توالت الادانات من المجتمع الدولي للهجوم الذي نفذه فلسطيني في القدس الغربية وأدى الى مقتل 8 اسرائيليين. ووصف الرئيس جورج بوش الهجوم ب"الوحشي والدنيء"، في حين اعتبره رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون"هجوما في الصميم على عملية السلام"، ودانه كل من باريس والاتحاد الاوروبي وكندااليابان وتركيا، وسط دعوات الى مواصلة جهود السلام. وقال بوش في بيان ليل الخميس - الجمعة:"تحدثت للتو مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت لأقدم تعازي الصادقة للضحايا وعائلاتهم ولشعب اسرائيل. قلت له ان الولاياتالمتحدة تقف بحزم الى جانب اسرائيل في وجه هذا الهجوم المروع". واضاف ان"هذا الهجوم الوحشي والدنيء على مدنيين ابرياء يستوجب ادانة جميع الدول". كما دانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من بروكسيل الهجوم، ووصفته بأنه"عمل ارهابي ودنيء"، معتبرة انه"لا يمكن لأي قضية ان تبرر هذا العمل". وفي لندن، دان رئيس الوزراء غوردون براون الهجوم، وقال ان"جرائم القتل التي جرت في القدس ستعني ان العالم بأكمله سيغضب على ما يحدث"، مضيفا ان"هذه بكل وضوح محاولة لتوجيه ضربة في الصميم لعملية السلام"، و"اعتقد ان من المهم للغاية التركيز على عدم السماح للراغبين في وقف عملية السلام بالنجاح، وذلك من خلال تصميم العالم بأكمله". وتابع ان"طريقة الاجابة على رجال العنف هؤلاء هو التحرك قدما في عملية السلام بالسرعة الممكنة". وكان وزير خارجيته ديفيد ميليباند اعتبر ان الهجوم"المثير للصدمة"هو"سهم موجه الى قلب عملية السلام التي تم تحريكها اخيرا". وفي باريس، نقل الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون عن الرئيس نيكولا ساركوزي إدانته"بأقصى قدر من الحزم الاعتداء الجبان والبربري"الذي وقع اول من امس في القدس الغربية، وتأكيده تضامن فرنسا مع أسر الضحايا والشعب الاسرائيلي في مواجهة"البربرية الارهابية". وأضاف ان المستهدف بهذا الاعتداء هو"أمل السلام الذي انبعث من أنابوليس ولاحقاً من باريس"، عبر مؤتمر الدول المانحة، مؤكداً أهمية استئناف التفاوض للتوصل الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش وتشكل شرطاً ضرورياً للسلام. من جهة اخرى، قال مارتينون ان ساركوزي حرص على ان يخص نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز بأول زيارة دولة تجري الى فرنسا منذ توليه لمنصبه في الربيع الماضي"لتأكيد قوة الصداقة التي تربط الجانبين". وذكر ان بيريز سيبدأ زيارته الاثنين المقبل لمدة خمسة أيام ويتخللها لقاء مع ساركوزي وعشاء دولة يقيمه الأخير على شرف ضيفه"الذي يعرفه جيداً ويكن له احتراماً بالغاً وإعجابا". وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير دعا الى"محادثات بهدف اقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام وأمان جنبا الى جنب مع اسرائيل"، مندداً بالهجوم الذي كان الاكثر دموية على اسرائيل منذ عام 2004. وصرح وزير الخارجية الكندي مكسيم برنييه بأن"كندا تدعو جميع القادة الفلسطينيين الى نبذ هذه التكتيكات الارهابية الفظيعة المناقضة لعملية السلام". وقال وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كومورا في بيان امس ان"اليابان تدين بشدة الهجوم الارهابي في القدس... ومن المؤسف جدا ان يقع حادث من هذا النوع بينما يبذل الجانبان"الاسرائيلي والفلسطيني"جهودا للتوصل الى السلام". واكد ان اليابان"قلقة لتصاعد العنف وتدهور الوضع الانساني في غزة وجنوب اسرائيل"، موضحا ان طوكيو"ستواصل تقديم كل الدعم للجهود التي يقوم بها الطرفان"للسير في اتجاه السلام. وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية امس"ان الهدف الرئيسي للهجوم الارهابي الاخير في اسرائيل... هو جهود السلام. ونعتقد ان افضل رد على مثل هذا الاستفزاز هو إحداث تقدم"في المحادثات. واضاف:"نأمل بحق في ان يقوي هذا الهجوم البغيض عزم الجانبين على تحقيق السلام". من جانبه، ابدى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مخاوفه من ان يؤدي"استمرار اعمال العنف والارهاب الى نسف عملية السلام"التي شدد على وجوب"مواصلتها من اجل احلال سلام آمن ودائم للاسرائيليين والفلسطينيين مبني على حل الدولتين". وأجرى الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا اتصالا هاتفيا بوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني"للتنديد بالهجوم"وتقديم تعازيه لعائلات الضحايا والقادة الاسرائيليين، على ما افادت الناطقة باسمه كريستينا غالاش. مسيرات تأييد في بيروت من جهة اخرى، نفذ شبان فلسطينيون ولبنانيون مسيرات في شوارع بيروت، رافعين أعلاماً وصور شهداء غزة، لتنتهي المسيرة في محلة عين المريسة حيث كتبوا"غزة"بشموع مضاءة. وعقب الهجوم، سُمع اطلاق نار ابتهاجا في المخيمات الفلسطينية في برج البراجنة في بيروت والجليل في سهل البقاع شرقا وعين الحلوة جنوبا والبداوي شمالا وبعض مناطق الضاحية الجنوبية وبعلبك. وفي المواقف، أشادت حركة"أمل"ب"بسالة الفلسطينيين وقواهم المقاومة، خصوصا العملية البطولية التي نفذها أحد المجاهدين الأبطال". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله أن"عملية القدس رد فعل طبيعي على العنف الوحشي الإسرائيلي في غزة"، مؤكداً أن"هذه العملية البطولية أثبتت أن المجاهدين في فلسطين قادرون على إنزال الضربات القاسية بالصهاينة، على رغم الإجراءات الأمنية المعقدة". واعتبر رئيس"هيئة علماء جبل عامل"الشيخ عفيف النابلسي ان"هذا الشعب المكشوف غربياً وعربياً والمحاصر سطّر على يد أحد المجاهدين الأبطال عملية مدهشة، هزت الكيان الصهيوني وأفقدته صوابه"، مباركاً للمجاهدين الفلسطينيين"عمليتهم النوعية"، وداعياً إياهم الى"الاستمرار في خيار المقاومة". ودعا رئيس"لقاء علماء صور"العلاّمة الشيخ علي ياسين الى"أوسع حملة دعم للشعب الفلسطيني"، مشيداً ب"عملية القدس الجهادية التي زلزلت الكيان الصهيوني المصطنع".