قال رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع إنه لمس في جولته الأميركية تصميماً على مساعدة لبنان وقيام الدولة القوية، لافتاً إلى أن"المراهنين على تغيير السياسة الأميركية بتغيير الإدارة الراهنة هم على خطأ". وشدد جعجع على أن"موقف الإدارة الأميركية واضح تماماً لناحية رفض توطين الفلسطينيين في لبنان، على عكس الموقف الإسرائيلي، لأن الأميركيين مدركون جيداً وضعية لبنان"، مطالباً ب"تشكيل لجنة دولية مستقلة تهدف إلى البحث عن المفقودين في السجون السورية". ونفى جعجع أن تكون الأكثرية رفضت دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار، لافتاً إلى أن"أي حوار سيحصل يجب أن يكون في قصر بعبدا وبإشراف الرئيس الجديد". وقال جعجع في مؤتمر صحافي أمس: إن موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية ليس ساقطاً غفوة أو نسوة"، مشيراً إلى أن"أي وطن قبل تحديد حدوده الواضحة والنهائية لا يكون وطناً، وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة قامت بجهود عدة وحثيثة لناحية ترسيم حدود لبنان في شكل نهائي وواضح مع سورية، لكن هذه المحاولات فشلت"، منتقداً"جيران لبنان من جهة وتواطؤ بعض الداخل من جهة أخرى"لعدم ترسيم الحدود. وتابع جعجع:"ليس هناك من وطن جدي وفعلي مع وجود قواعد عسكرية أو استخبارية غريبة على أرضه، فضلاً عن موضوع المخيمات الفلسطينية في قوسايا وحلوة والسلطان يعقوب والناعمة". وأضاف جعجع:"لا وطن في غياب القرار الاستراتيجي الداخلي"، منتقداً من"يعتبرون أن لبنان لا يجوز له اتخاذ مبادرات في السياسة الخارجية ولا سياسة خاصة به، ويجب أن يكون قراره في سورية وإلا يكون إمبريالياً استعمارياً وصهيونياً". وعن المحكمة الدولية، قال إن"أهمية المحكمة ليست فقط في اكتشاف مَن اغتال الرئيس رفيق الحريري ومَن كان وراء كل أعمال الاغتيال منذ ذلك الوقت حتى الآن، فأهميتها ستكون بأنها ستلقي الضوء على ال30 عاماً المنصرمة من تاريخ لبنان". وأشار جعجع أيضاً، إلى أنه طرح خلال جولته الأميركية موضوع مزارع شبعا. وقال:"شرحت في الأممالمتحدة ولدى الإدارة الأميركية كيف تتعاون سورية وإسرائيل ولو في شكل غير مباشر على تعطيل عودة مزارع شبعا إلى لبنان". وأوضح:"إسرائيل تقول إنها لا تستطيع إعادتها إلى لبنان لأنها ليست لبنانية ولأنها أخذتها من السوريين. والسوريون لا يقبلون توقيع محضر مشترك مع الحكومة اللبنانية يثبت لبنانية مزارع شبعا، والعملية مجمّدة عند هذا الحدّ". وأشار إلى أن"الحل الموجود هو ما اقترحته الأممالمتحدة وتبنته الحكومة اللبنانية، والذي يقضي بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا في مرحلة أولى ومن ثم توضع المزارع تحت إشراف الأممالمتحدة. والإدارة الأميركية تسير في هذا الحل حتى النهاية، لكن توقيت تطبيقه خاضع للظروف في الشرق الأوسط". وتطرق جعجع إلى موضوع الأسرى في السجون السورية والإسرائيلية. وقال:"بالنسبة إلى من هم في السجون الإسرائيلية، سمعنا جواباً بسيطاً من كل الدوائر وكان محرجاً بالنسبة إلينا وهو أن"حزب الله"يتفاوض مع إسرائيل في هذا الشأن، ما يعني ان لا سبب لتطرحوه انتم طالما هناك مفاوضات في شأنه. ونحن أجبنا أن هذه المفاوضات تجرى خارج اطار الدولة اللبنانية ولا تعنينا ونعتبرها كأنها غير موجودة ونود المطالبة بالأسرى في شكل شرعي وقانوني كما نطالب بالأسرى الآخرين". وأضاف:"اما بالنسبة الى الاسرى في سورية، فقررنا أن نتطرق الى الموضوع من زاوية: بما ان هؤلاء مواطنون لبنانيون خطفوا على اراض لبنانية من قبل السلطات السورية فهذا الأمر يشكل خرقاً للسيادة اللبنانية وانتهاكاً للقرارات الدولية من ال 1559 الى 1701 ويمكن انطلاقاً من هذه النقطة طلب تشكيل لجنة دولية مستقلة بهدف البحث عن هؤلاء المفقودين وتحديد مصيرهم واسترجاع من لا يزال منهم على قيد الحياة وهذه اللجنة تشكل بقرار من مجلس الامن. وقد تركنا هذا الاقتراح في الاممالمتحدة وطلبنا من الادارة الاميركية مساعدتنا في الاممالمتحدة مع الدول الاعضاء في مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار في هذا الشأن". وشدد جعجع، من ناحية أخرى، على أنه"لا يمكن ان نأمل بأي استقرار في الشرق الأوسط، وخصوصاً في لبنان من دون حل للقضية الفلسطينية".