افتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس معرض الأسلحة والتقنيات الدفاعية "سوفكس 2008" الذي يقام في قاعدة جوية قرب عمّان بمشاركة أكثر من 55 بلداً، بحضور قادة جيوش غالبية البلدان المشاركة وعدد من رؤساء الأركان. وشهد المشاركون عروضاً عسكرية نفذتها القوات المسلحة الأردنية والوحدات الخاصة، تضمنت عملية اقتحام لطائرة مدنية خطفها إرهابيون مفترضون. وتعرض نحو 300 شركة من مختلف أنحاء العالم أحدث الأنظمة الدفاعية والتقنيات العسكرية المتنوعة في الدورة السابعة للمعرض الذي يعتبره المسؤولون الأردنيون"أبرز تجمع من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وسبق افتتاح المعرض رسمياً مؤتمر لقادة العمليات الخاصة حضره رئيس مجلس إدارة"سوفكس"الأمير فيصل بن الحسين ممثلاً عن العاهل الأردني الذي وجه رسالة إلى الحاضرين أعرب فيها عن أمله في"أن يوفر المؤتمر فرصة لتبادل التجارب بين البلدان المختلفة لتعزيز الأمن ومواجهة التحديات الجديدة التي تواجه البشرية". ورأى أن"تعزيز القدرات العسكرية ليس كافياً لمواجهة ظاهرة الإرهاب، بل يعد واحداً فقط من العناصر المطلوبة للتغلب على هذه الظاهرة"، مشيراً إلى"أهمية فهم الدوافع وراء الإرهاب والقضاء على مسبباته". وشدد على ضرورة"العمل معاً لهزيمة العدو المشترك والفوز في الحرب على الإرهاب". وقام العاهل الأردني بعد مراسم الافتتاح أمس بجولة على عدد من الأجنحة في المعرض، بينها"جناح مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير"الذي ضم صناعات عسكرية ودفاعية ومدنية يتم تطويرها داخل الأردن، كما زار الجناح الروسي الذي يضم أكثر من 340 صنفاً من نماذج الأسلحة والعتاد العسكري. وقال ناطق باسم الهيئة الحكومية الروسية للتعاون العسكري الفني ل"الحياة"إن"موسكو تعوّل على توسيع تعاونها العسكري مع الأردن وإستقطاب بلدان أخرى من خلال معروضاتها لتنشيط التعاون". ولفت إلى أن زيارة الملك عبدالله إلى الجناح الروسي"لها دلالات مهمة"في ما يخص إهتمام عمّان بتطوير التعاون مع موسكو الذي تلقى خلال السنوات الماضية دفعة قوية. وخص عبدالله الثاني الصحافيين الروس المشاركين في تغطية فعاليات"سوفكس"بحديث قصير بعد جولته شدد فيه على حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع موسكو في مختلف المجالات، وقال إنه ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو قبل أسبوعين مع الرئيس فلاديمير بوتين سبل دفع التعاون في المجالات المختلفة بما فيها العسكرية، لافتاً إلى أن الطرفين"لديهما قرار مشترك"في هذا الشأن. وتحدث عن المشروع الروسي - الأردني لتطوير النظام الصاروخي المضاد للدبابات والدروع"ار بي جي"وإنتاج نسخة منه خاصة لاستخدام الجيش الأردني أطلقت عليها تسمية"هاشم"، مشيراً إلى ارتياح بلاده"للعمل المشترك، ونأمل في تسريع وتيرة هذا المشروع وبدء إستخدام هذا السلاح في القوات المسلحة الأردنية". وأعرب عن ارتياحه للقاء الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيديف، معرباً عن أمله بأن تشهد علاقات عمّان وموسكو خلال عهد الأخير إستمراراً للتطور. وقال:"أدركت أنه مطّلع تماماً على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا، وأيضاً على برامج التعاون العسكري بين الأردنوروسيا، كما أنه على اطلاع جيد على الوضع في المنطقة. لذلك، فهو يتطلع إلى تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة في البلدين". وكان مدير"مركز الملك عبدالله الثاني للتطوير والتصميم"مؤيد السمّان أبلغ"الحياة"أن بلاده متهمة بتنويع مصادر تقنياتها العسكرية لتشمل الشرقية منها والغربية. وأشاد ب"التعاون المتميز مع روسيا"، لافتاً إلى أن التجارب النهائية التي أجريت أخيراً على النظام الصاروخي المطور"هاشم"كانت"إيجابية". وقال إن بلاده ستبدأ العمل قريباً مع الروس لبناء مصنع مشترك في الأردن لصناعة هذا الطراز من الأسلحة في شكل مشترك بهدف استخدامه في الجيش الأردني وتسويقه في المنطقة العربية.