عقد الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي لقاء قمة بينهما في دكار أمس، حضره الرئيس السنغالي عبدالله واد والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد إرجائه بسبب ما قال واد إنه"صداع"ألمّ بالبشير فيما أكدت الخرطوم أنه خلاف على مسودة جديدة لاتفاق مصالحة مع نجامينا. وقبل انعقاد القمة بساعات، اتهمت نجامينا الحكومة السودانية بتحريك رتل من المتمردين التشاديين الذين تستضيفهم في أراضيها، ما نفته الخرطوم واعتبرته"محض خيال"، كما أعلنت القوة الاوروبية في تشاد"يوفور"أن الوضع على الأرض هادئ. وقالت الحكومة التشادية في بيان إن السودان"أطلق الأربعاء أرتالاً عدة مدججة بالسلاح ضد تشاد. وهؤلاء المرتزقة عبروا الحدود عند بلدة مدينة". وأضافت أن"هذا الانتهاك الجديد للتراب الوطني يأتي في وقت تعقد فيه بمبادرة من الرئيس السنغالي وبدعم من المجتمع الدولي وساطة نهائية بين تشاد والسودان على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي". وأشارت إلى أن"هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها السودان على تشاد عندما تكون هناك مبادرات مماثلة لإعادة إحلال السلام بين البلدين". وأملت في"أن يتخذ المجتمع الدولي هذه المرة كل الإجراءات اللازمة لردع السودان في محاولته الجديدة هذه لزعزعة استقرار تشاد". وردت الخرطوم على اتهامات نجامينا. وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السماني الوسيلة إن الاتهامات التشادية"محض خيال". وأضاف:"يمكنني أن أؤكد لكم أن هذا محض خيال. لقد أغلقنا بالكامل حدودنا أمام هذه الحركات. وليس لدينا أي حركة معارضة تشادية داخل السودان". وأشار إلى أن"هناك مشكلة داخلية في تشاد، وهذا ما يتعين على الحكومة التشادية جدياً أخذه في الاعتبار"، مؤكداً نية بلاده التوصل إلى اتفاق بهدف"إظهار النية الحسنة في تطبيق اتفاق طرابلس"للسلام. وأكد مراقب ميداني للوضع العسكري في تشاد أن"مجموعة"من المتمردين اجتازت الحدود ودخلت منطقة مدينة التشادية. وقال طالباً عدم كشف هويته:"رصدنا عبور 25 شاحنة بيك-اب، ولكن يبدو أن هناك المزيد". لكن زعيم الائتلاف الرئيسي في التمرد التشادي الجنرال محمد نوري نفى شن أي هجوم جديد، متهماً حكومة نجامينا بالبحث عن"ذريعة"لعدم توقيع اتفاق السلام مع السودان. غير أنه قال:"حتى وان كنا لم ننتقل إلى الهجوم بعد، فالحرب ستستمر ما دمنا لم نحقق هدفنا إطاحة ديبي". وأعلن المسؤول الثاني في جهاز الإعلام التابع لوزارة الدفاع الفرنسية الجنرال كريستيان باتيست أن القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد"لم ترصد حتى الآن"مجموعات من المتمردين التشاديين آتية من السودان. وكانت قمة الرئيسين السوداني والتشادي ارجئت بسبب غياب البشير. وقال واد للصحافيين:"تلقيت اتصالاً هاتفياً من البشير الذي قال لي آسف جداً لأنني قمت بجولة طويلة وأعاني من صداع، ولذلك لا يمكنني القدوم". وكشف السماني الوسيلة الذي يرافق البشير في دكار أن وفد حكومته تلقى في وقت متقدم من ليل الاربعاء ورقة من الوسيط السنغالي تحوي بنوداً جديدة للمصالحة مع تشاد تختلف عن البنود التي تضمنتها الاتفاقات الخمسة السابقة، ما جعلها غير مقبولة. وأشار أن"الوفد أخضع بنود الاتفاق للدراسة ورفع تحفظاته فى شأنها إلى الرئيس السنغالي". وقال:"جئنا إلى المبادرة السنغالية بقلب وعقل مفتوحين. ولكن لا يعني ذلك أن تملى علينا بنودها إملاء، والسودان لا يقبل أي ضغوط تمارس عليه من أي جهة كانت، بما يطعن في أمنه واستقراره، خصوصاً أننا التزمنا كل الاتفاقات الموقعة مع الرئيس التشادي".