عبر السناتور باراك اوباما عن نفاد صبره من عدم حسم السباق على ترشيح الحزب الديموقراطي له الى الرئاسة الأميركية عندما شبه، بين الجد والمزاح،"الانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي، بالفيلم الجيد مع ثلاثين دقيقة إضافية". الا أن سناتور ايلينوي أمل في الا تنسحب منافسته هيلاري كلينتون من السباق. وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقده في جونستاون في ختام اجتماع شارك فيه اكثر من ألف شخص:"رأيي ان السيدة كلينتون تستطيع الاستمرار في السباق طالما رغبت في ذلك". وأضاف: أن كلينتون"منافسة شرسة ورائعة وتعتقد بأنها ستكون مرشحة ممتازة وستكون رئيسة ممتازة". واستأنف اوباما السبت، جولته في بنسيلفانيا متوقفاً في جونستاون، مدينة المناجم السابقة، معقل جون مورتا، الشخصية البارزة في مجلس النواب والداعم لكلينتون منافسته للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية. وقال اوباما:"لست معروفاً مثل السناتورة كلينتون في هذه الولاية". وأضاف:"قد لا يكون في مقدورنا ان نفوز، لكني اعتقد بأن لدينا فرصة ونعمل بدأب للفوز بها". وحسم السباق داخل الحزب الجمهوري وسيكون جون ماكين مرشحه الى الانتخابات الرئاسية. الا انه يتواصل في الحزب الديموقراطي، وستشهد ولاية بنسلفانيا شرق التي بدأ اوباما جولة فيها يوم الجمعة الماضي، انتخابات تمهيدية للديموقراطيين في 22 نيسان ابريل الجاري. ووعدت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بمواصلة المعركة حتى النهاية. ويبدو ان نفاد الصبر بدأ ينتقل أيضاً الى الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي الى ان كلينتون ستفوز في هذه الولاية، الا ان اوباما يأمل على رغم ذلك بإخراجها من السباق، اذ ان خسارة كلينتون في بنسيلفانيا تعني شبه انعدام فرصها في الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي. وحصل اوباما الجمعة على دعم السناتور الديموقراطي الوحيد في بنسلفانيا بوب كايسي المدافع عن الطبقات العمالية والفقيرة وهي طبقة تميل بغالبيتها الى هيلاري كلينتون. وحصلت كلينتون على دعم حاكم الولاية اد ريندل ورئيس بلدية بيتسبرغ لوك رافنسنتال. ولن يكون فوز اوباما في بنسلفانيا أمراً سهلًا. وتبلغ نسبة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة والذين يميلون الى كلينتون 15 في المئة من سكان الولاية بزيادة نقطتين عن المعدل الوطني، بينما يلاقي اوباما تأييداً واسعاً في أوساط الطلاب. إلا ان معدل طلاب التعليم العالي المجازين في الولاية هو الأدنى في الولاياتالمتحدة 22 في المئة في مقابل 24 في المئة في مجمل الولاياتالمتحدة. وسيتنقل سناتور ايلينوي بواسطة الباص على مدى ستة أيام في بنسلفانيا التي كانت مهد الأمة الأميركية وشهدت ولادة صناعات الفحم الحجري والصلب التي أضفت شهرة على مدينة بيتسبرغ في جنوب غرب الولاية. إلا أن عاصمة صناعات التعدين سابقاً باتت الآن تضم مساحات واسعة مهملة كانت في الماضي مقراً للمصانع. كما يمكن مشاهدة مصانع مهجورة محطمة الزجاج ومنازل قديمة غير مسكونة. وتضم بيتسبرغ في المقابل عدداً كبيراً من الجامعات ومواقع صناعية حديثة، إلا أن الاقتصاد فيها لا يزال في مرحلة التعافي. وتتأثر الولاية أيضاً بالأزمة العقارية التي تشهدها الولاياتالمتحدة. وتم بيع حوالى 400 منزل في المزاد العلني في شهر شباط فبراير الماضي، في بيتسبرغ وضواحيها، وهو الرقم الأكثر ارتفاعاً منذ 22 سنة. ووعد اوباما الخميس في نيويورك بالاهتمام بالأزمة الاقتصادية الأميركية. والتقى عدداً من العاملين في قطاع التعدين، الصناعة التي باتت نادرة في بيتسبرغ. وبعيداً عن الميكروفونات والصحافيين، تم التقاط صور لاوباما مع عمال باللباس البرتقالي او الأخضر وسلم عليهم وتبادل معهم بعض الأحاديث. وفي وقت لاحق، خلال اجتماع في غرينسبرغ، تذكر اوباما أن بنسلفانيا على رغم المظاهر هي بالأحرى ولاية محافظة. وباستثناء بيتسبرغ في الغرب وفيلادلفيا في الشرق، فإن الولاية بغالبيتها جمهورية. وقال في إشادة برئيسين جمهوريين سابقين:"الحقيقة أن سياستي الخارجية تشكل عودة الى السياسة التقليدية المتوازنة، السياسة الخارجية الواقعية لجورج بوش الأب وجون كينيدي ديموقراطي ورونالد ريغن بشكل من الأشكال". في المقابل، حمل على سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش الخارجية التي طغت عليها حرب العراق، مشيراً الى ان هذه الحرب"تسببت بالكثير من الأضرار لسمعتنا في العالم". وأضاف في إشارة واضحة الى منافسته هيلاري كلينتون التي أيّدت شن الحرب على العراق في 2003:"للأسف فإن هذه السياسة لقيت تسهيلات من بعض الديموقراطيين".