداء بهدف انهاء خمس سنوات من النزاع بينهما. وتعهد السودان وتشاد في الاتفاق "منع كافة انشطة المجموعات المسلحة في الدولتين ومنع استخدام اراضي اي من الدولتين لزعزعة استقرار الدولة الاخرى". ووقع الاتفاق برعاية الرئيسين السنغالي عبد الله واد والغابوني عمر بونغو، بحضور الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مقر الرئاسة السنغالية في دكار. ولا يقدم "اتفاق دكار" الذي وصف مبدئيا بأنه اتفاق جديد لسلام "نهائي"، اي جديد للاتفاقات السابقة باستثناء انشاء "مجموعة اتصال مكلفة متابعة وتنفيذ الاتفاق بنية حسنة ومراقبة اي انتهاكات محتملة". وقالت الوثيقة ان هذه المجموعة التي ترئسها ليبيا والكونغو، ستضم وزراء خارجية هذين البلدين والسنغال والغابون واريتريا وتجمع الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لافريقيا الوسطى والاتحاد الافريقي. ويقضي الاتفاق بأن تجتمع مجموعة الاتصال "مرة كل شهر في احدى عواصم الدول اعضاء المجموعة ويمكنها اذا تقدم اي من البلدين السودان وتشاد بشكوى، ان تدعو الى اجتماع استثنائي". وقال وزير الخارجية السوداني دينغ الور كول ان هذا الاتفاق "يكمل الاتفاقات السابقة التي لا تنص على آليات مراقبة". وفي البنود الاخرى للاتفاق، كرر البشير وديبي "تأكيد احترام تعهداتنا السابقة" بهدف "وضع حد نهائي للخلافات بين بلدينا واعادة السلم والامن في المنطقة". وكان الرئيس السوداني شكك الثلاثاء في دبي بجدوى الاتفاق مشيرا الى خمس اتفاقات اخرى لم تحترم في الماضي، مشيرا خصوصا الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الرياض في ايار/مايو الماضي برعاية المملكة. وقال "بعد الزيارة (الى المملكة) عملنا عمرة انا والرئيس التشادي وصلينا داخل الكعبة ووضعنا يدنا بيد بعض وقلنا اتفقنا والخائن الله يخونه (...) اذا كان الرئيس التشادي لم يلتزم اتفاقا وقع في الكعبة فهل يتوقع التزامه باتفاق يوقع في دكار". من جهته، عبر الجانب التشادي عن تفاؤله في الاتفاق لكنه شكك في حسن نوايا السودان. ووقع "اتفاق دكار" بعد ساعات فقط على اتهامات وجهتها حكومة نجامينا الى الخرطوم، بشأن هجوم جديد يعده المتمردون التشاديون. وقالت الحكومة التشادية ان السودان "اطلق الاربعاء ارتالا عدة من المرتزقة المدججين بالسلاح ضد تشاد عبروا الحدود عند بلدة مدينة" شمال بلدة ايدي الحدودية. وردت الخرطوم على اتهامات نجامينا، مؤكدة انها "محض خيال"، بينما نفى زعيم المتمردين التشاديين محمد نوري الهجوم. ولم يؤكد الجيش الفرنسي الذي يتمتع بوجود كبير في تشاد الهجوم، ولا القوة الاوروبية المنتشرة في شرق تشاد. وبدأ اللقاء الخميس بين البشير وديبي في جو من التوتر بعد الاتهاكات التشادية وارجأ توقيع الاتفاق الذي كان مقررا الاربعاء الى الخميس، بسبب اصابة الرئيس السوداني "بصداع". وأكد مسؤول في القصر الرئاسي السوداني ل"الرياض" أمس إن بلاده ملتزمة بتنفيذ الاتفاق والاتفاقيات السابقة في الرياض وطرابلس واتفاق الخرطوم الاطاري، وأضاف من اجل التنسيق الكامل لهذه الاتفاقيات ناشد الرئيسان المجتمع الدولي وكل من ليبيا والسنغال والكنغو والجابون والاتحاد الافريقي بهدف ضمان ومراقبة العملية السلمية المشتركة لتأمين الحدود بين البلدين.