أعلنت السلطات الأمنية السعودية أمس القبض على 28 شخصاً من جنسيات مختلفة، كانوا يجهزون لإعادة بناء تنظيم"القاعدة"، والبدء بحملة إرهابية في المملكة، مستخدمين بذلك رسالة نصية من الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري في جمع المال لتمويل نشاطاتهم تحت غطاء العمل الخيري. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أنه إلحاقاً لما سبق الإعلان عنه خلال موسم الحج الماضي، انه"القي القبض على 28 شخصاً من عناصر الفئة الضالة في أربع مناطق، مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض والحدود الشمالية، وأن التحقيقات التي تمت بهذا الشأن أكدت انتماء المقبوض عليهم للفئة الضالة وتواصلهم مع العناصر القيادية في تنظيم"القاعدة"في الخارج وتلقيهم التوجيه بإعادة بناء التنظيم الضال والبدء بحملة إرهابية داخل المملكة". وقال المصدر:"إن التهيئة لتلك المخططات الإجرامية، وصلت إلى مراحل متقدمة من التجهيز والسعي لإيجاد أوكار لخلاياهم وتزوير الوثائق التي تسهل تنقلاتهم والترتيب لحملة إعلامية منظمة من خلال شبكة الانترنت لنشر فكرهم الضال والعمل على التغرير بالشباب وإرسالهم إلى مناطق أخرى، وتوريطهم في أعمال مخلة بالأمن للإساءة إلى وطنهم ومواطنيهم". وأشار المصدر إلى"أن قوات الأمن رصدت في مرحلة مبكرة عدداً من العناصر وهم يقومون بجمع الأموال، لتوفير المبالغ اللازمة لتمويل الأنشطة الإجرامية، تحت غطاء العمل الخيري، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحدهم الذي قام بمقابلة شخص قدم من خارج المملكة إلى مكةالمكرمة، وهو يحمل ذاكرة هاتف محمول مخزناً فيها رسالة من أيمن الظواهري، تتضمن تزكية لمن تزعم هذه المجموعة، ليتمكن من خلالها من جمع الأموال بحجة دعم المحتاجين من الأسر في باكستان وأفغانستان، وذلك جرياً على عادتهم في تقديم دليل يطلبه المتعاونون للتثبت من انتمائهم إلى القاعدة". وأضاف أنه جاء في نص الرسالة:"إلى من تصله رسالتي هذه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإن حامل هذه الرسالة من الأخوة الموثوقين لدينا، فبرجاء تحميله ما تتبرعون به من أموال لمئات من أسر الأسرى فك الله أسرهم والشهداء - رحمهم الله - في باكستان وأفغانستان، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله... أخوكم أيمن الظواهري". وأكد المصدر أنه"من خلال تتبع من لهم ارتباط بهذه المجموعة تمكنت قوات الأمن من القبض على ما مجموعه 56 شخصاً من جنسيات مختلفة بمن فيهم من سبق الإعلان عنهم في كانون الأول الماضي، ومن ضمنهم من تزعّم هذه المجموعة، وأن المتابعة الأمنية لا تزال مستمرة". من جهة أخرى، أوضح ل"الحياة"الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي"أن جهود الأجهزة الأمنية قادت إلى السيطرة على تنظيم جديد ينطلق من السعودية، وتنفيذ أعمال إرهابية داخل المملكة وخارجها، وأن المقبوض عليهم يعملون تحت توجيه مباشر من قيادات تنظيم القاعدة". وقال التركي في اتصال هاتفي، إن"تنظيم القاعدة لا يزال يسعى الى أن يكون له وجود في المملكة، وأشخاص يؤيدونه وينفذون مخططاته التي تطلب منهم، لكن سيطرة رجال الأمن قطعت على الفئة الضالة التي تعمل على إعادة نفسها في المملكة". وأشار إلى"أن التنظيم يعمل على تغرير بعض المتحمسين من خلال الفكر المتطرف. وأجندة التنظيم جاهزة وينقصها التمويل. ومن هذا المنطلق رجعوا إلى الأساليب القديمة في جمع التبرعات من خلال تزكية صوتية حملت على هاتف محمول بصوت الرجل الثاني في تنظيم القاعدة". ولاحظت مصادر مطلعة"ان استراتيجية القاعدة الجديدة تعمل على توريط علاقات المملكة مع بعض الدول من خلال الزج بسعوديين غُرر بهم بالفكر المتطرف، وذلك في قضايا الحوادث الإرهابية أو التفجيرات". ولفتت إلى"أن عملية زج أسماء سعوديين في حوادث وصراعات يقصد بها دق الوتد في العلاقات السعودية مع هذه الدول".