أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جلسة محادثات مطولة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ركز خلالها الطرفان على سبل التوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سورية والجهود المطلوبة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط. وبحث الطرفان خلال اللقاء مجالات تعزيز التعاون بين موسكووعمان في الاتجاهات المختلفة وخصوصاً في مجال الطاقة. واستهل بوتين المحادثات التي جرت في مقره قرب موسكو بالتأكيد على تقدير بلاده «المساهمة الكبيرة للأردن في تسوية القضايا الصعبة في الشرق الأوسط». وأشاد بالجهود الشخصية للملك الأردني على هذا الصعيد. وقال بوتين إن علاقات «الصداقة والتفاهم التي تربط روسيابالأردن منذ وقت طويل تسمح لنا بتعزيز العمل المشترك ليس على صعيد التعاون الثنائي وحسب بل والإسهام بمناقشة القضايا المستعصية في المنطقة كلها». واعتبر العاهل الأردني زيارته لروسيا «خطوة إضافية لتأكيد متانة العلاقات الشخصية معكم (بوتين) وعلى التعاون الفعال بين البلدين». وأعرب عن أمله بأن تتيح زيارته فرصة لبحث سبل التسوية السياسية التي يأمل الطرفان في التوصل إليها في سورية. وعلى رغم الأجواء الإيجابية التي طغت على اللقاء لكن مصدراً روسياً تحدثت إليه «الحياة» أشار إلى نقطة خلافية رئيسية بين البلدين لم يعرف ما إذا كانت طُرحت خلال اللقاء المغلق. فالخارجية الروسية كانت أعربت عن قلقها أخيراً بسبب معطيات تحدثت عن عمليات تدريب تجرى على الأراضي الأردنية لمعارضين سوريين بإشراف خبراء عسكريين أميركيين. كما أشارت موسكو إلى توافر معطيات عن استخدام الأراضي الأردنية لتزويد معارضين سوريين في جنوب البلاد بالسلاح. وحذرت موسكو أكثر من مرة من محاولات استخدام الدول المجاورة لسورية للقيام بتدخل عسكري مباشر أو غير مباشر في سورية. وكان الكرملين مهد للقاء بالتأكيد على اهتمام موسكو بمواصلة تنسيق مواقفها مع عمان حيال القضايا الأساسية في المنطقة وخصوصاً ملفا سورية والتسوية في الشرق الأوسط. كما أشار إلى أن «ملفات التعاون العسكري بين الأردنوروسيا ستشغل حيزاً مهماً من المحادثات، خصوصاً على صعيد «المشاريع المشتركة في مجال التقنية المتطورة بما في ذلك الاستخدام السلمي للطاقة الذرية والتقنيات العسكرية». وكانت شركة «روس آتوم» المتخصصة في مجال الطاقة الكهروذرية فازت في مناقصة العام الماضي لإنشاء أول محطة تعمل بالطاقة الكهروذرية في الأردن. كما يخوض البلدان منذ سنوات نقاشات لتطوير التعاون في مجال الصناعات العسكرية، أسفرت عن إطلاق برنامج مشترك لصناعة قاذفات متطورة من طراز «آر بي جي» في الأردن لتلبية حاجات القوات المسلحة الأردنية وللقيام بتصدير مشترك إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك أبدى الأردن اهتماماً بإطلاق صناعة مشتركة لقطع غيار مروحيات ومنظومات «كورنيت» المضادة للدروع على أراضيها بترخيص روسي.