نقل رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون"استياءه الشديد"من الفراغ الرئاسي في لبنان، وقال بعد لقائه المسؤول الدولي في نيويورك في اطار جولته في الولاياتالمتحدة الاميركية ان بان في"حيرة مدهشة"ولا يستطيع أن يستوعب كيف أن بلداً لديه مجلس نواب والنواب لا يذهبون لكي ينتخبوا رئيساً للجمهورية. ونقل جعجع عن بان قوله:"إن الخطوات التحضيرية في شأن المحكمة الدولية تسير على قدم وساق وكل شيء جاهز. ولكن المطلوب هو الوقت من أجل التوسع في التحقيقات لكي تقدم ما هو مطلوب منها. والتحقيقات طبعاً تسير في شكل جيد ولكن يجب دفعها أكثر إلى الأمام". واكد جعجع أن"ما من أحد يمكنه أن يتلاعب في هذه المحكمة، وقضاة المحكمة هم من جميع أنحاء العالم ومن جنسيات مختلفة وفريق المحققين يتضمن ما لا يقل عن 100 قاضٍ أساسي من أكثر من 30 دولة مختلفة، لذا لا أحد يملك قدرة التأثير في ما سيصدر عن المحكمة الدولية. هذه محكمة دولية بكل ما للكلمة من معنى ونحن على ثقة بأحكامها. فإذا قالت المحكمة أن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال رفيق الحريري وجبران التويني وبيار الجميل سنرضى بهذا الحكم". وكشف جعجع عن ان بان طرح عليه سؤالاً يتعلق"بما ننتظره من القمة العربية التي ستعقد في دمشق"، وقال:"أجبته، يا للأسف، نحن لا ننتظر شيئاً مهماً. نحن نعرف الدور الذي يلعبه النظام السوري في جميع الجوانب السرية التي تحصل في لبنان. لذا يجب ألا ننتظر أن النظام الذي يلعب هذا الدور والقمة التي تحصل في عاصمة هذا البلد قد تنتج منها أمور إيجابية. من جهة أخرى، قلنا للأمين العام أنه عندما سيتم طرح موضوع حضور لبنان في القمة العربية موقفنا سيكون واضحاً. لا يجب على لبنان أن لا يحضر القمة في دمشق". وأشار جعجع الى ان"لبنان لم يقاطع أبداً أي قمة عربية، لكن هذه القمة بالذات لا يمكننا حضورها في دمشق في الوقت الذي لا تعترف دمشقبلبنان دولة ولا بشعبه الذي لديه المئات لا بل الآلاف من الأسرى والمفقودين الذين لا ندري ما هو مصيرهم". وكرر جعجع اتهامه سورية ب"عمليات الاغتيال الحاصلة في لبنان وهذا الاتهام سيظل قائماً حتى إشعار آخر". وحضر اللقاء مع بان، مبعوث الاممالمتحدة الخاص لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، الى جانب وزير السياحة اللبناني جو سركيس والنائب ستريدا جعجع. وذكر المكتب الاعلامي لجعجع ان الاخير أكد لبان"أن حل القضية الفلسطينية هو مدخل فعلي للمساعدة في حل الكثير من قضايا الشرق الاوسط، انما ذلك لا يعني أننا سنجمد كل قضايا المنطقة وخصوصاً قضايا لبنان حتى تجد القضية الفلسطينية حلاً لها". وقال جعجع:"نكنّ للشعب السوري مشاعر طيبة وليس لدينا أي كراهية أو بغض ونحن على يقين انه في نهاية المطاف لبنان وسورية دولتان متجاورتان تريدان أن تعيشا التاريخ بأكمله سوية". رافضاً في المقابل"الواقع الذي يحاول ان يفرضه علينا النظام السوري الراهن من خلال عدم الاعتراف بوجود لبنان، وذلك يبدو واضحاً من خلال امثلة عدة منها مشكلة مزارع شبعا التي هي مهمة بالنسبة إلينا لأسباب فعلية ورمزية، ولكن النظام السوري، عن سابق تصور وتصميم يؤخر ترسيم الحدود خصوصاً عند نقطة مزارع شبعا حتى لا يكون هناك إمكان للبنان لتسلم هذه المزارع الامر الذي نرفضه في شكل قاطع". واقترح جعجع على المسؤول الدولي أن تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا وتحل مكانها قوات الأممالمتحدة، معتبراً ان لهذه الخطوة تأثيراً في مجرى الاحداث في لبنان والوضع في الشرق الأوسط بمجمله. وحين سئل جعجع عن علاقته السابقة بإسرائيل وانكاره ماضيه، رد قائلاً:"تعرفون أن لبنان كان في حال حرب منذ عام 1975 حتى عام 1990. والجميع كانت لديه علاقات بالآخرين. أنا شخصياً قطعت علاقات"القوات اللبنانية"بإسرائيل". وعما اذا كان يعتبر إسرائيل عدواً، قال جعجع:"نحن ننظر إلى علاقاتنا بإسرائيل كما تنظر إليها الحكومة اللبنانية. نحن جزء لا يتجزأ من الحكومة اللبنانية والجامعة العربية". ونبه جعجع رداً على سؤال الى ان"أي تلاعب باتفاق الطائف عمل خطير، يجب أن نأخذ الطائف كما هو بغض النظر إذا صنع الطائف في الطائف أو في برمانا في لبنان. أن المس باتفاق الطائف من أي زاوية كانت سيجر حتماًَ إلى المس باتفاق الطائف من زوايا أخرى، فلنبق في هذا الموضوع الجوهري والأساسي من دون مزايدات سياسية فهو لا يحتمل استعماله بشكل ديماغوجي، أي تلاعب باتفاق الطائف يمكن أن يجر كوارث كبيرة على لبنان". وعما اذا كان يتوقع تعديلاً حكومياً قريباً، دعا جعجع الى انتظار مؤتمر القمة،"إما أن تسفر المبادرة العربية عن نتيجة إيجابية، أي انتخابات رئاسية وهذا ما اتمناه ولكن يا للأسف ليس هناك من حظوظ في التوصل إلى نتيجة، وإما إذا لم ننتخب رئيساً تكون المبادرة العربية فشلت وفي هذه الحال علينا في الأكثرية أن نبحث في الاحتمالات المتاحة امامنا. لدينا احتمالان أو ثلاثة من بينها إجراء التعديلات اللازمة على الحكومة حتى تصبح ممثلة ومتوازنة ومتينة من كل جوانبها كي تتمكن من أن تحكم في هذه المرحلة الانتقالية حتى نتوصل إلى وضعية نستطيع فيها انتخاب رئيس للجمهورية". ودافع جعجع عن"الحكومة الحالية"التي وصفها بانها"حكومة حرة". والتقى جعجع الجالية اللبنانية في عشاء اقامه على شرفه الدكتور ادغار الشعار في نيويورك حضره سفير لبنان في الاممالمتحدة نواف سلام.