تحركت مصر أمس في اتجاه إسرائيل في إطار مساعيها لتحقيق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في القاهرة أمس رئيس الهيئة السياسية والامنية في وزراة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، على أن يلتقي مسؤولون مصريون قريبا قادة من حركة"حماس"لمواصلة هذه المساعي. وربط مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات التوصل إلى سلام خلال العام الحالي بضمانات أميركية حقيقية لدعم العملية السلمية، ودعا الفصائل الفلسطينية إلى التجاوب مع الجهد المصري لتحقيق التهدئة لأنها"مصلحة عليا فلسطينية"، فيما تنتظر"حماس"إبلاغها بالخطة المصرية التي تتضمن تهدئة شاملة ومتزامنة ومتبادلة تشمل فتح المعابر وفك الحصار ووقف الاغتيالات، من أجل دراستها. وقال عريقات ل"الحياة":"مصر تبذل حالياً جهدا جبارا للتوصل إلى تهدئة من أجل وقف شلال الدم ولحماية أبناء شعبنا... خلال خمسة أيام سقط نحو 137 شهيدا". ورأى أنه"إذا تحققت التهدئة ووفرت أميركا ضمانات لاستمرار مفاوضات السلام بحيث تضمن أن تنفيذ إسرائيل التزاماتها المقررة في المرحلة الأولى من خريطة الطريق والتزام تهدئة شاملة متزامنة ومتبادلة مع رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، فإن السلام سيتحقق في غضون العام الحالي"، مشيراً إلى أن"الأميركيين سيقودون اللجنة الثلاثية التي ستعقد للمرة الاولى الخميس المقبل". وعما إذا كانت التهدئة متبادلة أم من جانب واحد، قال عريقات:"مصر تعمل مع الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين في سبيل تحقيق تهدئة متبادلة، ونعلم جيدا أن مصر لن تقبل بتهدئة من جانب واحد، وإن كان الأمر كذلك لن تتدخل فيه"، مشددا على أن مصر تسعى إلى"استمرار مفاوضات السلام التي لا يمكن أن تستأنف إلا إذا توافرت الظروف المناسبة"، مطالبا الأميركيين بضرورة"تقديم ضمانات"، وقال:"المطلوب من الأميركيين توفير ضمانات لدعم استمرار العملية السلمية من خلال السعي الى تحقيق تهدئة شاملة يلتزمها جميع الأطراف ومن خلال التزام إسرائيل تعهداتها وفقا لخريطة الطريق". من جانبه، نفى عضو المكتب السياسي لحركة"حماس"محمد نصر أن تكون الحركة تسلمت خطة تتضمن تهدئة مع الإسرائيليين تكون شاملة ومتزامنة ومتبادلة تشمل فتح المعابر وفك الحصار ووقف الاغتيالات، وقال:"إذا جاءتنا مثل هذه الخطة سندرسها بجدية". غير أنه شكك في النيات الإسرائيلية، وقال"الإسرائيليون يسعون إلى الحصول على استسلام فلسطيني، وفي الوقت ذاته لا يريدون وقف إطلاق النار من جانبهم"، مشدداً على أنه إذا استمر العدوان الإسرائيلي، فإن المقاومة لن تتوقف. على الصعيد ذاته، أوضح مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة أحمد يوسف أن"المصريين لمسوا من الأميركيين قبولا لفكرة التهدئة وضرورة إدخال حماس في المعادلة، إذ لا يمكن التعويل في هذه المسألة على الرئاسة فقط"، وقال:"يبدو أن هناك قبولا من كل الأطراف للتهدئة... ما يتم بحثه الآن هو التوصل إلى تهدئة موقتة". وكشف ل"الحياة"أن"المصريين طلبوا من حماس أثناء الاجتماع الأخير الذي عقد في العريش وقف التصعيد حتى يمكن التحرك مع الأميركيين والأوروبيين لإقناع إسرائيل بالتهدئة"، مشيراً إلى أن"هناك مساعي أوروبية مع الأطراف المختلفة تصب في هذا الإطار". في غضون ذلك، قالت مصادر مصرية موثوقة ل"الحياة"إن"سليمان عرض على غلعاد رؤية مصر في خصوص ضرورة إحداث تهدئة تمهد لاستئناف المفاوضات"، مشيرة إلى أن من المقرر أن يلتقي مسؤولون مصريون مع"حماس"قريبا لدرس الأمر. وأوضحت أن لقاءات المسؤولين مع قادة"حماس"التي تكررت في مدينة العريش أخيرا"تعد آلية بديلة لبحث الأمور بين القاهرة والحركة بعد مغادرة الوفد الأمني المصري لغزة في أعقاب حسمها العسكري في القطاع منتصف شهر حزيران يونيو الماضي". الى ذلك ا ف ب، اعلن مكتب وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني انها توجهت الى الولاياتالمتحدة امس في زيارة تستمر ثلاثة ايام وسط جهود لدفع عملية السلام المتعثرة. وستلتقي ليفني نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. واضاف البيان ان"الاجتماعات ستركز على عملية السلام والمسألة الايرانية وغيرهما من القضايا الاقليمية". وقبل مغادرتها، التقت تسيبي ليفني من جهة اخرى الموفد الاميركي الخاص لشؤون الامن في الشرق الاوسط الجنرال السابق جيمس جونز وقالت له"ان الوضع في غزة والهجمات الارهابية تضعف الثقة في عملية"السلام.