أشعل فريقا النصر والهلال فتيل الإثارة والندية باكرا وقبل إقامة نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد الذي سيقام الأربعاء المقبل بوقت كبير جدا،وبدأ كلا الطرفين في إعداد العدة لتلك الموقعة الهامة جدا في مقياس الفريقين ليس لأنها مباراة ختامية فحسب بل للتنافس الأزلي الذي يجمعهما منذ انطلاق المنافسات الرياضية في الملاعب السعودية. وتأتي مواجهة الفريقين في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد للمرة الأولى منذ انطلاقة النسخة الأولى عام 1976, ويحمل الهلال الرقم الصعب في بلوغ المباريات النهائية للبطولة حيث وصل في إحدى عشر مناسبة، وتمكن من الظفر باللقب سبع مرات، وفي المقابل تأهل النصر إلى نهائي بطولة كأس الأمير فيصل خمس مرات، حقق فيها اللقب مرتين. بعد طول غياب وبعد غياب دام لسنوات طويلة جدا يعود الهلال والنصر إلى المواجهة في مباراة نهائية إذ كانت آخر مواجهة بين الطرفين عام 2001 في نهائي بطولة الكؤوس العربية للنسخة ال 11، التي استضافها النصر، وفاز بها الهلال بهدفين لهدف، وسبق لهما أيضاً أن التقيا في بعض النهائيات المحلية، إذ فاز النصر في خمسة نهائيات، نهائي بطولة كأس الشهداء عام 1969 بنتيجة أربعة أهداف لهدفين، ونهائي كأس الدوري التصنيفي عام 1975 بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف، ونهائي كأس الملك عام 1981 بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف، ونهائي كأس الملك في عام 1986 بهدف دون رد، كذلك نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في عام 1995 كآخر نهائي محلي جمعهما، أما فريق الهلال فخطف من النصر بطولة كأس الملك عام 1989 بنتيجة ثلاثة أهداف من دون رد في النهائي، الذي أقيم في مدينة جدة. وجاء وصول الهلال والنصر إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد من البوابة الصعبة إذ حل الهلال ثانياً في مجموعتة الثانية التي ضمت الشباب والاتفاق والقادسية والحزم ونجران، وطار إلى جدة لمواجهة الأهلي في نصف النهائي ونجح في إقصائه بهدف من دون رد سجله الشاب حسن خيرات، وفي المقابل جاء النصر أيضا ثانيا في المجموعة الأولى، التي ضمت الأهلي والاتحاد والوحدة والوطني ونجران، وتأهل للنهائي بعد أن كسب الشباب في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح بخمسة أهداف مقابل أربعة، بعد أن تعادلا في الأوقات الأصلية والإضافية بهدفين لكليهما. وشهدت المباريات الأولية للبطولة 62 مباراة سجلت فيها 180 هدفاً، وتصدر قائمة الهدافين مهاجم الهلال بدر الخراشي برصيد 8 أهداف، تلاه مهاجم النصر ريان بلال برصيد ستة أهداف، واحتسبت في البطولة 28 ضربة جزاء، فيما طرد 20 لاعباً بالبطاقات الحمراء. ويمني النصراويون النفس بالعودة إلى منصات التتويج مرة أخرى بعد غيبة طويلة جدا منذ رحيل نجم الفريق ماجد عبدالله قائد الجيل الذهبي، إلا أن أمانيهم تصطدم بقوة خصمهم الهلال المتمرس بالمباريات النهائية، حيث كان هو القاسم المشترك في غالب المنافسات النهائية، والشيء الأكيد أن الجماهير السعودية عامة وجماهير الناديين على موعد مع مباراة مثيرة ولن تخلو من لغة الأهداف تحت أي ظرف وأن تطلب الأمر تدخل الركلات الترجيحية في نهاية المطاف. نهائي 1995م يظل نهائي كأس الملك الذي جمع الفريقين في موسم 1995م عالقاً في ذهن الجماهير النصراوية والهلالية، والذي انتهى بثلاثة أهداف للنصر مقابل هدف للهلال إذ سجل النجم الكبير ماجد عبدالله هدفين ومحيسن الجمعان هدفاً، فيما سجل للهلال منصور الموينع، وجاء عدم نسيان جماهير الفريقين للمباراة لما حملت من أحداث مثيرة، فالهلال تظلم كثيراً من حكم المباراة إبراهيم العمر واعتبروه العامل الأساسي الذي ساعد النصر في تحقيق الفوز، وطالبوه بركلتي جزاء لم تحتسب حسب رأي الهلاليين، إلى جانب احتجاجهم على عدم صحة الهدف الأول بحجة ارتكاب محيسن الجمعان خطأ قبل تجهيز الكرة لماجد عبدالله الذي سجل الهدف الأول.وفي المقابل لا يمكن للنصراويين نسيان تلك الموقعة حيث لا يزالون يتغنون بهدف نجمهم الكبير ماجد عبدالله الثالث عندما انطلق من منتصف ملعب الهلال وجندل المدافع تلو الآخر لحين وصول خط المرمى قبل أن يرسل الكرة بين أقدام لاعب الهلال منصور الموينع "كوبري" داخل المرمى الأزرق وهو الهدف الأسطوري للنصراويين. الهلال يتغنى رغم البطولات العديدة التي حققها الهلال عبر تاريخه الطويل إلا أن نهائي البطولة العربية لأبطال الكؤوس التي استضافها النصر عام 2001م كان لها وقع خاص للهلاليين عندما نجح الهلال في بلوغ المباراة النهائية وملاقاة المستضيف النصر الغريم التقليدي، وكانت معركة مثيرة كسبها الهلال بهدفين لهدف، عندما تمكن لاعب الهلال السابق عبدالله الجمعان من تسجيل الهدف الذهبي من ركلة جزاء، واحتج النصر آنذاك على قرار الحكم المغربي رحمة الله علية سعيد بلقولة عندما احتسب ركلة جزاء للهلال لصالح عمر الغامدي الذي أعيق من لاعب النصر السابق إبراهيم ماطر. بطولة سوريا في بطولة النخبة العربية التي أقيمت في سوريا 2001م هي الأكثر مرارة للنصراويين، حيث خسر الفريق البطولة وهي في متناول اليد عندما تحصل النصر على ركلة جزاء أمام الجيش السوري وكانت تكفيه للحصول على كأس البطولة عندما أهدر محترف الفريق البرازيلي رينالدو الركلة، وجاءت المرارة كون التعادل منح الهلال كأس الذهب وهم الذين فقدوا الأمل واتجهوا إلى مغادرة مدرجات الملعب قبل أن تعود لهم البطولة، ووصف النقاد تلك المباراة بالنهائي الهلالي النصراوي غير المقام على أرض الميدان. نوع آخر يعتقد الكثير من النقاد الرياضيين أن نهائي كأس الفيصل المقبل بين الفريقين سيكون من نوع مختلف في ظل غياب النصر لسنوات طويلة عن سماء البطولات امتد إلى أكثر من عشر سنوات، إلى جانب هيمنة الهلال على مواجهات الفريقين في الآونة الأخيرة، ومن المنتظر أن يكون الصراع ساخنا جدا بين تطلعات النصر في العودة إلى سماء الذهب ورغبة الهلاليين في تأكيد الزعامة والهيمنة على مواجهات الفريقين في السنوات الأخيرة. الأجانب في الكفة متى ما استعان مدربا الفريقين بالمحترفين الأجانب ستكون كفة محترفي الهلال الأرجح بوجود الليبي طارق التايب والبرازيلي تفاريس والكنغولي ليلو مون هذا الثلاثي قدم مستويات كبيرة خلال المباريات السابقة بكافة المسابقات، عكس محترفي النصر الذين لم يقدموا ما يشفع لهم بالاحتراف في فريق بقامة النصر بوجود التونسيين عبدالكريم النفطي وعصام المرداسي والبرازيلي إيلتون.