أدلى الناخبون في زيمبابوي بأصواتهم أمس، في انتخابات رئاسية تبقي روبرت موغابي 84 عاما على رأس السلطة التي تولاها منذ أكثر من ربع قرن. ويستبعد ان يحقق اي من منافسيه، المعارض مورغان تسفانجيراي، ووزير المال السابق سيمبا ماكوني المنشق عن حزب الحاكم ولانتون تونغانا، اي اختراق يذكر في هذه الانتخابات. كما صوت الناخبون لاختيار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والمستشارين البلديين للمرة الأولى في اقتراع واحد. وأمضى بعض الناخبين ليلتهم في مراكز الاقتراع، فيما بدأ آخرون الاصطفاف في طوابير قبيل الفجر. ورفض الرئيس موغابي بعد إدلائه بصوته في هراري، اتهامه بالتزوير، مؤكداً انه سينتخب مجدداً لولاية سادسة على رأس البلاد. وقال:"ليس من عادتنا تزوير الانتخابات... ضميري لن يرتاح لو مارست أي غش"، مضيفاً:"سننتصر". كذلك عبَّر زعيم المعارضة تسفانجيراي عن ثقته بالفوز في الاقتراع. وقال بعدما أدلى بصوته في مدرسة ابتدائية في هراري، ترافقه زوجته: ان"النصر مضمون على رغم محاولات النظام زعزعة إرادة الشعب". لكن المراقبين تستبعدون امكان استبدال موغابي الذي يمسك بزمام السلطة بشكل صارم، عبر مزيج من الحملات الأمنية الصارمة، وترويع منافسي الحزب الحاكم، ونظام محكم للمحاباة. وربما يؤدي انقسام المعارضة الى جعل فرص موغابي في الفوز أفضل أيضاً. ولا يزال مؤيدو موغابي داخل البلاد أو أي مكان آخر في أفريقيا يبجلونه باعتباره آخر أبطال التحرير. وأمس، نشرت صحيفة"هيرالد"الرسمية، نتائج استطلاع تفيد بأن موغابي سيحصل على 57 في المئة من الأصوات، وهي نتيجة رأى محللون أن الهدف من نشرها إعداد الشعب لبقائه في السلطة. وأجرى هذا الاستطلاع محاضر جامعي يعتبر متعاطفاً مع الحكومة. واتهم تسفانجيراي وماكوني موغابي بالتخطيط لإعلان الفوز بنحو 60 في المئة من الأصوات، بعد"فرز احتيالي". والرهان الأساس في الانتخابات هو إعادة بناء الاقتصاد المنهار، إذ بلغت نسبة التضخم مستويات خيالية، بارتفاعها أكثر من مئة ألف في المئة، بينما زادت نسبة البطالة عن 80 في المئة وفقدت المواد الأساسية من المتاجر. وينحو موغابي باللائمة في الانهيار الاقتصادي على العقوبات من جانب المستعمر السابق بريطانيا والدول الغربية الأخرى. وإذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 51 في المئة من الأصوات، ستجرى جولة إعادة، يتوقع أن يتحد فيها حزبا المعارضة. لكن محللين توقعوا أن يعمل موغابي جاهداً لمنع حدوث ذلك، وإن استدعى الأمر تزوير الانتخابات. وأعلن الناطق باسم الشرطة وايني بفودزيينا، أن تفجيراً استهدف منزل مرشح للحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية صباح أمس، في مدينة بولاوايو، ثاني اكبر مدن البلاد. وقال بفودزينا:"في وقت مبكر هذا الصباح، انفجر منزل في دائرة اماخاندي الانتخابية. انتشلنا عبوات ناسفة... ولم تجر أي عمليات اعتقال حتى الآن، ولم تسجل إصابات".