نفى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز أن تكون السفيرة الأميركية في بغداد ابريل غلاسبي نقلت الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في لقائهما قبيل الغزو العراقي للكويت، أي تحذير أو تنبيه لشخص أو جهة. وأكد أنه لم يكن مؤيداً"دخول القوات العراقية الأراضي الكويتية ليس بسبب الكويت بل لما يمكن أن يرتبه على العراق نفسه". وقال زياد طارق عزيز، في اتصال مع"الحياة"من عمّان،"اطلعت والدي خلال اتصال هاتفي أجراه معنا من معتقله على ما قالته غلاسبي في حديثها الى"الحياة"15 آذار/ مارس خصوصاً لجهة تحميله مسؤولية دفع السيد الرئيس صدام حسين الى دخول الكويت اضافة الى مغالطات أخرى بشأن لقائها السيد الرئيس". وأضاف:"يعرف الجميع ويعرف الكويتيون وأميرهم الحالي الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك ويعرف الإخوة في الأردن أن طارق عزيز كان الوحيد في القيادة العراقية المعارض لفكرة دخول الأراضي الكويتية. وهذا الموضوع مثبت أصلاً في أرشيف الدولة العراقية وأرشيف وزارة الخارجية. ولا أعلم الآن ما إذا كان هذا الأرشيف سرق أو أتلف لغايات معينة. كان والدي ضد فكرة دخول الكويت ليس حباً بالكويت، ولكن استباقاً لما يمكن أن يتعرض له العراق في حال هذا الدخول. وأنا أملك وثائق تؤيد هذا الكلام. وهو ما أعاد والدي تأكيده حين أطلعته على مضمون حديث غلاسبي". ورأى زياد عزيز"أن غلاسبي حاولت الإفادة من غياب الشهود، بسبب القتل أو الاعتقال، لخلط الأوراق ولجأت الى رواية بوليسية لسر قصة لقائها مع السيد الرئيس". وقال:"الحقيقة أن السيدة غلاسبي أتت بسيارتها الى مبنى وزارة الخارجية العراقية، وهو المقر نفسه المستخدم اليوم، وبناء على موعد مع والدي. وصعدت غلاسبي الى مكتب وزير الخارجية والدي في الطبقة الخامسة فوجئت هناك بوجود السيد الرئيس في المكتب. لقد تم تسجيل هذا اللقاء بالصوت والصورة وحفظ في أرشيف وزارة الخارجية وأملك نسخة عنه. وأجزم أن والدي لم يلعب أي دور في التحريض أو التشجيع". وقال:"لم يحمل كلام غلاسبي في اللقاء الذي حضره والدي أي انذار لأي جهة، أو لأي شخص. ويمكن الرجوع الى أرشيف الوزارة شرط ألا يخضعوا الشريط لعملية تحوير أو تحريف". وروى أنه صودف أن توجه ذلك اليوم الى مقر وزارة الخارجية وإذ به يفاجأ بوصول الرئيس صدام حسين ثم بوصول غلاسبي بعده. وقال زياد عزيز إن الوضع الصحي لوالده سيئ والعناية الطبية"ناقصة جداً"ورجح أن يكون الاهمال الطبي متعمداً للقضاء على واليه. وقال إنه متأكد"أن الأميركيين لن يطلقوا سراح والدي نظراً الى معرفته الدقيقة بتفاصيل العلاقة التي كانت قائمة بين العراق من جهة وأميركا والغرب من جهة أخرى، فهو كان مسؤولاً عن هذا الملف". وختم مؤكداً أن والده كلفه"تقديم هذه التوضيحات خدمة للحقيقة لأن سيناريوات كثيرة تظهر وترمي الى التحريف أو التضليل".