تتجه أنظار شركات الأسلحة الدفاعية ومعدات الوحدات الخاصة من مختلف أنحاء العالم، في هذه الأيام، إلى العاصمة الأردنية حيث يفتتح يوم غد الثلثاء معرض "سوفيكس 2008"، أضخم المعارض الدولية المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والمعرض الذي يقام في قاعدة جوية قرب عمان هو السابع من نوعه منذ العام 1996، عندما أطلق فكرته الأولى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عندما كان قائدا للعمليات الخاصة في الجيش الأردني. وزادت أهمية المعرض بشكل فاق كل التوقعات مع تفاقم ظاهرة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة وزيادة التعقيدات في المنطقة التي تستأثر بنسبة 60 في المئة من الطلب العالمي على الأسلحة والمعدات العسكرية والدفاعية وتقنيات الوحدات الخاصة والأمن، بحسب القائمين على تنظيم"سوفيكس 2008". ما يعني أن المعرض يستهدف"سوقا ضخمة، يزيد إقبالها على التسلح عاماً بعد عام"، ويتحول المعرض إلى"فرصة فريدة لعرض منتجات كبريات الشركات العالمية"، كما يقول عامر الطباع المدير العام للمعرض. ونتيجة لذلك، تمت دعوة حوالي 300 من كبريات شركات الأسلحة العالمية من 55 بلدا لعرض منتجاتها بزيادة كبيرة"في البُعدين الأفقي والعامودي لجهة العدد ونوعيات الأسلحة والتقنيات المعروضة"، كما اوضح مدير التوجيه المعنوي في الجيش الأردني العميد محمد الرقاد. ويركز"سوفيكس 2008"على تقنيات القوات الخاصة ووحدات التدخل السريع المعروفة في غالبية بلدان العالم باسم"وحدات النخبة". وتشمل معروضات هذا العام آليات نقل للأفراد ونظم الاتصالات ومعدات الرؤية الليلية وأنظمة الملاحة والأسلحة الدفاعية المضادة للدروع والآليات وتقنيات الانتشار السريع، إضافة إلى التقنيات العسكرية اللازمة لسلاح الجو وقوات الإنزال السريع، وطائرات العمليات الخاصة. وجذب المعرض الحالي اهتمام بلدان لم تكن شاركت في دوراته السابقة، ما اعتبره القائمون على المعرض تطوراً مهماً يعكس تحول"سوفيكس"إلى أبرز معرض متخصص في المنطقة. إذ ظهرت أجنحة لبلدان مثل كوريا الجنوبية وفنلندا وهولندا والنروج، فيما زادت مساحة مشاركة الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وألمانيا وبلدان أخرى أضعافاً عدة. وتحتل قاذفات"آر بي جي"المطوّرة المضادة للدبابات، والقذائف الهجومية من طراز"آر أش غي"مكاناً مهماً في الجناح الروسي،علما أن موسكووعمان وقعتا، سابقا، اتفاقا لتطوير أنظمة صاروخية محمولة على الكتف تعد تطويرا لقاذفات"آر بي جي". واتفق الطرفان على الشروع بإنتاج مشترك للنسخة المعدلة التي تحمل إسم"هاشم"، خصيصا لاستخدام الجيش الأردني. وأبلغ"الحياة"مسؤول في مؤسسة"بازالت"التي تنتج نظام"آر بي جي"أن عمّان وموسكو ستجريان خلال أعمال المعرض الحالي عرضا تجريبيا لنسخة"هاشم"المعدلة. وأبرز ما يميز"سوفيكس"أن المعرض لا يقتصر على تقديم نماذج الأسلحة والمعدات الأجنبية، إذ يشارك فيه بقوة مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، وهو مؤسسة ضخمة تضم أكثر من 15 شركة لإنتاج معدات وتقنيات مختلفة بينها تقنيات الكترونية ومعدات لتطوير الآليات الخفيفة والأنظمة الدفاعية المختلفة. ويدير المركز مصانع عدة. ويهدف المركز، كما يشير يوسف العيطان احد المسؤولين فيه إلى تحويل الأردن"قاعدة في منطقة الشرق الأوسط للصناعات الخفيفة والتحويلية"لتلبية متطلبات الدفاع المدني والوحدات الخاصة وغيرها من المناحي الأمنية. ولا يقتصر تميز"سوفيكس 2008"عن دوراته السابقة بزيادة حجم المشاركة الدولية فحسب، إذ سعت عمان إلى تحويل المعرض تظاهرة ضخمة يشارك فيها هذه السنة عدد من رؤساء الدول وقادة الجيوش والأركان ومسؤولين رفيعين من بلدان عدة.