كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل "الحياة" ان حركة "حماس" وافقت على وقف موقت لإطلاق النار بغية تهيئة الأجواء لاحتمال التوصل الى تهدئة شاملة ومتزامنة ومتبادلة مع اسرائيل في الأراضي الفلسطينية كافة، تشمل أيضاً رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة فتح المعابر، خصوصاً معبر رفح الحدودي. وقالت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها ان"حماس وافقت على وقف موقت لإطلاق النار أسفر عن انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من منطقة شرق مخيم جباليا فجر الاثنين الماضي حيث كانت تنفذ عملية أطلقت عليها الشتاء الساخن، أعقبه توقف مقاتلي الحركة عن إطلاق الصواريخ محلية الصنع على أهداف اسرائيلية محاذية للقطاع". وأضافت ان"وقف النار يهدف الى التوصل الى تهدئة تشترط الحركة ان تكون متبادلة ومتزامنة وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة". ولفتت الى ان"الحركة تسعى الى عقد صفقة شاملة تشمل التهدئة ورفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر، وإطلاق الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت المحتجز لدى الحركة ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام منذ 25 حزيران يونيو 2006". وأشارت الى ان"دولاً عدة تقوم بمساع في هذا الصدد، من بينها دول أوروبية، مثل فرنسا وايطاليا وبريطانيا وسويسرا"، مشددة على ان"الدور الرئيس في هذا الشأن منوط بالشقيقة مصر"، علما ان عددا من قادة الحركة عقد اجتماعات خلال الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين مصريين في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء، كما اجرى معهم اتصالات لاحقاً لبحث هذه القضايا. وأشارت مصادر أخرى الى ان وفداً من حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"أجرى امس في مدينة العريش محادثات في شأن تفاصيل مبادرة أعدها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان سيحملها معه في زيارة سيقوم بها قريباً للدولة العبرية. ويضم الوفد القيادي البارز في"حماس"وزير الخارجية السابق الدكتور محمود الزهار، والقيادي في"الجهاد"الدكتور محمد الهندي، علما ان الحركتين، ومعهما بقية فصائل المقاومة، ترفضان إعلان أي تهدئة ما لم تكن شاملة ومتزامنة ومتبادلة ويتم بموجبها رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر الحدودية كافة. وتأتي الزيارة الى العريش غداة زيارة لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش للقاهرة بحث خلالها سبل التوصل الى تهدئة تدعمها واشنطن ويوافق عليها الرئيس محمود عباس الذي جمد المفاوضات السياسية مع اسرائيل مشترطاً العودة إليها بالتوصل الى تهدئة شاملة.