ودّعت اسرائيل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس باعلان خطط لبناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة"بسغات زئيف"في الضفة الغربية، في خطوة تحد علّقت عليها رايس لاحقاً في عمان بالقول ان"النشاط الاستيطاني لا بد ان يتوقف". من جانبه، اعلن الرئيس محمود عباس انه سيلتقي رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في السابع من الشهر الجاري، ومن المقرر ان يتوجه الى الرياض اليوم، كما علمت"الحياة"انه سيتوجه غداً الى القاهرة حيث ستعُقد قمة مصرية - فلسطينية - اردنية بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. راجع ص 4 وكانت رايس اختتمت زيارتها للمنطقة بجولة ثانية من المحادثات مع الرئيس عباس في عمان حيث اعلنت تفاؤلها بامكان التوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية العام، معتبرة ان محادثات السلام"تسير على الطريق الصحيح". وكررت الموقف الاميركي من الاستيطان، معتبرة ان"النشاط الاستيطاني لا بد ان يتوقف لانه لا يتسق مع الالتزامات الواردة في خريطة الطريق". وكان ملف الاستيطان القى بظلاله على الزيارة. ففي تحد للموقف الاميركي، اعلن اولمرت عقب لقائه رايس صباح امس ان اسرائيل ستواصل البناء الاستيطاني في القدس وفي الكتل الكبرى في الضفة الغربية و"التي ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية في نطاق اي تسوية دائمة للصراع". كما اعلنت البلدية الاسرائيلية للقدس خططا لبناء 600 وحدة سكنية في مستوطنة"بسغات زئيف"، موضحة ان لجنة التخطيط والبناء وافقت على المشروع الذي يتعين ان يحصل على موافقة وزير الداخلية مئير شتريت. في المقابل، اصدرت حركة"السلام الان"تقريرا اكد ان تصاعد وتيرة الاستيطان بشكل غير مسبوق منذ مؤتمر انابوليس. واكد التقرير ان اسرائيل تبني منذ بداية السنة عشرات آلاف الشقق الجديدة في 101 مستوطنة في القدس والضفة وفي البؤر الاستيطانية"غير المرخصة"، لافتا الى ان البناء مستمر في نحو 60 بؤرة استيطانية عشوائية التزمت اسرائيل تفكيكها قبل اربع سنوات، وان تصاريح بناء اعطيت لمستوطنات شرق الجدار الفاصل والتي يفترض، بحسب التصور الاسرائيلي، تفكيكها في اطار اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين. وقلّل الجانب الفلسطيني من شأن التعهد الاسرائيلي ازالة 50 ساتراً ترابيا. وصرح رئيس الوزراء سلام فياض بأن ما تعهدت اسرائيل ازالته لا يتعدى"10 في المئة من الحواجز التي تقيمها"، معتبرا ان ذلك"غير كاف وليس من الممكن ان نعتبره بداية او نهاية الطريق". كما قال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ لوكالة"فرانس برس"ان اسرائيل تراجعت صباح امس عن رفع حاجز اساسي على الطريق بين مدينة اريحا والبحر الميت، موضحا:"ابلغنا الجانب الاسرائيلي الاحد انه سيزيل حاجزيْن رئيسيين ... لكنه ابلغنا اليوم الاثنين انه تراجع عن ازالة الحاجز المؤدي الى البحر الميت". وحتى عصر امس، ازالت اسرائيل ساترا ترابيا واحدا خارج مستوطنة"ريمونيم"قرب رام الله. وفي نيويورك، شدد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشيركن على أن المؤتمر المعني بالشرق الأوسط الذي تعمل موسكو على عقده قريباً، هو"جزء من الاستراتيجية المشتركة للرباعية"التي تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وقال تشيركن أن دعم القمة العربية لفكرة المؤتمر"سيضاعف الزخم"لانعقاده"ولقد تلقينا الدعم القوي من أطراف عدة، بما فيها الأطراف العربية". وقال إن الأمل هو بانعقاد المؤتمر في فترة الصيف، إذ أن"الفكرة هي أن تكون هناك نتائج ملموسة مع نهاية السنة"، ملاحظا ان"التوقيت بالغ الأهمية ويجب أن يكون جميع اللاعبين الأساسيين هناك في أفضل حالاتهم للمشاركة في هذه المناسبة البالغة الجدية... فهي جزء من استراتيجية الرباعية... وليست طرحاً انفرادياً". على صعيد آخر، كشفت مصادر مصرية موثوقة ان عنصرا من"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"يدعى ايمن نوفل معتقل حاليا في مصر، مشيرة الى انه"كان يخطط لاغتيال احد رموز حركة فتح داخل الاراضي المصرية"، وانه"اعتقل وبحوزته متفجرات وبندقية آلية ... وجهاز مباحث امن الدولة يحقق معه حاليا". واستبعدت استجابة مطلب"حماس"الافراج عنه قريبا، مشيرة الى ان ذلك"امر يمس بأمن مصر القومي". كما اكدت عدم وجود معتقلين آخرين من"حماس"في مصر غيره بعد ان اطلقت السلطات قبل ايام 33 من كوادر الحركة. الا ان"حماس"شككت في الرواية المصرية، اذ قال القيادي فيها وزير الصحة السابق باسم نعيم ل"الحياة":"استبعد ان يكون كادرا في موقع المسؤولية تورط في عمل كهذا ... فهو بحكم موقعه في كتائب القسام لا يتحرك من دون سلاح".