سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللجنة الشعبية تحذر من أن القطاع سيغرق في الظلام خلال أيام بسبب أزمة الوقود . حكومة هنية تدعم أي قرار شعبي لإنهاء الحصار وتتوقع انفجاراً في غزة "في اي لحظة"
في رسالة تحمل تهديداً ووعيداً واضحيْن، قالت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية إنها ستدعم قرار الشعب الفلسطيني في إنهاء الحصار الظالم غير المقبول، في وقت حذرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من أن قطاع غزة سيغرق في ظلام دامس خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب أزمة الوقود المتفاقمة. وبلهجة حازمة، قالت الحكومة المقالة إن"الشعب الفلسطيني قرر إنهاء الحصار الظالم الذي لم يعد من المقبول بأي شكل من الأشكال استمراره"، مشددة على أنها"تدعم هذا التوجه وحق شعبنا في مقاومة الظلم والدفاع عن نفسه بكل الوسائل". ولم يفصح الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في مؤتمر صحافي في مدينة غزة امس عن الكيفية التي سيُنهي بها الشعب الفلسطيني الحصار المحكم المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة وتم تشديده أكثر في أعقاب سيطرة حركة"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي، لكنه توقع ان يقع الانفجار"في اي لحظة"بسبب الحصار الخانق. لا تهديد لمصر ولتبديد مخاوف مصر من احتمال قيام مواطنين او ناشطين فلسطينيين بتفجير الحدود بين القطاع ومصر، أسوة بما حصل مطلع العام الحالي، أكد النونو"متانة العلاقات"مع مصر، نافياً أي تهديدات صريحة او مبطنة لمصر، وقال ان"أحداً لا يهدد مصر وليس من المسموح لأحد العبث بأمنها". ولمزيد من التطمينات، شدد النونو على"أننا لن نفقد البوصلة، وأي انفجار محتمل سيكون فقط موجهاً ضد الاحتلال الاسرائيلي، لأنه العنوان الرئيس للحصار"، معتبراً ان"محاولة البعض توتير العلاقة مع مصر ستبوء بالفشل". ودعا الدول العربية والاسلامية الى التحرك العاجل لفك الحصار، متسائلاً:"الى متى سيستمر هذا الصمت القاتل غير المبرر". ووصف ما يجري بأنه"حال عجز مصطنعة لا تقنع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة". وقال ان"الحكومة ستواصل تحمل مسؤولياتها وبذل كل الجهود الممكنة من أجل إنهاء الحصار ووقف المعاناة والنزيف المستمر، وسنعمل على مواجهة الأزمة بكل الإمكانات المتاحة". الكهرباء وأزمة الوقود وصرح مدير محطة الكهرباء رفيق مليحة بأنه سيضطر لإغلاق المحطة بالكامل خلال أيام قليلة ما لم تستأنف امدادات الوقود، وهذا يعني قطع الكهرباء عن أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في القطاع. بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري ان محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في القطاع ستتوقف خلال أيام قليلة ما لم يتم تزويدها بالوقود الصناعي اللازم لتشغيلها. وحذر من ان القطاع"سيغرق في ظلام دامس"بعدما أوقفت سلطات الاحتلال توريد الوقود الى القطاع اعتباراً من الخميس الماضي، واغلقت معبر"ناحال عوز"الذي تمر منه المحروقات بعد هجوم فلسطيني على هذا الموقع الذي تسيطر عليه اسرائيل. وتسمح سلطات الاحتلال بإدخال نحو مليوني ليتر من السولار الثقيل الخاص بمحطة الكهرباء، ونحو 200 طن من الغاز المنزلي بشكل كاف أسبوعياً، في حين ترفض إدخال وقود السولار إلا بنسبة 30 في المئة من حاجات القطاع، و6 في المئة من حاجاته من البنزين، ما أدى الى توقف نحو 90 في المئة من السيارات العمومية والخصوصية في القطاع عن العمل. ودعا الخضري خلال مؤتمر صحافي عقده في محطة توليد الطاقة الكهربائية في غزة امس الى تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية للضغط على الاحتلال لفك الحصار والسماح بإدخال الوقود. وأشار الى تعطل مناحي الحياة في القطاع، محذراً من ان المسيرة التعليمية أيضاً مهددة بالتوقف بسبب صعوبة وصول الطلاب والمدرسين الى مدارسهم وجامعاتهم، خصوصاً من سكان المناطق الجنوبية والشمالية من القطاع. وقال ان"غزة مقبلة على انهيار كامل، وهذه مسؤولية العالم، فنحن نتعرض الى حصار وعدوان، ولا بد من اتخاذ إجراءات فورية للضغط على الاحتلال لإنهاء الأزمة"، مطالباً"بفتح معابر القطاع في شكل كامل، والإفراج عن البضائع المحتجزة في الموانئ الاسرائيلية والسماح بإدخال المواد الخام، وإدخال كل ما يُعيد الحياة الى طبيعتها في غزة". وشدد على ان"شعبنا في غزة مُصر على هذه المطالب، ولا يريد أن يتحول الى شعب متسول يعيش على المساعدات، بل يريد أن يعمل بحرية وكرامة، ويؤدي دور في إكمال حياته من دون حصار، تمهيداً لنيل حقوقنا الوطنية". من جانبه، قال الاتحاد الاوروبي الذي يقدم الوقود للمحطة انه يقدر أن المنشأة لديها وقود يكفيها لمدة تزيد على أسبوع، مضيفا انه ينتظر موافقة من الجيش الاسرائيلي لاستئناف الشحنات اليوم. تظاهرة أمام سفارة مصر في غضون ذلك، تظاهر العشرات من أنصار"حماس"أمام مقر السفارة المصرية في مدينة غزة امس، للاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر. ونصب المشاركون في الاعتصام خيمة أمام مقر السفارة المغلق منذ سيطرة"حماس"على القطاع، بعد نقل مقر إقامة الديبلوماسيين المصريين الى رام الله. وتأتي هذه التصريحات والفعاليات في ظل حال من الغليان تسود القطاع منذ أيام بسبب تفاقم أزمة الوقود، بعدما قلصت سلطات الاحتلال الكميات الموردة إليه الى أدنى حد ممكن، فأثر نفاد الوقود على مناحي الحياة الصحية والتعليمية والبيئية والزراعية والصيد وغيرها من القطاعات. 9 شهداء في 24 ساعة وترافق ذلك مع تصعيد عسكري اسرائيلي أودى بحياة تسعة فلسطينيين، وجرح 28 آخرين في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع. ودانت الفصائل الفلسطينية العدوان الاسرائيلي، وقالت حركة"فتح"في بيان لها ان جرائم الاحتلال في مخيم البريج وغيرها من الجرائم"تأتي ضمن مربع العنصرية الاحتلالية الاسرائيلية في حق شعبنا، الهادفة الى قتل أي فرصة ممكنة تلوح في الأفق لعملية السلام وإنهاء الاحتلال". وطالبت المؤسسات الدولية، وفي مقدمها مجلس الأمن"بأخذ دوره في حفظ الأمن والسلم العائلي، ووقف جرائم الاحتلال التي ترتكب في حق الأطفال ... وبالنظر مجددا في ضرورة استقدام قوات دولية تردع الجانب الاسرائيلي كي تؤمن تهدئة ووقف إطلاق نار شاملا، وتوفر حياة كريمة للشعب الفلسطيني".