اجرى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز محادثات في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال ان "أبناء وطننا يقفون على خط المجابهة" في اسرائيل ونقل التعازي الى "ضحايا الارهاب" من الاسرائيليين، وانضم اليه البطريرك اليكسي الثاني الذي أعرب عن "مشاعر التضامن مع اسرائيل التي تعاني من الارهاب". وهذه التصريحات كانت أهم من المحادثات التي اجراها بيريز اثناء زيارته التي بدت محاولة لكسب روسيا الى جانب اسرائيل. واكد بوتين انه "قلق على وضع أبناء وطننا في اسرائيل"، مشيراً الى اليهود الوافدين من روسيا الذين كان قد وافق على احتفاظهم بالجنسيتين الاسرائيلية والروسية. واضاف انهم "عملياً على خط المجابهة". وطلب من بيريز ان ينقل التعازي الى "العائلات الاسرائيلية التي فقدت افراداً منها في العمليات الارهابية الأخيرة". ولم تنقل وكالات الانباء الروسية عن الرئيس بوتين أي كلمة تعاطف مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف اليومي. إلا ان مساعد الرئيس للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو قال ان مسؤولية تصاعد العنف "تقع على عاتق الاسرائيليين والفلسطينيين"، ودان "الارهاب وسائر أعمال العنف" من الجانب الفلسطيني، لكنه قال انه "لا يوجد مبرر للغارات المكثفة على الأراضي الفلسطينية" و"التصفيات من دون محاكمة". ودعا الى وقف الاستيطان. واثر محادثات بيريز مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف اكد الأخير ان موسكو مستعدة لتأييد أي مبادرة يقبل بها الجانبان لوقف العنف. واضاف انه وبيريز ناقشا تقرير لجنة ميتشل والمبادرة المصرية - الأردنية، ولكنه لم يوضح ما اذا كانا توصلا الى تفاهم، واقتصر على القول ان مزيداً من الاتصالات ستجرى لاحقاً. ومن جهته قال وزير الخارجية الاسرائيلي ان "عملية السلام في الشرق الأوسط جريحة لكنها لم تمت". وأضاف انه "لا بديل من المفاوضات"، واعتبر انها يمكن ان تستند الى تقرير ميتشل بعد تعديل البنود المتعلقة بالمستوطنات. ونفى بيريز ان تكون اسرائيل ضربت أهدافاً مدنية في قطاع غزة امس. ونقلت وكالات الانباء الروسية تصريحاً لمسؤول رفيع المستوى في الكرملين اكد فيه ان موسكو طلبت من اسرائيل ان تستأنف اصدار ترخيصات العمل للفلسطينيين وتسهل الحركة بين ضفتي نهر الأردن وتعيد فتح مطار غزة وترفع القيود عن التجارة، مقابل تعهد فلسطيني بوقف أعمال العنف. واشار ايفانوف الى ان موسكو "لا تملك وصفة سحرية" لكنه اقترح بذل جهود جماعية مشتركة من قبل الراعيين الاميركي والروسي والاتحاد الأوروبي. وفي سياق الحملة الاعلامية حققت زيارة بيريز مكاسب مهمة لاسرائيل. فقد حضر آلاف من اليهود الروس وبينهم مسؤولون احتفالات "أرض الميعاد. يوم أورشليم" لمناسبة ذكرى السيطرة الكاملة على القدس، كما قابل الكاتب المعروف الكسندر سولجيتيتسين وبطريرك عموم روسيا اليكسي الثاني. وفاجأ راعي الكنيسة الارثوذكسية المراقبين بقوله انه "يتضامن مع شعب اسرائيل". وقال ان روسيا "تكن له شعوراً خاصاً لأنها مثله عانت من الارهاب الشيشاني". واشاد ببيريز بوصفه "صانعاً للسلام".