تتجه أنظار الشارع الرياضي مساء اليوم صوب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض إذ يقام هناك النهائي الكبير على كأس الأمير فيصل بن فهد بين الهلال والنصر في مباراة من الوزن الثقيل جداً ليس لأنها مباراة ختامية فحسب، بل لأن طرفي النهائي هما قطبا المنطقة الوسطى، لذا سيكون اللقاء مختلفاً ويحمل في طياته الشيء الكثير من الإثارة والندية عطفاً على التنافس الذي يجمعهما، ودائماً ما تكون مواجهات الفريقين مليئة بفنون اللعبة إلى جانب الحضور الجماهيري الكثيف الذي يميز مبارياتهما. جاء تأهل الطرفين إلى المواجهة الختامية عن جدارة واستحقاق على رغم أنهما بلغا نصف النهائي عبر المركز الثاني في مجموعتيهما، إلا أن الوضع اختلف تماماً في مرحلة الحسم حيث أقصى النصر الشباب بركلات الترجيح، فيما أزاح الهلال حامل اللقب الأهلي على أرضه وبين جماهيره بهدف من دون رد. المباريات الختامية ذات رونق آخر وطابع مختلف لا يعترف بأي فرضيات تسبق صافرة البداية الفعلية، ودائماً ما يكون الإعداد النفسي أهم بكثير من التركيز على رصد المكافآت التحفيزية، واتفق المدربان على إغلاق التدريبات وإخفاء معالم التكتيك الفني، وكلا المدربين يملك عناصر الكسب متى ما أحسنا انتقاء التشكيل الأمثل وتعاملا بصورة جيدة مع قدرات اللاعبين. الهلال يتطلع إلى حصد البطولة الثانية في الموسم الحالي بعد أن ضم كاس ولي العهد إلى خزائنه، ويبدو أن المدرب الروماني كوزمين في حيرة كبيرة حيال تحديد أسماء اللاعبين الخمسة الذين سيستعين بهم لدعم صفوف الاولمبي بحسب لوائح وأنظمة البطولة، لأن الفريق ينتظره مباراة أخرى في غاية الأهمية لتحديد مصيره في المنافسة على بطولة الدوري حيث يلاقي الشباب يوم السبت المقبل في مباراة مهمة جداً، ما يجعل كوزمين يسعى للتوفيق بين المباراتين بحسب الأهمية وعدم المبالغة برمي الأوراق الرابحة كافة في مباراة اليوم، ومن المنتظر أن يبعد قائد الفريق ياسر القحطاني على رغم جاهزيته البدنية وادخاره لمباراة الشباب، وعلى رغم ذلك لدية أسماء قادرة على تعويض أي غيابات متى ما أشرك المحترف الليبي طارق التايب والبرازيلي تفاريس فهذا الثنائي يملك من الخبرة ما يكفي لقيادة الفريق إلى منصة التتويج، إذ يتحرك التايب بحيوية داخل منطقة المناورة كصانع لعب حقيقي ومعد لمعظم الهجمات الزرقاء، ومتى ما وجد المساندة الفاعلة من عبدالعزيز الدوسري ونواف التمياط ستكون الغلبة الميدانية زرقاء اللون، ويحمل ثنائي المقدمة بدر الخراشي والكنغولي ليلو على عاتقهما مسؤولية كبيرة لاستثمار جهود زملائهم، وهز الشباك الصفراء نحو اعتلاء منصة التتويج والتوشح بذهب البطولة. وعلى الطرف الآخر يحشد النصر أسلحته كافة للنزال الأهم للفريق الأصفر الذي غاب سنوات طويلة عن معانقة الذهب، وباتت الفرصة مواتية لتجديد العلاقة مع الذهب، ولن يقبل الجمهور النصراوي بغير الذهب وكأس البطولة بعد سنوات صبر طويلة جداً، لذا اللاعبون على محك صعب جداً لإثبات أنهم الأجدر بإعادة صياغة تاريخ الفريق البطولي وإضافة إنجاز جديد يحرك رصيد البطولات المجمد منذ ما يفوق الثمان سنوات، كما أن المدرب الأرجنتيني دانيال آساد على مشارف إنجاز كبير يدون اسمه بحروف من ذهب في دفاتر النصر في حال نجاحه في قيادة الفريق إلى منصة التتويج عبر شباك الخصم التقليدي، ما يجعل اللقب ذا طعم مختلف ومذاق خاص. الخطوط الصفراء مليئة بالأسماء البارزة التي تتطلع إلى تقديم الأفضل للكيان النصراوي، ويمتاز لاعبيه بالحماسة والقتالية العالية جداً والتي كانت أحد أهم عوامل بلوغ الفريق إلى النهائي الكبير، ويظل اعتماد المدرب آساد في مثل هذه المباريات على خبرة سعد الحارثي ومحمد الشهراني في خط المقدمة وهما ثنائي خطير جداً ويجيد الوصول إلى مرمى الخصوم من اقصر الطرق، كما أن فهد الزهراني والبرازيلي ألتون لهما أدوار مهمة في منطقة الوسط بفضل حيويتهما الدائمة. الموقعة لن تكون هينة لكلا الفريقين، وسيكون الصراع على أشدة بين تخصص الهلال في المباريات الحاسمة، وطموحات النصر في فك سوء الطالع الذي لازمه في السنوات الأخيرة، وجماهير الطرفين بغض النظر عن أي حسابات لن تقبل بغير الفوز لأن الخسارة ستكون اشد مرارة، خصوصاً أنها على يد الغريم التقليدي.