أعلن وزير الدفاع الفنزويلي غوستافو رانغيل بريسينيو أمس، ان بلاده ارسلت عشر كتائب دبابات نحو الحدود الكولومبية وسط تصاعد الأزمة في منطقة الانديز، والتي فجرها مهاجمة الجيش الكولومبي معسكراً لثوار يساريين في الإكوادور السبت الماضي. وحضت الاكوادور أمس، المجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية على إدانة الهجوم الذي شنته كولومبيا على متمردين في أراضيها السبت الماضي، وأسفر عن قتل الرجل الثاني في"القوات المسلحة الثورية"الكولومبية فارك راؤول رييس و16 آخرين. وأكدت وزيرة الخارجية الاكوادورية ماريا ايسابيل سالفادور، في جلسة طارئة للمنظمة في واشنطن، ان اعتذار كولومبيا لن يكفي، مطالبة بإجراء تحقيق كامل في الاعتداء. واتهمت الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي بالكذب في الرواية التي قدمها عن ظروف مقتل رييس، ووصفت سالفادور الهجوم بأنه"انتهاك متعمد ومخطط له"، ونفى مندوب كولومبيا في المنظمة كاميلو اوسبينا توغل قوات تابعة لبلاده داخل اكوادور، مشيراً الى ان مروحيات الجيش الكولومبي قصفت معسكر الثوار من قاعدة جوية داخلية. وكرر العثور على وثائق داخل المعسكر تربط اكوادور وفنزويلا بالمتمردين الكولومبيين. وفيما كرر اوسبينا اعتذار بوغوتا من"الحكومة الاكوادورية وشعبها"، مطالباً بان تقدم حكومتا الاكوادوروفنزويلا"ايضاحات"حول نشاطات المعسكر غير الشرعي و"تفاوضهما مع الإرهابيين ومهربي المخدرات"، مشدداً على ضرورة تشكيل"لجنة استطلاع للبدائل السياسية"لإيجاد حل للخلاف الراهن، صرح الرئيس الاكوادوري رفاييل كوريا في برازيليا، محطته الثانية في جولته على خمس دول في المنطقة بينها فنزويلا لحشد التأييد لبلاده، بأن اكوادور ستدافع عن نفسها بوسائلها الخاصة، اذا لم تعتذر كولومبيا عن الهجوم واذا لم يدينها المجتمع الدولي. وقطعت اكوادور الاثنين الماضي علاقاتها الديبلوماسية مع كولومبيا، فيما طردت فنزويلا السفير الكولومبي، قبل ان يعلن البلدان ارسال قوات عسكرية الى حدودهما. وأيد المبعوث الأميركي في منظمة الدول الأميركية روبرت منزاناريس العملية الكولومبية، معتبراً ان الثوار يمثلون خطراً للمنطقة كلها، مشدداً على ان الخلاف القائم يدور"بين كولومبيا واكوادور"، داعياً دول المنطقة الى"العمل بطريقة بناءة بغية ايجاد حل ديبلوماسي"للازمة. لكن غالبية دول اميركا اللاتينية انتقدت في اجتماع منظمة الدول الأميركية ما اقدمت عليه الحكومة الكولومبية. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أكد اول من أمس،"دعم"بلاده"الكامل"لكولومبيا ومعارضتها الشديدة"لأي عمل عدواني قد يزعزع استقرار المنطقة"، مندداً بالأفعال"الاستفزازية"الفنزويلية في الأزمة الديبلوماسية الحالية. وقال بوش بعدما أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الكولومبي اوريبي:"رسالة بلادنا الى اوريبي والكولومبيين اننا نقف الى جانب حليفنا الديموقراطي". وفي كاراكاس، اعلن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو ان الملف الذي سيرفعه الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي ضد نظيره الفنزويلي"سيء ومثير للسخرية". وكان اوريبي اعلن اول من أمس انه سيلاحق هوغو تشافيز امام محكمة الجزاء الدولية بتهمة"تمويل إبادة". وقال مادورو ان التهديد"مثير للسخرية"، ويلحق الأذى ب"شرف الرئيس الفنزويلي، لأنه يرتكز على ملف اعد بشكل سيء استناداً الى اكاذيب وغش". وكان وزير الزراعة الفنزويلي الياس خواو اعلن اغلاق الحدود بين كولومبيا وبلاده. وفي باريس، جددت الرئاسة الفرنسية تأكيد ان الرئيس نيكولا ساركوزي"مستعد للذهاب الى الحدود"الكولومبية الفنزويلية، في سبيل الإفراج عن انغريد بيتانكور التي يحتجزها المتمردون الكولومبيون الى جانب 11 رهينة آخرين منذ شباط فبراير 2002، علماً ان هيئة اركان المتمردين أعلنت ان قائدها رييس حاول قبل مقتله عقد اجتماع مع الرئيس الفرنسي لمحاولة معالجة حالة بيتانكور بوساطة من الرئيس الفنزويلي تشافيز.